أرقام مقلقة تلك التي كشف عنها المركز الجهوي للاستثمار للدار البيضاء- سطات، بخصوص مسار المقاولات بالجهة. ومن بين 64 ألف مقاولة، تم إنشائها ما بين سنتي 2003 و2015، حوالي نصف هذه المقاولات أغلقت أبوابها. الأكثر من ذلك فإن نسبة 25 في المائة من المقاولات المحدثة، لم يسبق لها ممارسة نشاطها قط. وحسب الدراسة الأولى من نوعها على مستوى المغرب،والتي أنجزها المركز بشراكة مع البنك الدولي، لتتبع المقاولات المحدثة، خلال الفترة ذاتها، فإن نسبة 51 في المائة فقط، مازالت على قيد الحياة، فيما أعلنت نسبة 49 في المائة من المقاولات المحدثة إفلاسها، علما بأن نسبة 93 في المائة من هذه المقاولات الناشطة هي مقاولات صغيرا جدا «TPE»، ولاتصل أرقام معاملاتها إلى10 ملايين درهم، فيما تشغل أقل من 10 أشخاص. كما وقفت الدراسة التي كشف عن خلاصاتها يوسف شاطر، المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار للدار البيضاء- سطات اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، على أن دورة حياة المقاولات، تنخفض بشكل لافت خلال السنوات الخمس هذه المقاولات، إذ أن مقاولة من أصل أربعة، لم تبدأ نشاطها أصلا، فيما مقاولة من بين اثنتين، تتمكن من العيش أزيد من ثلاث سنوات، ومقاولة من بين ثلاث مقاولات، تتجاوز بالكاد خمس سنوات. لكن ما هي أسباب هذا التراجع في منتصف الطريق؟ هناك أسباب داخلية وأخرى خارجية، تقول الدراسة. الأسباب الداخلية، تتمثل في عدم الإعداد المسبق، ولكن أيضا نقص التجربة، إذ في كثير من الأحيان، يتم الاستثمار في قطاع ما من دون أن تتوفر لدى المشرفين على إطلاق المقاولة على المعرفة والخبرة الضروريتين في هذا القطاع. وأما الأسباب الخارجية، فتتمثل، وكما كان منتظرا، في المشاكل المرتبطة بعدم أداء مستحقات المقاولات في الآجال. هناك أيضا المنافسة الشرسة للمقاولات الكبرى، فضلا عن صعوبات الولوج إلى التمويل. بالنسبة لهذا الأخير،اشتكى المقاولون من الصعوبات التي يجدونها في توفير الضمانات المطلوبة إلى كلفة الديون، وهو الأمر الذي دفع بثلاث مقاولات من بين 5 مقاولات، إلى التعبير عن عن عدم رغبتهم اللجوء إلى البنوك.
