«هاد البوكي د الورد غادي نهديه لواحد لمرا لابسة الدرة» يقول الفنان رشيد الوالي. ثم ينزل من فوق خشبة المركب الثقافي سيدي عثمان متوجها، أمام أنظار الجمهور الغفير وتحت تصفيقاته، نحو امرأة في متوسط العمر ترتدي رداء سماوي اللون يقدم لها باقة الورد لتبادره بقبلة وعناق وهي تتلقى الباقة. الحركة الجميلة للفنان الوالي أثناء حفل التكريم الذي أقيم له ولطاقم شريط «نهار تزاد طفا الضو» ليلة الجمعة الماضية بالمركي الثقافي سيدي عثمان بالبيضاء من قبل النادي السينمائي لسيدي عثمان والذي يشرف عليه الناشط الجمعوي عبدالحق المبشور. التكريم لحظة إنسانية رائعة اختلط فيها الفنانون أبطال الشريط مع جمهورهم من منطقة سيدي عثمان ومولاي رشيد بالبيضاء والذين لبوا دعوة حضور تكريم الوجوه الفنية المغربية التي يحبونها ويعشقون رؤيتها عن قرب بعد أن ألفوا مشاهدتها فقط من خلال شاشات السينما والتلفزيون. تكريم صناع شريط «نهار تزاد طفا الضو» مبادرة فنية تندرج في إطار المبادرات التي ألف النادي السينمائي سيدي عثمان تنظيمها في كل مرة للمبدعين المغاربة. وقد انتقل إلى المركب الثقافي كل من المخرج محمد الكغاط والفنانة هدى الريحاني وحسن فلان وابنه المهدي إضافة إلى وجوه أخرى شاركت في العمل الذي يعد أول تجربة للفنان رشيد الوالي على مستوى الإنتاج. قبل عرض الشريط الذي تابعه عدد كبير من الجمهور والذي تفاعل مع أحداثه، تم تقديم مجموعة من الهدايا الرمزية للمشاركين في الخروج بهذا العمل إلى الوجود، كما تم إلقاء كلمات من قبل المكرمين خلال هذه الليلة. محمد الكغاط اعتبر في كلمته على أن العمل يعد ثمرة مجهود كل العاملين من ممثلين وتقنيين وغيرهم وأكد أن لولا تظافر مجهودات الجميع لما رأى الشريط النور. رشيد الوالي من جهته اعتبر أن العمل يعد تجربة مهمة في مساره، على الرغم من أنه أكد أنها لم تكن بالتجربة السهلة و أنه لن يعود مرة أخرى إلى المغامرة في مجال الإنتاج بعد أن اكتشف معمعة هذا الميدان الذي يحتاج فعلا إلى مقومات كثيرة من الصبر والعمل الدؤوب التضحية حتى الوصول إلى النسخة النهائية لما تمت المغامرة فيه. وأبرز الوالي أن العمل استغرق قرابة الخمس سنوات قبل أن يصل منتهاه كشريط صالح للبث للجمهور. لكن رغم ذلك، فالوالي ثمن العمل واعتبر أنه شريط للعائلة المغربية كلها تستطيع أن تستمتع به من دون أي حرج. هدى الريحاني كانت من بين الممثلين الحاضرين خلال حفل التكريم. حضرت وحضرت معها في أذهان الجمهور الحاضر رقصتها مع الفنان الهندي شاروخان والتي جابت صورها العالم خلال حفل افتتاح الدورة الأخيرة من مهرجان الفيلم الدولي لمراكش. بطلة الشريط شكرت المسؤولين على النادي السينمائي على هذا الالتفاتة خلال الكلمة التي ألقتها. واعتبرت أنها تعتز بمشاركتها في هذا العمل الذي يعد تجربة جديدة تنضاف لتزكي مسيرتها الفنية التي انطلقت منذ سنوات طويلة. عبد الحق المبشور من جهته شكر الجمهور الذي حج إلى المركب الثقافي واعتبر أن هذا تأكيدا على حب المغاربة لفنانيهم وللفن المغربي، والإبداع والدراما المغربية. كما أكد المبشور أن نادي سيدي عثمان يعد الوحيد على مستوى الدارالبيضاء الذي يلتفت للفنانين المغاربة من خلال مبادرات التكريم وهو ليس إلا اعترافا منه بالإبداع الوطني على درب تشجيعه ومنحه ما يكفي من جرعات الدعم لمواصلة المشوار. في ذات الاتجاه يضرب النادي موعد لجمهوره مع تكريمات سيستهلها مطلع شهر فبراير من السنة القادمة لمجموعة من الإبداعات المغربية بعد لحظة التكريم تم عرض «نهار تزاد طفا الضو» والذي يحكي قصة شاب يدعى سعيد، يؤدي دوره رشيد الوالي، الذي تسبب وهو طفل في حدوث صعقة كهربائية أفضت إلى وفاة والديه معا، ليترعرع وحيدا في ملجأ للأيتام، لكنه اعتمد على نفسه ورسم لحياته خطوات النجاح، لكن حدث أن أدت صعقة كهربائية مرة أخرى، بشكل مفاجئ، إلى ظهور شبيه لهذا الشاب بنزعات الشر في داخله.