شكل منتدى أعمال جمع، أمس الثلاثاء بسنغافورة، بين رجال أعمال من المغرب وسنغافورة مناسبة لبحث فرص الشراكة المتاحة أمام البلدين ولتحديد مزايا أسواق سنغافورة بالنسبة لقطاعات الأنشطة المغربية، بما يساهم في تنويع الصادرات الوطنية. وضم وفد رجال الأعمال المغاربة المشاركين في البعثة، التي يشرف عليها المركز المغربي لإنعاش الصادرات، ممثلي القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى وفد عن المركز المغربي لإنعاش الصادرات ترأسه السيدة زهرة المعافري رئيسة المركز. ويندرج تنظيم هذا المنتدى، الذي حضر جلسته الافتتاحية سفير المغرب بإندونيسيا وسنغافورة السيد وديع بنعبد الله ، في إطار مقاربة ترويجية تروم دراسة فرص المبادلات التجارية والشراكة في العديد من قطاعات الأنشطة، بما فيها النسيج والجلد والسيارات والميكانيك واللوجيستيك والنقل والتجارة الالكترونية والسمعي البصري. ونظمت على هامش المنتدى اجتماعات أعمال ثنائية بين رجال أعمال مغاربة وسنغافوريين تم خلالها بحث فرص المبادلات والشراكة بين البلدين، فضلا عن زيارات لمواقع صناعية ومجموعات كبرى بسنغافورة. وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أبرز سفير المملكة بإندونيسيا وسنغافورة أن المغرب يعتبر مركزا إقليميا يفتح ذراعيه لاستقبال رجال الأعمال من سنغافورة، داعيا النخب الاقتصادية بهذا البلد إلى اغتنام الفرصة لإقامة شراكة مع سوق مغربية مليئة بالفرص والاستفادة من وضعها المتقدم مع الاتحاد الأوروبي وكذا من الاتفاقيات المتعددة التي تربط المغرب بأكثر من 50 بلدا تشكل مليار مستهلك. وأضاف الدبلوماسي المغربي أن المملكة عززت، بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، علاقاتها مع إفريقيا عبر التوقيع على حوالي ألف اتفاقية مع العديد من البلدان الإفريقية في مختلف المجالات وعودتها إلى الاتحاد الإفريقي وتقديمها طلب العضوية بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، الذي تمت الموافقة عليه بشكل مبدئي. وأكد السيد وديع بنعبد الله أن هذه المعطيات تجعل من المغرب بوابة آمنة للمستثمرين السنغافوريين لدخول السوق الإفريقية التي تضم مليار و200 مليون مستهلك، داعيا إلى العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين وتبديد العقبات التي تعرقل إقامة شراكة قوية بين البلدين. وذكر السفير المغربي أن العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية سنغافورة تحتفل هذه السنة بالذكرى العشرين، مبرزا أن جلالة الملك محمد السادس أشرف، خلال زيارة دولة إلى جمهورية سنغافورة سنة 2005 ، رفقة رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ، على توقيع اتفاقيات تعاون في المجالات الاقتصادية والتقنية والعلمية والثقافية وعلى مذكرة تفاهم بشأن إنشاء آلية المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية المغرب وسنغافورة. وأضاف أن المغرب انضم، في شتنبر 2016 ، إلى معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرق آسيا التي تحث البلدان على تشجيع وتيسير الاتصال فيما بين شعوبها وتكثيف التعاون الاقتصادي. وذكر المركز المغربي لإنعاش الصادرات، في وثيقة وزعت على هامش المنتدى، أن قيمة المبادلات التجارية بين المغرب وسنغافورة بلغت 351,2 مليون دولار أمريكي سنة 2016 ، فيما راكمت الصادرات المغربية ما مجموعه 248,4 مليون دولار، مقابل 102,8 مليون دولار للواردات. وتعرف الصادرات المغربية نحو سنغافورة تطورا منتظما، إلا أنها تظل محدودة التنوع وتهيمن عليها الآلات الكهربائية والتجهيزات التي تمثل وحدها 99 بالمائة من هذه الصادرات، فيما تتشكل الواردات من الملابس وأكسسواراتها والمنسوجات، فضلا عن الفواكه وقشور الحمضيات والبطيخ.