بعد أربعين عاماً على هذا الحدث التاريخي في المملكة العربية السعودية، تكشف بي بي سي عربي حقيقة ما حدث خلال أسبوعين من حصار الحرم المكي الشريف. يبث وثائقي "حصار مكة" يوم الثلاثاء بعد موجز السابعة مساء بتوقيت غرينتش ويروي لأول مرة على لسان من عايشوا الحدث تفاصيل ما وقع داخل الحرم. ويسلط الوثائقي الضوء على شخصية جهيمان العتيبي وأفكاره ويستضيف بعض أتباعه، كما يكشف تفاصيل أثارت الجدل لم يعرفها الكثيرون ومنها دور الوحدات الخاصة الفرنسية في عملية تحرير الحرم المكي الشريف. واستضاف الوثائقي الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان الذي أمر بالعملية في ذلك الوقت. صباح الأول من محرم سنة 1400 للهجرة الموافق عشرين من نوفمبر 1979 استفاقت المملكة العربية السعودية على خبر احتلال مجموعة من المسلحين التابعين للجماعة السلفية المحتسبة للحرم المكي الشريف. ولأول مرة في التاريخ الحديث تتوقف الصلاة والطواف في الحرم المكي. وأعلن المسلحون وقائدهم جهيمان العتيبي ظهور المهدي المنتظر وانتهاء زمن المملكة العربية السعودية. زعزعة استقرار السعودية كانت ستجر المنطقة والاقتصاد العالمي إلى كارثة، خصوصا بعد ما أطاحت الثورة الاسلامية بنظام الشاه في إيران. وقد تطلب إخماد التمرد اسبوعين كاملين وسقط مئات القتلى والجرحى من الطرفين. بقي الحدث طي الكتمان رسمياً لسنين عدة مما أفرز شائعات وأساطير حوله في الأوساط الشعبية والاعلامية. وصُدمت السلطات السعودية بالتمرد والذي اتهمها من قام به بالتقصير في تطبيق أحكام الإسلام، فسارعت الى اعتماد التشدد في أمور الدين والتشجيع على الجهاد في أفغانستان وغيرها. وفتح الباب على مصراعيه للتشدد منذ ذلك الحين وبالامكان سماع أصداء مطالب جهيمان وغيره من المتشددين في خطاب تنظيمات كالقاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام. وعلى الرغم من فشله في إطلاق مشروعه الخلاصي عبر فكرة المهدي، ما زال جهيمان يعتبر في أوساط الحركات المتشددة مثالاً للغيرة على الدين وللثورة على الطغاة.
