يشهد كورنيش أكادير وشواطئه الرئيسية تدفّقًا يوميًا غير مسبوق من السكان المحليين والزوار، مدفوعًا بموجة حرّ جعلت البحر المقصد الأول للبحث عن نسمات باردة والاستجمام على الرمال الذهبية. ويصنع هذا الإقبال حركة لافتة على امتداد الممشى الساحلي، حيث تزداد كثافة المرتادين منذ الساعات الأولى للصباح وحتى ما بعد الغروب، بينما تتحوّل المقاهي والمطاعم إلى نقاط تجمع رئيسية للعائلات والشباب هربًا من القيظ. وتواكب السلطات المحلية هذا المنحى ببرنامج تعبئة موسّع؛ إذ تضاعف فرق الإنقاذ البحري نقاط المراقبة على الشاطئ وتُكثّف الدوريات الراجلة والدراجات الرباعية لضمان السلامة وتنظيم الانسياب البشري، فيما تنسّق المصالح المعنية في مجال النظافة مع الشركات المفوَّضة لرفع وتيرة جمع النفايات خلال ساعات الذروة. من جانبهم، يعمد مهنيّو المقاهي والمطاعم إلى توسيع مساحات الجلوس وتقديم عروض موسمية تستجيب لحجم الطلب، مع توفير مظلات إضافية ومراوح رذاذ في المناطق الأكثر ازدحامًا. وتُشير مؤشرات الحرارة الأخيرة في الجهة إلى أجواء أعلى من المعتاد في هذا التوقيت، ما يدفع بالأسر إلى تفضيل البحر على الوجهات الداخلية المغلقة، ويُنعش الطلب على خدمات النقل الحضري وسيارات الأجرة نحو محاور الشاطئ. ومع تزايد الحركة، تُنصح الأسر باعتماد أوقات السباحة الآمنة، ومراعاة إشارات الرايات (خضراء/صفراء/حمراء) وانتقاء مناطق الحراسة الرسمية، إلى جانب الالتزام بمستلزمات السلامة للأطفال مثل أساور التعريف والسترات الطافية. ويخلق هذا الزخم آثارًا اقتصادية إيجابية على المدى القصير؛ إذ تنتعش مبيعات الأنشطة الشاطئية وتأجير المعدّات، وتُسجّل الوحدات الفندقية والإقامات المندرجة ضمن الكراء السياحي نسب إشغال أعلى، بينما تستفيد التجارة القريبة من الشاطئ من حركة العابرين. في المقابل، تستوجب الكثافة المتزايدة تنظيمًا أدقّ لحركة المرور وركن السيارات حول المداخل الرئيسية للشاطئ، مع تعزيز الإرشاد الميداني لتوزيع المرتادين على المقاطع الأقل اكتظاظًا. ويتوقّع مهنيّو القطاع استمرار المنحنى الصاعد في أعداد الزوار خلال الأيام المقبلة ما دامت الحرارة مرتفعة والبحر هادئًا، على أن تواصل المصالح المختصة مواءمة وتيرة التدخلات الوقائية والخدمية وفق ذروة التردد اليومي. وبينما يستمتع المصطافون بساعات نسيم ما بعد العصر، يبقى احترام قواعد السلامة والبيئة من تجنب السباحة في المناطق غير المراقبة إلى جمع المخلفات شرطًا أساسيًا للحفاظ على تجربة صيفية آمنة ومستدامة على شواطئ أكادير. شارك هذا المحتوى فيسبوك X واتساب تلغرام لينكدإن نسخ الرابط