تم، اليوم الاثنين بالدار البيضاء، الإعلان عن تخصيص 18 مليار درهم لتغطية الكلفة الاجمالية للبرامج الأربعة للمرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023) على مستوى النفوذ الترابي لعمالة مقاطعة الحي الحسني. وفي هذا الصدد، أوضح رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة السيد محمد سلمان، في عرض قدمه خلال لقاء تواصلي خصص لتقديم البرامج الأربعة من المرحلة الأخيرة من المبادرة، أن هذه البرامج ترمي بالأساس إلى تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية الاجتماعية، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، وكذا الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة. وأبرز أنه تم رصد ما قيمته 4 ملايير درهم لكل برنامج من البرامج الثلاث الأولى، فيما خصص المبلغ المتبقى (6 ملايير درهم) للعناية بالأوساط فقيرة من نساء حوامل و مرضعات وأطفال ممن تقل أعمارهم عن 6 سنوات وفي سن التمدرس، فضلا عن الدعم المخصص لفئة الشباب في نهاية مسارهم الدراسي. وأضاف أن الاعتمادات المرصودة لهذه البرامج، على مدى خمس سنوات، يساهم في في تمويلها كل من التعاون الدولي بنسبة 10 في المائة والميزانية العامة للدولة بنسبة 60 في المائة، إلى جانب مساهمة وزارة الداخلية المتمثلة في 30 في المائة. وذكر، في هذا الإطار، بالدور الفعال الذي يمكن أن يضطلع به المجتمع المدني بمعية باقي المتدخلين من أجل تمثل مقومات الحكامة الخلاقة والمبدعة، التي ترتكز على جملة من الحوافز، منها مقاربة التشبيك الجمعوي وحسن استثمار التجارب الناجحة. ومن جهتها، دعت عامل عمالة مقاطعة الحي الحسني السيدة حنان التيجاني، في كلمة لها بالمناسبة، كافة الجهات المعنية للعمل جنبا إلى جنب من أجل إنجاح هذه المرحلة التي جاءت لتعزيز مكتسبات المرحلتين السابقتين، والمساهمة في بناء نموذج تنموي مستدام يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية. وأشارت إلى أن تنزيل مشاريع هذا الورش الملكي، منذ الإعلان عن انطلاقته 2005، توخى ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية والكرامة واستشراف المستقبل، من خلال اعتماد مقاربة شمولية شفافة وتشاركية، ينخرط فيها مختلف الفاعلين، ومن كافة القطاعات ذات البعد السوسيو اقتصادي. كما شددت على أهمية التشخيص الترابي الدقيق للحاجيات والمتطلبات المعبر عنها، والتي تستدعي حكامة ترابية جيدة تنبني على آليات جديدة، تنطلق من أفكار خلاقة، وتنم عن روح المسؤولية، وتستند إلى المفهوم الحقيقي للالتقائية من أجل الخروج بمشاريع تنموية وبناءة، مذكرة بأنه في سنة 2015 صنف البنك الدولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ضمن المراكز الثلاث الأولى لأحسن البرامج والمبادرات الاجتماعية الهادفة. وتوج هذا اللقاء التواصلي بفتح باب النقاش في وجه المشاركين من ممثلي مختلف الهيئات المنتخبة بالنفوذ الترابي لعمالة مقاطعة الحي الحسني، ورؤساء مختلف المصالح الخارجية، وجمعيات المجتمع المدني، بحضور عدد من الأطر الأكاديمية والجامعية والمنعشين العقاريين.