مأدبا (الأردن) 23 غشت 2015 (ومع) بدون أي ارتباك أمام العدد الكبير من الحاضرين ، اعتلت الشابة المغربية جهاد زاهر منصة المدرج الذي احتضن الجلسات العمومية للمنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن الذي انعقد بمدينة مأدبا الأردنية (نحو 35 كلم من عمان) لتحكي بلغة انجليزية متقنة مساهمتها ضمن جهد جماعي يهدف إلى النأي بالشباب عن السقوط في براثن التطرف والإرهاب أو في مشاكل اجتماعية لا تحمد عقباها. حكت جهاد أنها، وزملاءها في "شبكة المثقفين الأقران" (شبكة عالمية لها فرع في المغرب والراعي الرسمي لها هو صندوق الأممالمتحدة السكان)، وانطلاقا من قناعتهم بأن "هناك علاقة بين الإرهاب والحالة الاجتماعية لمنفذي العمليات الإرهابية"، قرروا الاشتغال مع شباب حي سيدي مومن بالدارالبيضاء، وخاصة المراهقين على اعتبار أنهم أكثر عرضة للمشاكل وأكثر قابلية للتأثر، مذكرة بأن منفذي اعتداء 16 ماي الإرهابي الذي استهدف مدينة الدارالبيضاء سنة 2003 ينحدرون من هذا الحي. وأوضحت الشابة المغربية، في إطار فقرة خصصت لعرض قصص ملهمة لمجموعة من الشباب ضمن فعاليات اليوم الثاني والأخير من المنتدى، أن الشبكة دخلت، من أجل القيام بهذا العمل، في شراكة مع المركز الثقافي بسيدي مومن، معتمدة "مقاربة التثقيف بالنظير"، وهي مقاربة تتوخى "إيصال الرسالة بشكل أفضل من فرد إلى آخر خاصة إذا كانا من نفس الفئة العمرية ونفس الأوضاع الاجتماعية"، وقامت بتدريبين يتعلقان باستعمال المسرح من أجل تثقيف النظير لفائدة نحو 45 شابا، وذلك بالتركيز على مواضيع مثل الإرهاب ومقاربة النوع والصحة الإنجابية وغيرها، وتمت مناقشة المواضيع بطريقة "فيها متعة". وأضافت أن أعضاء الشبكة عملوا خلال دورات تدريبية مع شباب الحي انطلقت قبل شهرين "من أجل تطوير مسرحيات، فقاموا بعروض صغيرة"، وقالت "نحاول حاليا أن نعد معهم مسرحيات تتناول الإرهاب والسلام والصحة الإنجابية" ، مردفة "أملنا أن نحقق نجاحا أكبر". أما التجربة الثانية - تقول الشابة جهاد - فتهم شابين من ضواحي مدينة فاس لم يتمكنا من متابعة مسارهما التعليمي واضطرا للعمل لمساعدة أسرتيهما. وحيث كانا مولعين بالسينما والإخراج، فقد وفر لهما مكتب صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب إمكانية المشاركة في تدريب دولي في مصر. واستطردت أنه رغم اشتراط التدريب إنتاج فيلم في ظرف 48 ساعة، وكون كافة المشاركين الآخرين ممن تتوفر لديهم الإمكانيات وتابعوا دراساتهم ولهم إلمام بالتكنولوجيا، بخلاف الشابين المغربيين اللذين كانت تعوزهما الإمكانيات، إلا أن الأخيرين تمكنا من احتلال المركز الأول في المسابقة من ضمن حوالي 30 مشاركا، "وكانت فرحتهم عارمة لتمكنهم من رفع علم المغرب عاليا". والخلاصة - تقول جهاد - أن الشباب، في أماكن لا تتوفر لهم فيها الإمكانيات، يمكن أن يحققوا ما يفيد المجتمع ويتجنبوا ما قد يسبب مشاكل لهم ولغيرهم "إن هم أتيحت لهم الفرصة، بل يمكن أن يفاجئوا بإنجازاتهم". وكانت أشغال المنتدى، الذي استضافه الأردن بالشراكة مع الأممالمتحدة، قد افتتحت أول أمس الجمعة بحضور ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وبمشاركة نحو 500 شخص من مختلف أرجاء العالم يمثلون بشكل رئيسي الشباب ومنظمات يقودها الشباب، إضافة إلى مسؤولين من الأممالمتحدة ومن عدة دول، ومنظمات دولية غير حكومية ومؤسسات ووكالات مانحة وأكاديميين ووسائل إعلام.