قال مصدر سعودي رسمي، إن الأمير الوليد يواجه عدداً من التهم تشمل غسل الأموال وتقديم رشاوى وابتزاز بعض المسؤولين، في حين يواجه الأمير متعب اتهامات في قضايا اختلاس وتوظيف وهمي وإرساء مشاريع مختلفة ومنها عقود تشغيل وصيانة على شركاته الخاصة، بما في ذلك عقود غير شرعية بعشرة مليارات دولار لأجهزة اتصال لاسلكي وآخر لملابس عسكرية واقية من الرصاص بمليارات الريالات.وأضاف أن الأمير تركي بن عبد الله أمير الرياض السابق ضمن الموقوفين أيضاً بتهم التدخل في مشروع قطارات الرياض وتهم فساد في المشروع ذاته واستغلال نفوذ في ترسية مشاريع على الشركات التابعة له بشكل مباشر وغير مباشر. أما وزير المالية السابق إبراهيم العساف، عضو مجلس إدارة شركة أرامكو، فهو متهم باختلاسات من ضمنها مشروع توسعة الحرم المكي ونزع الملكيات في المناطق المجاورة له بالإضافة إلى استغلاله لمنصبه لمعرفته بمعلومات بشراء أراضي بأسعار كبيرة قبل نزع ملكيتها والإعلان عن ذلك في المنطقة المجاورة للحرم. وأوضح المصدر أن من بين المحتجزين الآخرين وزير الاقتصاد السابق عادل فقيه، الذي لعب ذات يوم دوراً كبيراً في وضع مسودة إصلاحات الأمير محمد وخالد التويجري الذي كان رئيساً للديوان الملكي في عهد الملك الراحل عبد الله. ومن المحتجزين أيضاً بكر بن لادن رئيس مجموعة بن لادن السعودية الكبيرة للمقاولات والوليد آل إبراهيم، مالك شبكة mbc التلفزيونية. ووردت أنباء الاحتجاز في الساعات الأولى من صباح الأحد بعدما أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمراً ملكياً بتشكيل لجنة عليا جديدة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يبلغ من العمر 32 عاماً. وأشاد أشخاص على تويتر باحتجاز وزراء بعينهم وقارن البعض الحملة "بليلة السكاكين الطويلة" وهي حملة تطهير عنيفة طالت زعماء سياسيين في ألمانيا النازية عام 1934. وتتمتع اللجنة الجديدة بسلطات واسعة النطاق من بينها التحقيق وإصدار أوامر القبض والمنع من السفر وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها وتتبع الأموال والأصول. وقال الأمر الملكي "لن تقوم للوطن قائمة ما لم يتم اجتثاث الفساد من جذوره ومحاسبة الفاسدين وكل من أضر بالبلد وتطاول على المال العام". وقاد الأمير محمد السعودية في الحرب الدائرة منذ عامين في اليمن حيث تقول الحكومة إنها تقاتل متمردين متحالفين مع إيران، وكذلك خلال النزاع مع قطر التي تتهمها الرياض بدعم إرهابيين وهو ما تنفيه الدوحة. ويقول منتقدو ولي العهد إن كلا التحركين يمثل مغامرة خطيرة.وكتب جيمس دورسي وهو زميل كبير في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة يقول إن الحملة الأخيرة تمثل خروجاً على تقاليد التوافق والإجماع داخل الأسرة الحاكمة. وتابع "يعزز الأمير محمد، بدلاً من السعي لتكوين تحالفات، قبضته الحديدية لتشمل الأسرة الحاكمة والجيش والحرس الوطني لمواجهة معارضة واسعة النطاق فيما يبدو داخل الأسرة والجيش لإصلاحاته ولحرب اليمن".