رغم تنازله رسميا عن مشيخة الزاوية البودشيشية في كلمة ألقاها أمام حشد من مريدي الزاوية في مداغ، لجأ منير القادري الى تحريك أفراد عائلته قصد توجيه رسالة إلى الملك محمد السادس، يعبرون فيها عن تزكيتهم لمنير القادري بودشيش، ليكون خلفا لوالده المتوفى جمال الدين على رأس الزاوية القادرية البودشيشية. يأتي ذلك رغم أن منير القادري بودشيش نفسه أعلن أنه يرحب بالتعليمات الملكية بخصوص اختيار أخيه معاذ شيخا للطريقة القادرية البودشيشية. وطالب الموقعون على الرسالة الملك، بعد أن تقدمو له بالشكر على ما أسداه للشيخ الراحل جمال الدين، بأن « يشمل بالرعاية خليفته الموصى به ابنه البار الدكتور مولاي منير القادري بودشيش ». وتابعوا ضمن نص الرسالة، أنهم يشهدون جميعا لمنير القادري « كما شهد له بذلك شيوخ هذه الطريقة المباركين، بأهلية الإرشاد والتربية، سواء بما تواتر بين المريدين من وصاياهم الصريحة في غير ما مناسبة بهذا الشأن، أو بما وثقوه وكتبوه من وصايا صريحة « . وأشار الموقعون على الرسالة إلى وصية الشيخ حمزة، جد منير، بتاريخ 3 أكتوبر 1990، التي زكى فيها ابنه جمال الدين ومن بعده ابنه منير، إلى جانب صية الشيخ جمال الدين، والد منير المتوفى حديثا، بتاريخ 5 دجنبر 2024، التي جاءت فيها عبارته الشهيرة « اللي عندي عند ولدي منير ». وأضاف أفراد العائلة القادرية البودشيشية: » إننا نستعطف جلالتكم أن تشملوه وتسدلوا عليه عنايتكم الكريمة، وتسبغوا عليه من فضائلكم الوافية، حفاظا على هذا السند الروحي المتصل الذي حملته قلوب العارفين عبر القرون، وتوارثته الأجيال في ظل عناية أسلافكم الميامين ». وحملت الرسالة المطبوعة بدون تاريخ وبدون توقيعات أسماء كل من: فتيحة ليعكوبي، زوجة الشيخ الراحل جمال الدين، إلى جانب بنات الشيخ حمزة: « آسية وأبناؤها جميعا »، و »فوزية وأبناؤها جميعا »، و »عائشة وأبناؤها جميعا »، و »زكية وأبناؤها جميعا ». إضافة إلى أبناء الشيخ جمال الدين: « مراد وأبناؤه جميعا »، و »محمد وأبناؤه جميعا ». وتجدر الإشارة إلى أن الزاوية القادرية البودشيشية، تعيش على وقع حالة من « الفوضى الداخلية » منذ وفاة شيخها جمال الدين القادري بودشيش، حيث لم يتم التوافق بين ابنيه معاذ ومنير حول خلافته، رغم أن هذا الأخير (منير) ورد اسمه في الوصية التي تليت بمقر الزاوية عقب وفاة والده. وفي خروجه الإعلامي الوحيد بعد تصاعد الخلاف حول الخلافة، لمح منير القادري إلى تمسكه بالقيادة الروحية للزاوية، باعتباره حامل السر، وقبوله بتولي شقيقه معاذ أمر التدبير المالي والإداري.