ثلاث فصول كبرى بسبع مشاهد، عرض فني متنوع يجمع بين فن الاستعراض والصورة المتحركة و الأنشودة التربوية و التشخيص المسرحي والالقاء الشعري و الزجل المغربي والموسيقى، هو ذاك الذي احتضنه مسرح محمد الخامس يوم الأحد المنصرم، ضمن الحفل الافتتاحي للمؤتمر الوطني السابع لجمعية الرسالة للتربية والتخييم. الجانب المسرحي الدرامي : العرض يجسد الصراع الأزلي بين الخير والشر؛ و هذا يفسر قيمة التدافع والغاية والأهداف والرؤية التي تسعى جمعية الرسالة للتربية والتخييم إلى تحقيقها وهي المضي بسفينتها عبر العهد السابع المولود الجديد بنفس جديد يدافع عن قضية الطفولة المغربية الوطنية. احتفالية أحلام الطفولة من العروض الاستعراضية المسرحية و الغنائية التي تتوج مضامين الرؤية الفنية لجمعية الرسالة للتربية والتخييم. وسوف يخلق هذا تفاعل الجمهور مع العرض وأداء الأطفال الممثلين والمنشدين، خاصة أن كوكبة من الفنانين المبدعين التابعين للجمعية هم الذين تفننوا وأبدعوا وشاركوا في هذا العمل كتابة و إخراجا . تدور أحداث العرض الفني حول أحلام الطفولة وأهداف ورؤية الجمعية التي تساهم وطنيا في إصلاح ومعالجة قضايا الطفولة بالمغرب ؛ حيث تم إبراز ذلك بشكل فني فلسفي للصراع الأزلي بين الخير والشر من خلال حبكة درامية غير مباشرة تحمل رسائل ودلالات ذات بعد و حس وطني . فتظهر شخصية رمزية تمثل التاريخ تسرد بعض الأفكار والمبادئ و حمولة العهود التي مرت منها سفينة الرسالة ؛ فهو الحاكي الناظم و المعزز للمولود الجديد العهد السابع ؛ يحكي كذلك عن شخصية الطفل المواطن الذي له أحلام ويتصراع في تحقيقها مع شخصية الشر ؛ هذا المواطن هو على متن سفينة جمعية الرسالة للتربية والتخييم لكنه تعرض مع أحلامه الجميلة للكثير من العراقيل في الحياة والتي ولدها له شخصية الشر هذا الشر يزرع الخوف و يريد قتل كل أحلام المواطن الجميلة في الحياة ؛ لكي لا يركب سفينة الرسالة ولا يمضي قدما ولكن بفضل معاني الخير و أمجاد الأصالة والتاريخ والروح الوطنية و بذكاء وتشارك شخصية الخير و شخصية جمعيةالرسالة والثنائي شخصتين يجسدان الأحلام وشخصية التاريخ وحبهم للخير واستحضارهم لنموذج وطني نعتز به ونفتخر به ؛ ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة مجد النصر الوطني الكبير في بتر وإضعاف كل أشكال الشر والاستعمار يتغلبون على شخصية الشر فتمضي سفينة الرسالة وينطلق العهد الجديد في النهاية. العرض الفني يحمل عدة قيم تربوية ورسائل هادفة، منها حب الخير ونبذ الشر، ومساعدة الناس دون انتظار مقابل، وكيفية التشارك والتضامن والاصرار دون الشعور بالفشل والاحباط والنفور بل الاهتمام فقط بالانسان المواطن و بجوهره ومعرفة مكنونه عن طريق أفعاله وأقواله المكونة في النهاية لشخصيته بهدف تحسين تقييمنا لبعضنا البعض بكل آمان ، وكل هذه القيم تبثها المسرحية في نفس الطفل من خلال قالب استعراضي غنائي مبهر وفي إطار فانتازي جميل يعتمد على الحركات التعبيرية والأغاني. وتدور القصة حول محورين الأول يحكي لنا ولادة تاريخ جديد لجمعية الرسالة للتربية والتخييم والاحتفال به والثاني يحكي مآساة الطفولة التي تتطلب منا تضافر الجهود بشراكة فاعلة و بكل قيم الوطنية والمواطنة والتطوع قصد الاصلاح والدفاع عن الطفولة المغربية بكل اخلاص ووفاء . العرض الفني أحلام الطفولة فيه تجاريب الفنون الإخراجية من خلال مسرح الطفل لأن فيه تحديا وصعوبة ويحتاج إلى أشياء كثيرة تدعمه، أمثال الصورة الحلوة والمؤثرات الصوتية ووسائل عديدة لإبهار المشاهد ، وإيصال الرسائل وترسيخ القيم بطريقة فنية ذات ذوق وبعد جمالي في الابداع. وهنا نعتبر عرض محلمة الوطن في المؤتمر الوطني السادس بمكناس سنة 2015 مدرسة تكوينية فنية بامتياز استطاعت أن تؤهل وتخرج لنا عمل جديد بنفس جديد حافظ على موروث فني سابق ولكن بحلة جديدة، ناهيك على أن هذا العمل الفني يضم عدد مهم من المبدعين بالجمعية، مما يمكننا القول ولجمعية الرسالة للتربية والتخييم رؤية فنية فاعلة. وأخيرا من خلال هذا العرض نحاول أن نوجه رسالة مهمة إلى الطفل وهي الابتعاد عن المظاهر الخادعة و الاصرار في تحقيق الأحلام تتحقق بشراكة فاعلة من أجل طفولة آمنة. * خالد الرجالي، المشرف الفني لاحتفالية “أحلام الطفولة” وعضو المكتب الوطني الجديد لجمعية الرسالة