مسلسل: 'سأفضح'

لكل حكومة مغربية طريقة معينة لإلهاء الشعب عن قضاياه الجوهرية، فحكومة اليوسفي مثلا لاكت شعار من أين لك هذا؟ و حكومة الفاسي ابتلعت لسانها معتبرة الصمت من ذهب. أما حكومة بنكيران فيمكن القول أنها حكومة اللوائح بامتياز، إذ أنها هددت في البداية بالإعلان عن لوائح المستفيدين من الماذونيات، و مهربي الأموال و وووو....موهمة المواطن المغربي أن الإعلان عن اللوائح هو الإصلاح بعينه. و بعد تشويق و اخذ و رد، تماما كما يفعل رواد الحلقة مع الزبناء، أفرجت الحكومة الملتحية عن لوائح الماذونيات المتعلقة بالنقل، لمجوعة من شحاذي الوطن المغلوبين على أمرهم. و كذا لوائح الأشباح المعلمين. و انتهت الحلقة و ابتسمت الحكومة وكان الأمر لا يتطلب سوى الفضح لان المغاربة يجهلون هؤلاء.
إن الانتهازيين و اللصوص في المغرب معروفون بسيماهم و وجوههم الناضحة بدماء الفقراء المسحوقين. ذات يوم سالت احد الأصدقاء لم نحن مزاليط و لسنا أغنياء؟ و لا نمتلك بيتا أو سيارة رغم أننا ولجنا الوظيفة منذ عشر سنوات؟
أجابني صديقي: ببساطة لأننا لسنا لصوصا. فلو أننا نمتص دماء المتعلمين لكنا أثرياء. نفس الشيء ينسحب على باقي القطاعات. فلا يعقل أن تجد دركيا عاديا مثلا، أو شرطيا بسيطا ذو اجر زهيد يركب سيارة فخمة و يمتلك عقارات.....أو معلما فقيرا أصبح يمتلك فيلا و أراضي مجزاة. أو قاضيا مليونيرا أو محافظا فاحش الثراء، أو وزيرا بحسابات سويسرية و شقق بأرقى الأحياء الأوروبية.. إن المغاربة يعرفون اللصوص المدرجين في اللوائح و كذا اللصوص الذين لم تستطع الحكومة كتابة أسمائهم جبنا وطمعا. فالتهديد بالفضح و السكوت بعد ذلك فساد أيضا. بل مشاركة للمفسد في فساده. وهذا ديدن حكومة بنكيران، تهديد بالفضح و سكوت و خوف من التماسيح و العفاريت.
إن آخر مسلسلات 'سأفضح' هو ما خرج به الوفا ضد الاستقلالي شباط، فالأول هدد الثاني بالفضح ولم يتجرا بعد، بل انه ضل صامتا طوال استفادته من ريع الاستقلال إلى حين طرده من حزب علال الفاسي. فمن اسكت الوفا لسنوات؟ و من اسكت بنكيران في زمن المعارضة؟ طبعا ليس الشيطان، إنما ذاك الذي يحرضهم على التهديد بالفضح و فقط. خلاصة القول هم مجرد دمى مفضوحة تحركها أيادي الفساد الآثمة.