يستعد الجزائريون للنزول إلى الشارع، اليوم الجمعة 8 ماي 2019، في ثالث أسبوع على التوالي، أطلقوا عليها «مسيرة العشرين مليوناً» وهو نصف عدد سكان البلاد، وذلك استمراراً لاحتجاجهم على ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة. وتكتسب أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011 مزيداً من الزخم، مع انضمام قطاعات عديدة للشعب للتظاهرات، كان آخرها خروج مئات المحامين متشحين بأرديتهم السوداء إلى شوارع وسط العاصمة الجزائرية أمس الخميس، ما قد يجعل تظاهرات الجمعة هي الأكبر من سابقاتها. في الوقت ذاته، جددت المعارضة الجزائرية دعمها للمظاهرات قبل يوم من الاحتجاجات المليونية المتوقعة، واعتبرت أن إصرار السلطة على إجراء الانتخابات في هذه الظروف يشكل خطراً على استقرارها، فيما حذر بوتفليقة من تسلل جماعات داخلية أو أجنبية إلى الاحتجاجات والتسبب بالفوضى. ووقّعت الأحزاب ال15 المعارضة على بيان في نهاية اجتماعها يقترح مرحلة تمهد المناخ والإطار القانوني من أجل توفير الشروط الضرورية لتثبيت حرية الشعب في الاختيار، وعدم التضييق على الصحافة، مع رفض التدخل الأجنبي تحت أي شكل من الأشكال. وثمَّنت الأحزاب ال 15 المعارضة في البيان استمرار وتوسع الحراك السلمي الذي يعكس «تطلعات الشعب العميقة». كما طالب المشاركون بلقاء المعارضة -الذي ضم أيضاً شخصيات وطنية ونقابات مستقلة- بتطبيق المادة 102 من القانون التي تنص على أن السلطة للشعب، وأنه إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري للتثبت من حقيقة هذا المانع ثم يقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع. واستبق بوتفليقة، أو من يحكم من خلاله المسيرة، حيث خرج أمس الخميس 7 مارس 2019، وحذر من «اختراق» الحراك الشعبي الحالي من قِبَل أي «فئة داخلية أو خارجية»، في بلاد يتم فيها تداول دعوات لمظاهرات جديدة الجمعة، هي الثالثة من نوعها ضدَّ ترشحه لولاية خامسة. ودعا بوتفليقة في رسالة له بمناسبة عيد المرأة، «إلى الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية التي -لا سمح الله- قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى، وما ينجرّ عنها من أزمات وويلات». ومعلقاً على الحراك قال: «شاهدنا منذ أيام خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية، ووجدنا في ذلك ما يدعو للارتياح لنضج مواطنينا، بمن فيهم شبابنا، وكذا لكون التعددية الديمقراطية التي ما فتئنا نناضل من أجلها باتت واقعاً معيشياً».