عادت قضية الصحفي القطري فرج بن مزهر الشمري الذي أسقطت جنسيته ونفي من بلاده منذ 15 عاما إلى الواجهة بعد أن تقدم للسلطات القطرية بطلب لزيارة والده المريض. أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أول أمس، التعسف الذي يمارسه النظام القطري ضد الإعلامي والرياضي فرج بن مزهر الشمري، الذي أسقطت عنه جنسيته القطرية وعن عائلته، ونفي من البلاد منذ عام 1999 وحتى الآن، وقد رفض النظام القطري كافة طلباته للعودة إلى وطنه. وتعود أحداث الواقعة إلى منتصف عام 1999، حيث كتب فرج بن مزهر الشمري مقالا بعنوان "عين عذاري" يطالب فيه بتخفيض الرسوم والضرائب على المواطن القطري، وذلك من خلال عموده الصحفي الذي كان يحمل عنوان "البُعد الرابع"، في صحيفة الراية القطرية آنذاك. وكرد فعل على المقال قامت السلطات القطرية بسجنه لمدة 3 أشهر وقامت باحتجاز زوجته وأطفاله الخمسة لمدة ثلاثة أيام دون تحقيق ودون توجيه أية اتهامات لهم ثم طالبته بالاعتذار فوافق واعتذر وفوجئ بعدها بصدور قرار بمصادرة أملاكه ووضعها في "بنك الدولة المحدود"، وإسقاط الجنسية القطرية عنه وإبعاده خارج البلاد. وكان فرج الشمري، قد قدم العديد من الالتماسات للسلطات القطرية وذلك من أجل السماح له بالعودة إلى وطنه ولكنها جميعا قوبلت بالرفض دون إبداء أسباب، وكان آخرها منتصف أغسطس 2014 وذلك لزيارة والده المريض، والذي يرقد في أحد مستشفيات قطر في حالة صحية حرجة. ويعرف فرج بن مزهر بنفسه في حسابه الشخصي على تويتر @f_mezher "تم سجني 3 أشهر ومصادرة جميع حقوقي وأملاكي وسحب جنسيتي القطرية وإبعادي بسبب مقالة في جريدة الراية القطرية أواخر عام 1999″. ونشر بن مزهر صورا لوالده المريض في المستشفى وقد بدا في حالة حرجة. جدير بالذكر أن فرج بن مزهر الشمري قد مثل قطر فيما يقارب 30 بطولة دولية في لعبة الغولف، كما عمل مذيعاً بالتلفزيون القطري، ورشح نفسه لعضوية المجلس البلدي بقطر عن دائرة "أم صلال"، و"الخريطيات"، وكان من المفترض أن يفوز بالانتخابات ولكن جاءت تعليمات عليا "وفق ما روى شهود عيان" أمرت بتغير النتيجة لصالح أحد منافسيه ويدعى "عبدالله المناعي"، وقد توجه المناعي إلى الشمري"، واعتذر له عما بدر من النظام القطري مؤكدا على أن الأمر تم دون علمه ولم يعرف السبب الحقيقي وراء هذا التجاوز. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إن الجنسية حق أصيل لحقوق الإنسان لا يمكن أن ينازعه فيها أحد أو يحرمه منها أحد وأن ما اقترفته السلطات القطرية من انتهاك فج وفاضح ضد الرياضي والإعلامي فرج بن مزهر الشمري يؤكد خطأ الدعاية التي تطلقها السلطات القطرية عن نفسها أنها دولة تحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث أن قيام النظام القطري بنفي وإسقاط الجنسية عن مواطن وعائلته ومنعه من دخول البلاد لمدة تقارب 15 عاما هو انتهاك فج لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وانتهاك لحق المواطنة، خاصة وأن هذا التصرف نتيجة لآرائه التي طالبت بإصلاح منظومة الضرائب في البلاد". وطالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان السلطات القطرية بإعادة الجنسية إلى الإعلامي والرياضي، وعائلته والسماح له بالعودة لوطنه وتأمين حريته وسلامته ورد ممتلكاته التي قامت الدولة بمصادرتها، والسماح له فوراً بزيارة والده نظراً لسوء حالته الصحية. و"تتبجح" قطر وفق مراقبين بأنها حامية الحريات وخاصة حرية التعبير من خلال ذراعها الإعلامية المتمثلة خاصة في قناة الجزيرة. وكان حكم على الشاعر القطري محمد العجمي العام الماضي بالسجن 15 عاما بسبب قصيدة سياسية تحت عنوان (قصيدة الياسمين) كتبها الشاعر في 2011 بعد بدء الربيع العربي". ووجّه رئيس منظمة العفو الدولية السابق في لوكسمبورغ، روبيرت ألتمان، آنذاك رسالة إلى حكومة بلاده يحذّرها من قطر. وتوجّه روبيرت ألتمان إلى حكومة لوكسمبورغ التي تربطها اتفاقات للتعاون المالي مع قطر التي تتقدمها على رأس قائمة أغنى دول العالم بالعديد من التساؤلات. وقال ألتمان "كيف يمكن أن يفهم المرء قيام قناة الجزيرة الفضائية القطرية بدعم الثورات في تونس ومصر وليبيا ولكن قطر نفسها تمنع قصيدة كتبها شاعر قطري يذكر فيها الربيع العربي؟". وذكر ألتمان "هل تعرف الحكومة بأن قطر لا تحترم حرية الرأي"؟.