« واش أعباد الله ساعتين والماء كيدخل على الديور ....» بصوت مرتفع كان يضرخ صاحب إحدى الحمامات الشعبية في منطقة درب غلف قرب شارع عبد المومن ، مضيفا « الما عمر لاكاب والعود مشا فحالاتو » ، عشرات أخرون كانوا يحاولون أن يبلغوا شكواهم لممثلي وسائل الإعلام الحاضرة في عين المكان، كان المشهد صباح أمس غريبا، بمنطقة درب غلف، ففي عز الصيف وشهر يوليوز كانت سيول المياه تملأ شارع عبد المومن، لمسافة مائة متر تقريبا، ليس الشارع المذكور وحده بل كل الأزقة المحادية، في الحي المعروف بالأسرة الفرنسية ، الذي كان مملوء عن أخره بالمياه 0 في حدود الساعة العاشرة تقريبا – يحكي أحد الشهود- أن جرافة من الحجم الكبير تابعة لشركة الترامواي، كانت تقوم ببعض الأشغال الروتينية، قبل أن تتسبب في تفجير قناة مياه صالحة للشرب ، المياه اندفعت باتجاع الزنقة 90، حيث انتهت في أقبية مجموعة من المنازل هناك ، خسائر فادحة خلفتها المياه التي أفسدت مجموعة من أكياس القمح كان صاحبها يعدها للبيع في مخزن ، كما أثرت على الأخشاب التي يستخدمها حام شعبي، دون إغفال الأضرار التي لحقت الأثاث المنزلي في الطوابق الأرضية 0 سيول المياه فاجأت السكان، وقام بعضهم بوضع حواجز خشبية ، و أكياس الرمل والحبوب لمواجهة المياه المتدفقة باتجاه المنازل لكن دون جدوى، حجم المياه كان كبيرا للغاية وغير متوقع ، فيما هرع آخرون بمعدات بسيطة لفتح البالوعات التي عجزت عن استيعاب منسوب المياه المرتفع، حركة السير تأترت كثيرا بالمياه وبدأت تنحرف نحو الأزقة الجانبية، كما تعطلت العشرات من السيارات نتيجة ارتفاع منسوب المياه « ما أثار غضب السكان ليس الحادث المتوقع بالنسبة لأشغال الترامواي» يقول أحد السكان، لكن المستفز هو تأخر تدخل شركة ليدك حوالي ساعتين تقريبا، وعدم تدخل الفرق التابعة للشركة، فيما تولى الأمر عناصر من الوقاية المدنية مساعدة السكان، على فتح البالوعات التي علاها منسوب المياه، دعوات كثيرة ارتفعت وسط الحي المتضرر لرفع دعوى قضائية ضد شركة الترامواي وليدك ن أجل تعويض الخسائز التي لحقت السكان 0