الأحزاب السياسية تشيد بالمقاربة التشاركية للملك محمد السادس من أجل تفصيل وتحيين مبادرة الحكم الذاتي    مباحثات تجمع العلمي ونياغ في الرباط    أخنوش: تنمية الصحراء المغربية تجسد السيادة وترسخ الإنصاف المجالي    "أسود الأطلس" يتمرنون في المعمورة    رفض البوليساريو الانخراط بالمسار السياسي يعمق عزلة الطرح الانفصالي    تنصيب عمر حنيش عميداً جديدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    أخنوش يستعرض أمام البرلمان الطفرة المهمة في البنية التحتية الجامعية في الصحراء المغربية    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    أخنوش: "بفضل جلالة الملك قضية الصحراء خرجت من مرحلة الجمود إلى دينامية التدبير"    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تلاميذ ثانوية الرواضي يحتجون ضد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة والداخلية    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    200 قتيل بمواجهات دامية في نيجيريا    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    كيوسك الإثنين | المغرب يجذب 42.5 مليار درهم استثمارا أجنبيا مباشرا في 9 أشهر    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عد بيان النقابة الوطنية للصحة الشديد اللهجة، أخبارنا تحاور مدير المستشفى الإقليمي باليوسفية
نشر في أخبارنا يوم 24 - 02 - 2015


نورالدين الطويليع يوسف الإدريسي
بعد بيان النقابة الوطنية للصحة الشديد اللهجة، أخبارنا تحاور مدير المستشفى الإقليمي باليوسفية حول تجاذبات الساحة الصحية والواقع الصحي بمستشفى للا حسناء أجرى الحوار: نورالدين الطويليع يوسف الإدريسي
أصدر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بيانا شديد اللهجة كال فيه مجموعة من الاتهامات لمسؤولي قطاع الصحة بالإقليم، ودعا الوزارة الوصية إلى تغييرهم، وضخ دماء جديدة بالإقليم، وأخبارنا المغربية من موقعها كمنبر إعلامي على مسافة واحدة من الجميع ، ارتأت، بعدما نشرت مضمون البيان في وقت سابق، أن تستضيف الدكتور عبد القادر زين الدين مدير المستشفى الإقليمي للا حسناء، لبسط رؤيته حول الواقع الصحي بالإقليم، وموقفه من الاتهامات الموجهة إليه من خلال البيان، ونشير إلى أن الباب مفتوح للجميع في إطار نقاش هادئ ومسؤول يروم خلق دينامية وحركية فاعلة بالواقع الصحي، بعيدا عن لغة السب والشتم، وكيل الاتهامات وتصفية الحسابات، لأننا نتطلع إلى أن نكون جزءا من الحل، وليس معولا يحطم ما تبقى من اللحمة التي تجمع بين الفرقاء الصحيين
كيف تلقيتم، الدكتور زين الدين، بيان النقابة الوطنية للصحة الذي اتهمكم صراحة بانعدام المسؤولية؟
بداية، ليس من حق أي إطار نقابي أن يصدرالاتهامات لأنه لايملك سلطة قضائية. لا مشاحة في الاصطلاح، فلنقل نقدا لاذعا... طيب، هذا البيان غير متوازن، لأنه يجافي الحق ويدافع عن طبيبة متكاسلة أخلت بواجباتها المهنية، وأهانت مواطنين قدموا لمصلحة المداومة، وأعرضت عن استقبالهم، ومثل هذه المؤازرة تساهم في حماية الفساد وتزكيه، وتوفر الغطاء للمتهاونين، وقد تمنيت لو جالسنا الإخوة في المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة، قبل أن يقدموا على إصدار بيانهم، ليستمعوا إلى وجهة نظرنا، ويقفوا على حقيقة الأمر، وحينئذ يمكنهم عمل ما يريدون بعد أن تكون الصورة قد اكتملت لديهم. وعوض لغة البيانات والتنديد والشد والجذب، يفترض أن نضع جميعا اليد في اليد، وأن يتقدم الإخوة باعتبارهم شركاء اجتماعيين باقتراحات وتصورات للنهوض بالشأن الصحي للإقليم، ونحن على استعداد لتقبل مبادراتهم في كل وقت وحين.
بمناسبة حديثكم عمن تسمونها طبيبة متكاسلة، ركز البيان على ممارستكم الشطط في حقها، هلا كشفتم لنا عن سبب توتر العلاقة بينكما؟
الطبيبة التي يتهمني البيان بممارسة الشطط في حقها تركت المواطنين مرات عديدة في قاعة الانتظار بمصلحة المداومة الليلية، ومؤخرا تطور الأمر إلى احتقان حقيقي، اتصل بي على إثره أحد المواطنين عبر الهاتف حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، واشتكى من معاملتها المهينة، ولما انتقلت إلى عين المكان صحبة ممرضة وموظف بالقطاع، وجدتها في غرفة الاستراحة، ووجدت المواطنين في قاعة الانتظار.. طلبت منها أن تباشر عملها، فأجابتني قائلة: "أنا دايرة خدمتي"، ودون مزايدات انصرفت، وراسلت في اليوم الموالي السيد مندوب الصحة بالإقليم لإحاطته علما بما وقع، تدخلي هذا واجب تفرضه علي مهمتي كرئيس مباشر لها، ولا يدخل في إطار الشطط..، وبالمناسبة فقد كان أحدكما قبل حوالي سنة ضحية سلوك مماثل من طرف هذه الطبيبة، حين ذهب بابنه إلى المستشفى ليلا، ورفضت إسعافه رفقة مواطنين آخرين، وقد نسخت موضوع الخبر الذي نشرتماه عقب الحادث، وما زلت أحتفظ به في مكتبي.
وأضيف هنا أنه من العيب والعار أن أرى طبيبا أو ممرضا متفانيا في عمله، دون أن أكافئه أو أشجعه، كما أنه من غير المقبول أن أسكت على كل تجاوز أو إخلال بالمسؤولية.
لكن لا حظنا، السيد المدير، أنكم لم تتدخلوا حين رفض أحد أطباء المداومة استقبال المرضى أثناء مداومته قبل حوالي أسبوعين؟
بصراحة صرت حساسا تجاه هذه العبارة الجاهزة "الشطط"، فحينما تتوجه لهذا أو ذاك، طالبا منه أداء عمله يشهر في وجهك سهما يجاوز الحدود والتعسف، أحتاج ربما (مازحا) إلى إلحاق مفوضين قضائيين بالمستشفى ليكونوا شهداء، ويوثقوا حالات الإخلال بالواجب، ليسقطوا عني هذه التهمة، ولأتصرف بأريحية وفق ما يمليه علي القانون، ومن حسن الحظ أنكما كنتما شاهدين على الواقعة، وعلى العبارة الشهيرة التي أدلى بها الطبيب "أنا كاين وما كاينش"، وأخبرتكما بعدما عاينتما امتناع الطبيب عن استقبال المرضى أنني صرت أتوجس من كل تدخل في إطار ما يستوجبه علي القانون مخافة أن أواجه بهذه التهمة الجاهزة، وقد كنت أنتظر من المواطنين أن يتجاوبوا مع مبادرتي التي وضعت من خلالها صندوقا حديديا في مدخل المستشفى لوضع شكاياتهم به، لكنهم مع الأسف الشديد، لم يتفاعلوا معها.
يشتكي المواطنون من عجز المستشفى الإقليمي عن تلبية طلبات ذوي الحالات الاستعجالية، فإلى م يرجع السبب؟
هذا المستشفى بني كمستشفى محلي، وحينما رقيت اليوسفية كإقليم اكتسب صفة المستشفى الإقليمي، لكنه بقي يؤدي خدمات المستشفى المحلي، ولهذا راسلنا الوزارة الوصية من أجل توسعته ليضم مرافق جديدة تستجيب لانتظارات المواطنين، من قبيل قسم الإنعاش، وقسم جراحة العظام.
هل ستبقون مكتوفي الأيدي، دكتور زين الدين، في انتظار رد قد يأتي، وقد لا يأتي؟
بالطبع لا، لقد اتخذنا مجموعة من الإجراءات لتحسين الخدمات الصحية بالمستشفى، وقمنا بمبادرات من قبيل فتح مصلحة طب الأطفال، وإنشاء وحدة الترويض الطبي، وإضافة أنواع جديدة من التحاليل الطبية، ونحن في المراحل الأخيرة لافتتاح مركز صغير لتحاقن الدم، ونفكر بشكل جدي في إنشاء وحدة للعلاج النفسي، كما أننا استطعنا أن نضاعف نسبة الاستشفاء، فمعدل ملء الأسرة لم يكن يتجاوز %20، وبفضل جهود الطاقم الطاقم الطبي والصحي تطور إلى %48 ، ونحن نتطلع إلى المزيد.
أنت تتحدث عن أرقام والواقع يفند...
(مقاطعا) هذه نظرة سوداوية تعتم على المعطيات الإحصائية، لا أنكر أن هناك إكراهات، غير أنه بالمقابل هناك عمل إداري دؤوب وتضحيات لا يستهان بها من قبل الأسرة الصحية بالمستشفى.
يعاني المواطنون من مشكل سيارة الإسعاف، ألا تفكرون في توفير سيارات إسعاف كافية لتلبية حاجياتهم؟
في جميع أقاليم المملكة تدعم سيارات المستشفى بسيارات تابعة للجماعات المحلية، نحن نتوفر على سيارة إسعاف واحدة، لا نتردد في جعلها رهن إشارة المواطن، لكن كثيرا ما يحدث أن ترد حالة مرضية تتطلب نقلها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بآسفي، في الوقت الذي تكون فيه هذه السيارة في نفس المهمة، أي أنها غير موجودة بالمستشفى، في هذه الحالة نضطر إلى الاتصال بممثلي الجماعات المحلية لإمدادنا بسيارات الإسعاف التابعة لهم، وهذا معمول به في كل مدن المملكة.
تتهمون بالتضييق على الحريات النقابية والتنكر لماضيكم النقابي حسب توصيف بيان النقابة الوطنية للصحة؟ مرة أخرى اتهامات...ليست لدي أي حساسيات نقابية، ولا أمارس الإقصاء في حق أي مسؤول نقابي، والدليل على ذلك أن أيا منهم لم يشتك من نقطته الإدارية، كما أنني عينت في مواقع المسؤولية مسؤولين نقابيين، ولم أقص أحدا منهم، يدي ممدودة للجميع، لأن تحديات القطاع تتطلب منا الترفع عن الحسابات الضيقة، والعمل المشترك من أجل البناء والدفع بالواقع الصحي بالمستشفى خاصة، وبالإقليم عموما إلى الأمام، ولا أخفيكما سرا أنني كنت نقابيا كونفدراليا، قبل أن أتولى منصب الإدارة بالمستشفى الإقليمي، وما أمارسه الآن من موقع مسؤوليتي هذه استمرار لعملي النقابي، ولم ولن أتنكر لماضي النقابي الذي أعتز به و أفتخر.
أشهرتم ورقة الاستقالة في كثير من المناسبات، فهل مازلتم تفكرون في هذه الخيار؟
بعد تفكير عميق اهتديت إلى أن ربان السفينة يجب أن يقاوم حتى الرمق الأخير، وألا يتخلى عن ركابها في وسط الطريق، ويتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، بل يجب أن يواصل معهم المسير، فإن وصلوا إلى بر الأمان، تكتب النجاة للجميع، وإن غرقوا غرقوا جميعا.
أصدر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بيانا شديد اللهجة كال فيه مجموعة من الاتهامات لمسؤولي قطاع الصحة بالإقليم، ودعا الوزارة الوصية إلى تغييرهم، وضخ دماء جديدة بالإقليم، وأخبارنا المغربية من موقعها كمنبر إعلامي على مسافة واحدة من الجميع ، ارتأت، بعدما نشرت مضمون البيان في وقت سابق، أن تستضيف الدكتور عبد القادر زين الدين مدير المستشفى الإقليمي للا حسناء، لبسط رؤيته حول الواقع الصحي بالإقليم، وموقفه من الاتهامات الموجهة إليه من خلال البيان، ونشير إلى أن الباب مفتوح للجميع في إطار نقاش هادئ ومسؤول يروم خلق دينامية وحركية فاعلة بالواقع الصحي، بعيدا عن لغة السب والشتم، وكيل الاتهامات وتصفية الحسابات، لأننا نتطلع إلى أن نكون جزءا من الحل، وليس معولا يحطم ما تبقى من اللحمة التي تجمع بين الفرقاء الصحيين
كيف تلقيتم، الدكتور زين الدين، بيان النقابة الوطنية للصحة الذي اتهمكم صراحة بانعدام المسؤولية؟
بداية، ليس من حق أي إطار نقابي أن يصدرالاتهامات لأنه لايملك سلطة قضائية. لا مشاحة في الاصطلاح، فلنقل نقدا لاذعا... طيب، هذا البيان غير متوازن، لأنه يجافي الحق ويدافع عن طبيبة متكاسلة أخلت بواجباتها المهنية، وأهانت مواطنين قدموا لمصلحة المداومة، وأعرضت عن استقبالهم، ومثل هذه المؤازرة تساهم في حماية الفساد وتزكيه، وتوفر الغطاء للمتهاونين، وقد تمنيت لو جالسنا الإخوة في المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة، قبل أن يقدموا على إصدار بيانهم، ليستمعوا إلى وجهة نظرنا، ويقفوا على حقيقة الأمر، وحينئذ يمكنهم عمل ما يريدون بعد أن تكون الصورة قد اكتملت لديهم. وعوض لغة البيانات والتنديد والشد والجذب، يفترض أن نضع جميعا اليد في اليد، وأن يتقدم الإخوة باعتبارهم شركاء اجتماعيين باقتراحات وتصورات للنهوض بالشأن الصحي للإقليم، ونحن على استعداد لتقبل مبادراتهم في كل وقت وحين.
بمناسبة حديثكم عمن تسمونها طبيبة متكاسلة، ركز البيان على ممارستكم الشطط في حقها، هلا كشفتم لنا عن سبب توتر العلاقة بينكما؟
الطبيبة التي يتهمني البيان بممارسة الشطط في حقها تركت المواطنين مرات عديدة في قاعة الانتظار بمصلحة المداومة الليلية، ومؤخرا تطور الأمر إلى احتقان حقيقي، اتصل بي على إثره أحد المواطنين عبر الهاتف حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، واشتكى من معاملتها المهينة، ولما انتقلت إلى عين المكان صحبة ممرضة وموظف بالقطاع، وجدتها في غرفة الاستراحة، ووجدت المواطنين في قاعة الانتظار.. طلبت منها أن تباشر عملها، فأجابتني قائلة: "أنا دايرة خدمتي"، ودون مزايدات انصرفت، وراسلت في اليوم الموالي السيد مندوب الصحة بالإقليم لإحاطته علما بما وقع، تدخلي هذا واجب تفرضه علي مهمتي كرئيس مباشر لها، ولا يدخل في إطار الشطط..، وبالمناسبة فقد كان أحدكما قبل حوالي سنة ضحية سلوك مماثل من طرف هذه الطبيبة، حين ذهب بابنه إلى المستشفى ليلا، ورفضت إسعافه رفقة مواطنين آخرين، وقد نسخت موضوع الخبر الذي نشرتماه عقب الحادث، وما زلت أحتفظ به في مكتبي.
وأضيف هنا أنه من العيب والعار أن أرى طبيبا أو ممرضا متفانيا في عمله، دون أن أكافئه أو أشجعه، كما أنه من غير المقبول أن أسكت على كل تجاوز أو إخلال بالمسؤولية.
لكن لا حظنا، السيد المدير، أنكم لم تتدخلوا حين رفض أحد أطباء المداومة استقبال المرضى أثناء مداومته قبل حوالي أسبوعين؟
بصراحة صرت حساسا تجاه هذه العبارة الجاهزة "الشطط"، فحينما تتوجه لهذا أو ذاك، طالبا منه أداء عمله يشهر في وجهك سهما يجاوز الحدود والتعسف، أحتاج ربما (مازحا) إلى إلحاق مفوضين قضائيين بالمستشفى ليكونوا شهداء، ويوثقوا حالات الإخلال بالواجب، ليسقطوا عني هذه التهمة، ولأتصرف بأريحية وفق ما يمليه علي القانون، ومن حسن الحظ أنكما كنتما شاهدين على الواقعة، وعلى العبارة الشهيرة التي أدلى بها الطبيب "أنا كاين وما كاينش"، وأخبرتكما بعدما عاينتما امتناع الطبيب عن استقبال المرضى أنني صرت أتوجس من كل تدخل في إطار ما يستوجبه علي القانون مخافة أن أواجه بهذه التهمة الجاهزة، وقد كنت أنتظر من المواطنين أن يتجاوبوا مع مبادرتي التي وضعت من خلالها صندوقا حديديا في مدخل المستشفى لوضع شكاياتهم به، لكنهم مع الأسف الشديد، لم يتفاعلوا معها.
يشتكي المواطنون من عجز المستشفى الإقليمي عن تلبية طلبات ذوي الحالات الاستعجالية، فإلى م يرجع السبب؟
هذا المستشفى بني كمستشفى محلي، وحينما رقيت اليوسفية كإقليم اكتسب صفة المستشفى الإقليمي، لكنه بقي يؤدي خدمات المستشفى المحلي، ولهذا راسلنا الوزارة الوصية من أجل توسعته ليضم مرافق جديدة تستجيب لانتظارات المواطنين، من قبيل قسم الإنعاش، وقسم جراحة العظام.
هل ستبقون مكتوفي الأيدي، دكتور زين الدين، في انتظار رد قد يأتي، وقد لا يأتي؟
بالطبع لا، لقد اتخذنا مجموعة من الإجراءات لتحسين الخدمات الصحية بالمستشفى، وقمنا بمبادرات من قبيل فتح مصلحة طب الأطفال، وإنشاء وحدة الترويض الطبي، وإضافة أنواع جديدة من التحاليل الطبية، ونحن في المراحل الأخيرة لافتتاح مركز صغير لتحاقن الدم، ونفكر بشكل جدي في إنشاء وحدة للعلاج النفسي، كما أننا استطعنا أن نضاعف نسبة الاستشفاء، فمعدل ملء الأسرة لم يكن يتجاوز %20، وبفضل جهود الطاقم الطاقم الطبي والصحي تطور إلى %48 ، ونحن نتطلع إلى المزيد.
أنت تتحدث عن أرقام والواقع يفند...
(مقاطعا) هذه نظرة سوداوية تعتم على المعطيات الإحصائية، لا أنكر أن هناك إكراهات، غير أنه بالمقابل هناك عمل إداري دؤوب وتضحيات لا يستهان بها من قبل الأسرة الصحية بالمستشفى.
يعاني المواطنون من مشكل سيارة الإسعاف، ألا تفكرون في توفير سيارات إسعاف كافية لتلبية حاجياتهم؟
في جميع أقاليم المملكة تدعم سيارات المستشفى بسيارات تابعة للجماعات المحلية، نحن نتوفر على سيارة إسعاف واحدة، لا نتردد في جعلها رهن إشارة المواطن، لكن كثيرا ما يحدث أن ترد حالة مرضية تتطلب نقلها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بآسفي، في الوقت الذي تكون فيه هذه السيارة في نفس المهمة، أي أنها غير موجودة بالمستشفى، في هذه الحالة نضطر إلى الاتصال بممثلي الجماعات المحلية لإمدادنا بسيارات الإسعاف التابعة لهم، وهذا معمول به في كل مدن المملكة.
تتهمون بالتضييق على الحريات النقابية والتنكر لماضيكم النقابي حسب توصيف بيان النقابة الوطنية للصحة؟
مرة أخرى اتهامات...ليست لدي أي حساسيات نقابية، ولا أمارس الإقصاء في حق أي مسؤول نقابي، والدليل على ذلك أن أيا منهم لم يشتك من نقطته الإدارية، كما أنني عينت في مواقع المسؤولية مسؤولين نقابيين، ولم أقص أحدا منهم، يدي ممدودة للجميع، لأن تحديات القطاع تتطلب منا الترفع عن الحسابات الضيقة، والعمل المشترك من أجل البناء والدفع بالواقع الصحي بالمستشفى خاصة، وبالإقليم عموما إلى الأمام، ولا أخفيكما سرا أنني كنت نقابيا كونفدراليا، قبل أن أتولى منصب الإدارة بالمستشفى الإقليمي، وما أمارسه الآن من موقع مسؤوليتي هذه استمرار لعملي النقابي، ولم ولن أتنكر لماضي النقابي الذي أعتز به و أفتخر.
أشهرتم ورقة الاستقالة في كثير من المناسبات، فهل مازلتم تفكرون في هذه الخيار؟
بعد تفكير عميق اهتديت إلى أن ربان السفينة يجب أن يقاوم حتى الرمق الأخير، وألا يتخلى عن ركابها في وسط الطريق، ويتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، بل يجب أن يواصل معهم المسير، فإن وصلوا إلى بر الأمان، تكتب النجاة للجميع، وإن غرقوا غرقوا جميعا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.