أكد وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج،" إن مواجهة الخطاب القيمية للتطرف تتطلب اشتغالا مكثفا على المستوى الثقافي بهدف تفكيك مرجعياته وآلياته،مما يستوجب حضورا وازنا في المشهد السمعي البصري." وسجل الأعرج في الندوة الدولية حول موضوع "دور الدبلوماسية الثقافية في مواجهة التطرف" التي نظمها المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال، مساء الخميس بالرباط، سجل "الطرح الصائب الذي يدرك ما للثقافة من قدرات مذهلة في إفراغ الأفكار الشاذة والاعتقادات المتطرفة، من كل المعاني الصالحة للإنسانية". وأضاف الوزير بأن اصطفاف المغرب القوي مع المنتظم الدولي في معالجة إشكالات الظرفية الدولية الراهنة وخاصة ذات الصلة بالتطرف والإرهاب، نابع من إدراك عميق لأهمية الدور الذي يلعبه التأطير الثقافي والدبلوماسية الثقافية في محاربة التطرف وتعزيز السلم والإستقرار. باقي المداخلات التي شهدتها الندوة العلمية،وقفت على ضرورة تكثيف الجهود سواء الرسمية بين الحكومات والدول أو على مستوى المجتمع المدني ،لنشر وتقوية قيم التسامح والحوار و وقبول الإختلاف، والتعدد الثقافي ،في مواجهة كل أشكال التطرف التي تسود في العالم. المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري تطرق لبعض الأعمال التي قامت بها المندوبية في ما يتعلق بالديبلوماسية الثقافية على المستوى الإفريقي ،العربي والدولي، من خلال المشاركة بالإقتراحات والتوصيات والعضوية الفاعلة،وآخرها المشاركة في المؤتمر الدولي للفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين كهيأة استشارية للامم المتحدة ، انتخب فيها المغرب منذ ثلاث شهور رئيسا بالنيابة (يصل تعداد أعضائها 30 مليون نسمة) ، حيث يتم الإستحضار الدائم للذاكرة المشتركة بين تاريخ المقاومة بالمغرب ومثيلاتها في عدد من الدول الشقيقة والصديقة،بما يحقق التقارب بين الشعوب والحكومات والسلم والتعاون واحترام الإختلاف ونبذ التطرف.. من جانبهما ،شددت كل من فتيحة السعيدي عضو المجلس التشريعي ببلجيكا ،وعبدالواحد أكمير أستاذ باحث في التاريخ المعاصر لإسبانيا ودول امريكا اللاتينية شددا على أهمية "مقاربة ومعالجة الظواهر الثقافية الصدامية خصوصا بدول المهجر ،من خلال المرافعة على سياسات الإدماج التي تركز على احترام تعدد الثقافات ودمجها ، ونشر ثقافة التسامح والتبادل الثقافي، في مواجهة كل أشكال التطرف والراديكالية في تجلياتها السياسية، الدينية ،وغيرها.." من جهته ،أكد مدير مركز البحوث العربية بنيجيريا محمد الخديرو عبد الباقي 'أن العالم الغربي كان دائما ينظر إلى إفريقيا بدونية ، وبشكل متعالي، بعيدا عن الإيمان بالتعدد الثقافي،وأن التطرف في عالم اليوم ، يتوزع على أشكال مختلفة منها الديني ، السياسي، والعسكري والإقتصادي' وأضاف المتحدث 'أن على المشتغلين في الديبلوماسية الثقافية، النأي بأنفسهم على العمل مع الأطراف التي توجد خارج الشرعية وخارج أنظمة الدول،وعدم الإنزلاق في الإستيلاب الثقافي حد الذوبان في العصرنة ،داعيا إلى نشر الثقافة والفكر الوسطيين،وتشجيع كل أشكال الإبداع الثقافي والفني والإهتمام بالفئات التي توجد في وضعية صعبة والسجناء، لحمايتهم من الخطاب المتطرف..' أما رئيس المركز المغربي للديبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، د.عبدالفتاح بلعمشي ، فركز في اختتام فعاليات الندوة الدولية 'على أهمية الإشتغال الثقافي لمحاصرة التطرف ،من خلال استثمار التراكمات الوطنية والدولية وغير الحكومية في هذا المجال حيث يشكل المغرب نموذجا للوقوف على ما راكمه في مواجهة التطرف، خصوصا على المستوى الأمني و الفكري الديني والتشريعي والاجتماعي،وأيضا الإنفتاح على التعدد الثقافي وإدماج المهاجرين..' وشدد المتحدث '‘على مركزية العمل الثقافي سواء على مستوى استراتيجية الإشعاع عبر تقديم كل التجليات الثقافية المحلية للآخر فيما أصبح يعرف بالقوة الناعمة ، واستراتيجية العمق ،وتعنى بالاستثمار في المحيط المشابه والمتجاوب ثقافيا ومذهبيا ودينيا ،والمندمج اقتصاديا والمتوافق سياسيا ، كدول ومجتمعات يجمع بينها إرث مشترك وحاضر مشترك وتعاني نفس إكراهات التطلع لمستقبل مشترك ، مما يقتضي تشكيل جبهة وتحالفات ثقافية لمواجهة التطرف..."