تحت شعار "مشاركة الأطفال في تنمية إفريقيا".. افتتاح المنتدى الافريقي لبرلمان الطفل بالرباط        توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت        مندوبية التخطيط تكشف تراجع كل من مؤشر التضخم الأساسي والرقم الاستدلالي للمواد الغذائية    تسريب منسوب ل "المجلس الوطني للصحافة" يثير جدلاً واسعاً حول طريقة تدبير الملفات التأديبية واستقلال القضاء    الاتحاد العام للفلاحين يتدارس ملف إعادة تشكيل القطيع الوطني    المطر يُعرّي أخطاء البشر !    أطباء مغاربة يهبون للتطوع في قطاع غزة.. وتنسيقية تتوصل بأزيد من 130 طلبا    من 28 نقطة… النص الحرفي لخطة ترامب لوقف الحرب في أوكرانيا    بوانو: من العار الإبقاء على القاسم الانتخابي والمقاربة العقابية في القوانين الانتخابية غير مقبولة    حكيمي وبن صغير في القوائم النهائية لجوائز "غلوب سوكر"    ولد الرشيد: الأوراش المهيكلة التي تعرفها مدن الصحراء المغربية تفتح آفاقا واسعة للتنمية المستدامة    النفط يواصل التراجع وسط ضغط أمريكي لإبرام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا    "النهج الديمقراطي" يحمّل الدولة مسؤولية وفاة "رضيع الترامواي" ويطالب بمحاسبة المسؤولين    بعد الهدنة في لبنان.. حصيلة دموية ثقيلة إثر استهدافات الإسرائيلية    لوحة بورتريه لفريدا كاهلو تصبح أغلى عمل فني من إنجاز امرأة    اختتام مهرجان سينما الذاكرة المشتركة بالناظور وتتويج أبرز الأعمال    التجمع الوطني للأحرار يصادق على تصوره لمقترح الحكم الذاتي استعداداً لرفعه إلى الملك    القوة الجوية المغربية تقتني 10 مروحيات "إتش 225 إم" من إيرباص    "الأول يكشف تفاصيل استنطاق "بوز فلو".. الرابور أمام القضاء بسبب اتهامات مرتبطة بمضامين أغانيه    المجلس الأعلى للسلطة القضائية ينظم دورات تكوينية للقاضيات الراغبات في تولي مناصب المسؤولية    بورصة البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    أمل موكادور لكرة القدم الشاطئية بطلا للمغرب لسنة 2025    مونديال أقل من 17 سنة.. في مواجهة حاسمة المنتخب المغربي يلاقي البرازيل اليوم الجمعة وعينه على حجز مقعد في نصف النهائي    قرعة الملحق الأوروبي لمونديال 2026.. مواجهات نارية في طريق آخر أربعة مقاعد    تتويج سفير المغرب لدى الأرجنتين ضمن "قادة التحول في أمريكا اللاتينية"    المغربي إدريس علواني يحصد الميدالية البرونزية في بطولة إفريقيا للدراجات    مدرب مارسيليا: أكرد لاعب لا يعوض.. وعلينا التأقلم مع غيابه    30 دولة تعارض مسودة اتفاق "كوب30"    خطف 52 تلميذا من مدرسة بنيجيريا    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    مهرجان الدوحة السينمائي 2025 يفتتح فعالياته معززاً مكانة قطر في المشهد السينمائي العالمي    بوعياش: تبادل إطلاق النار بحي بوسلامة ينتهي بتوقيف أحد المشتبه فيهم    مراكش: استئناف هدم مساكن العسكريين وقدماء المحاربين... وتعويضات تشمل بقعاً أرضية ومساعدات للبناء    اعتداء خطير بمستعجلات مستشفى بني ملال يخرج النقابة الوطنية للصحة للاحتجاج والتصعيد    كيوسك الجمعة | المنظومة المؤطرة للانتخابات تهدف إلى تخليق العملية الانتخابية والسياسية    سيراليون تجدد دعمها للوحدة الترابية للمغرب وتعبر عن ارتياح بالغ باعتماد القرار التاريخي 2797    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم يتعلق بتطبيق الضريبة على القيمة المضافة    المغرب يرتقي إلى المرتبة السادسة عالميا في مؤشر الأداء المناخي 2026    المغرب يرأس المجلس الدولي للزيتون لعام 2026    وسام حمادة والدة "هند رجب" في افتتاح الدوحة السينمائي:    أجهزة قياس السكري المستمر بين الحياة والألم    اليوم.. فتيان الأطلس يواجهون البرازيل بأمل المرور إلى نصف نهائي المونديال    زلزال بقوة 5,5 درجات يضرب بنغلادش    المكسيكية فاطمة بوش تتوَّج ملكة جمال الكون بعد جدل واسع    إصدار جديد من سلسلة تراث فجيج    ( الحب المر)... فيلم يكشف الوجه الخفي للنرجسية داخل الأسرة المغربية    أجهزة قياس السكر المستمر بين الحياة والألم: نداء أسر الأطفال السكريين لإدماجها في التغطية الصحية    جمعية "السرطان... كلنا معنيون" بتطوان تشارك في مؤتمر عالمي للتحالف الدولي للرعاية الشخصية للسرطان PCCA    الفنان المغربي إِلياه والنجم المصري محمد رمضان يجتمعان في أغنية جديدة    في الحاجة إلى فلسفة "لا"    معمار النص... نص المعمار    الوصايا العشر في سورة الأنعام: قراءة فقهيّة تأمليّة في ضوء منهج القرآن التحويلي    ارتفاع معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والمراهقين بواقع الضعف خلال العقدين الماضيين    أطباء يوصون بتقليل "شد الجلد" بعد الجراحة    المسلم والإسلامي..    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيد الاستقلال؛ ذكرى التحرر وملحمة التشييد والبناء
نشر في العمق المغربي يوم 01 - 12 - 2021

ترسيخا لقيم المواطنة الصادقة وتخليدا للذكرى السادسة والستين لعيد الاستقلال التي تصادف 18 نونبر من كل سنة ؛ نظم المجلس العلمي المحلي لاشتوكة أيت باها بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية صبيحة السبت12 ربيع الثاني1443ه الموافق ل 20 أبريل 2021 بمقر المجلس ندوة علمية تحت عنوان: " عيد الاستقلال؛ ذكرى التحرر وملحمة التشييد والبناء".
هذا ؛ وقد تم الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم بعدها مباشر، تفضل السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لاشتوكة أيت باها الدكتور محمد بوت بأخذ كلمة الترحيب بالحاضرين فشكر المحاضرين وذكَّر بالسياق الوطني والتاريخي الذي عرفه المغرب إبَّان فترة الاحتلال الذي سعى فيه الشعب المغربي لتحرير الوطن بقيادة جلالة المغفور له محمد الخامس أكرم الله مثواه وبرفقته نجله البار جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه كما ذكر بالدور الكبير المنوط بالمؤسسة العلمية المحلية في التفاعل مع المناسبات الوطنية بما يليق بها من تخليد في ترسيخ لتقليد موروث عبر الأجيال رعاه العلماء بالتأصيلات الشرعية والتخريجات العقلية لما يحقق من مقاصد وطنية في نفوس المواطنين لإحياء روابط دينية ووطنية في سبيل إحقاق الحق بنصرة الخلق .
عقب ذلك أحال السيد رئيس المجلس المسير للندوة الكلمة على السيد المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية لاشتوكة أيت باها الدكتور محمد أيت محند والذي بدوره شكر الحضور والمتدخلين مذكرا بعمل المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية عند حلول كل مناسبة دينية كانت أو وطنية والمتمثل في إصدارها مذكرات توجيهية مرجعية في الموضوع للسادة خطباء مساجد الإقليم ،+ +وقد تم هذا العام في سبيل تخليد هذه المناسبة والتذكير بالأمجاد الخالد إصدار مذكر بالمناسبة أعلم بمضمونها جميع خطباء الإقليم تفاعلوا معها كما جرى العادة .
كما عرج السيد المندوب على السياق التاريخي للحدث الكبير رابطا الموضوع بالحركة العلمية في الحصول على الاستقلال وقدم نموذجين من الوثائق التي تبرز بجلاء إسهام العلماء في حصول المغرب على الاستقلال من خلال موقفهم من الظهير البربري الصادر يوم 16 مايو 1930 الرامي إلى تفريق المغرب وتمزيق وحدته وتدمير كيانه وتفتيت المجتمع المغربي الذي تجمعه لحمة الدين والوطن .
في نفس السياق ذكر بإسهامهم في وثيقة المطالبة بالاستقلال الصادرة 11 يناير 1944 من خلال التنسيق مع السلطان محمد الخامس وولي عهده الحسن الثاني ، وهي وثيقة يضيف السيد المندوب زعزعت كيان الاحتلال أعقبها حصول المغرب على الاستقلال ليختم كلمته – التي نبهت إلى مسألة اعتبرت مشروعا علميا سيرى النور فريبا – بتوجيه للسادة الحضور من القيمين الدينيين إلى بذل مزيد من الجهد في سبيل التعريف بالمناسبات الوطنية الناشئة وتذكير عموم الساكنة بالإقليم بما يحققه تخليد هذه المناسبات الوطنية من خلال الاحتفال بها من مقاصد تربوية ووحدة وطنية غالية تبوئ المغرب مكانة عالية .
عقب هاتين الكلمتين لكل من السيد رئيس المجلس العلمي والسيد مندوب الشؤون الإسلامية بالإقليم شرع الرئيس في مد الإذن بانطلاق عروض هذه الندوة العلمية تباعا حسب البرنامج المعلن عنه في إعلان بثه المجلس على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي .
وكان السيد الرئيس طيلة إلقاء العروض ينوه عند ختم كل على حدة معقبا مضيفا ، وهكذا انطلقت الأولى تدخلات الدكاترة والأساتذة الباحثين تباعا .
فكان العرض الأول بعنوان : من دروس وعبر عيد الاستقلال : حب الوطن؛ من إلقاء الدكتور الحسن مكراز – عضو المجلس العلمي المحلي لاشتوكة أيت باها- والذي ركز على كون (حب الوطن غريزة متأصلة في النفوس تجعل الانسان يرتبط ببلده ، وفي الحديث النبوي الشريف دلالة واضحة على حب الوطن قال صلى الله عليه وسلم مخاطبا مكة: "ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك ".
وقد جاء في نص خطاب جلالة الملك محمد الخامس تجليات حب الوطن بقوله : " لأعبر لك عما يخالجنا من فرح عظيم بمناسبة رجوعنا لوطننا العزيز ".
كما نص الخطاب أيضا على الروابط المتينة التي تجمع بين الشعب وملكه بقوله : " وكانت الروابط التي تجمعنا بك متينة فلا الأيام ولا بعد المسافات استطاعت أن تنال من ذلك الاتحاد الروحي الذي كان عونا لنا على تحمل الآلام والحنين إلى الأوطان ".
ونجد أصل هذه الروابط في الحديث النبوي الشريف: " ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم ، كمثل الجسد ، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى :"
وجاء في خطابه السامي أيضا : " وها نحن نتأهب للعود إلى عزيز الأوطان وقد انقشعت السحب وقويت الآمال وتلقت الأمة هذا الحادث الميمون بحماس عظيم ".
عبر بعزيز الأوطان نظرا للروابط المتينة بين جلالته رحمه الله وأسرته الشريفة وبين شعبه المخلص الوفي بثوابت الأمة.
فيما العرض الثاني الموسوم ب : الاستقلال وبناء المغرب الحديث على مستوى التشريع ، وهو للدكتور محمد البوشواري -عضو المجلس العلمي المحلي لاشتوكة أيت باها- تناوله في( محورين:
المحور الأول : تدوين وتقنين الفقه الإسلامي
بادر جلالة الملك المغفور له محمد الخامس فأصدر الظهير الشريف بتاريخ 19 غشت 1957 أحدث بمقتضاه لجنة لوضع مدونة لأحكام الفقه الإسلامي
صدر من هذه المدونة الجزء المتعلق بالأحوال الشخصية سنة 1957 و1958
ولم يصدر الجزء المتعلق بالأموال بسبب اعتراض الفرنسيين عليه في قسم التشريع بالكتابة العامة.
المحور الثاني : توحيد المحاكم المغربية وتعريبها ومغربة أطرها:
صدر قانون رقم 64.3 بتاريخ 26 يناير1956 بالجريدة الرسمية بتاريخ 3 فبراير 1965
ويتكون هذا القانون من 8 فصول ؛خصص الفصل الأول منه لتوحيد المحاكم المغربية والفصل الرابع لمغربة القضاء وذلك بقصر تولي القضاء على المغاربة والفصل الخامس بتعريب القضاء؛ وذلك باشتراط استعمال اللغة العربية في الترافع والتداول في المحاكم).
أما العرض الثالث ذي العنوان : دلالات الاستقلال ومعانيه من خطاب المغفور له جلالة الملك محمد الخامس بعد عودته من المنفى والذي ألقاه الدكتور الحسن شجيد – إمام مرشد – فقد ( تطرق فيه إلي ما يلي:
مسوغات الاحتفال بالذكريات الوطنية وتناولها من جانبين : شرعي وآخر عقلي .
أما المسوغ الشرعي ؛ فإن هذا الاحتفال نوع من امتثال الأمر الإلهي بشكر النعم والتذكير بها في كل وقت وحين كما استنبط ذلك المفسرون من قول الله تعالى وذكرهم بأيام الله وليقوم مقام تذكر النعمة مقام معاهدتها.
أما المسوغ العقلي ؛ فإن العقلاء أجمعوا على أن للأسلاف والأجداد حقوقا على الخلف كما أن للأوطان حقا على كليهما وقد قالوا بأن فطرة الإنسان معجونة بحب الوطن. فوجب لذلك التذكير بجهود الأسلاف في دفع الضرر عن الأوطان وذلك قليل في حقهم طبعا.
كما تم التطرق إلي معاني ودلالات الاستقلال التي تتمحور بدءا حول معاني التشييد والانماتم التطرق في الموضوع الي ما يلي:
مسوغات الاحتفال بالذكريات الوطنية من جانب شرعي واخر عقلي . اما الجانب الشرعي فان هذا الاحتفال نوع من امتثال الامر الالهي بشكر النعم والتذكير بها في كل وقت وحين كما استنبط ذلك المفسرون من قول الله تعالۍ وذكرهم بايام الله وليقوم مقام تذكر النعمة مقام معاهدتها.
اما المسوغ العقلي فان العقلاء أجمعوا على الأسلاف والأجداد حقوقا على الخلف كما ان للأوطان حقا على كليهما وقد قالوا بان فطرة الانسان معجونة بحب الوطن. فوجب لذلك التذكير بجهود الاسلاف في دفع الضرر عن الأوطان وذلك قليل في حقهم طبعا.
كما تم التطرق الي معاني ودلالات الاستقلال التي تتمحور في اصلها حول معنيين اثنين:
معنى الارتفاع ومعنى الارتحال ثم لحق هذه المعاني في العصر الحديث معنى الانفراد بالتدبير.
وإذا ما نظرنا إلى خطابات المغفور له جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه بعد رجوعه من منفاه سنة 1955 نجد حمولتها الدلالية منصرفة إلى المعاني المتقدمة مع التركيز أكثر على معنى الارتفاع بالوطن في العهد الجديد وإعماره وتنميته بإخلاص, وقد حضر معنى الارتحال في تنقلات جلالته بين مناطق الغرب شرقه وغربه شماله وجنوبه مركزا في خطابه بتطوان وطنجة وسيدي افني ومحاميد الغزلان.. على هذه المعاني وأكد بذلك على أن الاستقلال صيرورة تاريخية ينبغي أن تجدد معانيها في كل وقت وحين).
أما العرض الرابع فكان عنوانه : مفهوم الحرية في فكر السلطان محمد الخامس من إلقاء الأستاذ محمد أكعبور – إمام مرشد-
تناوله من خلال محورين :
المحور الأول : حرية الأوطان في فكر السلطان واستفتحه بإشارة : في البنية السياسية والدينية بالمغرب يصعب الفصل بين الحرية والاستقلال لأن العلاقة بينهما استتباعية فكلما ورد أحدهما يرد الآخر وهما توأمان حقيقيان.
كان السلطان محمد الخامس رحمه الله ينظر إلى الحرية على أنها استقلال أجزاء الوطن كله في إطار الوحدة الوطنية والترابية للملكة ، لكون جلالته أدرك أن فرنسا حرمت المغاربة من أبسط الحقوق والحريات فجعلتهم صنفين :
قاصرين – محاجير وهؤلاء رفعوا في وجهها الحناجير كما رفعوا بأيديهم لمواجهتها الخناجر .
متعاونين وهم العملاء .
وبذلكم تعني الحرية السادة والوحدة والتنمية
المحور الثاني : الدلالة والأبعاد
تتخذ الحرية دلالتها من خلال ممارستها ويتخذ مفهومها في فكر السلطان محمد بن يوسف أبعادا منها :
البعد السياسي : ويتجلى في خطاب جلالة الملك محمد الخامس بمناسبة تنصيب صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وليا لعهد المملكة المغربية، يوم الثلاثاء 10 ذي الحجة 1376 الموافق 9 يوليوز 1957 وهو الخطاب الذي تضمن وصية خالدة من جلالته إلى ابنه وولي عهده. مما جاء فيه "فحافظ على استقلاله ودافع عن وحدته الجغرافية والتاريخية، ولا تتساهل في شيء من حريته ولا تتنازل عن فلامة ظفر من تربته" .
وما يزال هذا المجد يخلًّد حتى الساعة في كل موقع وساحة وهذه الندوة العلمية تجلٍّ من ذلكم التخليد الذي أصبح اليوم أقوم التقليد.
البعد الوطني :
يذكر الأكاديمي عباس الجراري أن أول خطاب للسلطان عقب اعتلائه العرش 1927 تحدث عن أمرين اثنين وهما :
العمل الفكري من خلال تطوير الفكر والعقل المغربي في إطار مؤسساتي هي المدرسة والمعهد والجامعة والمسجد وقيادة معركة الحرية والاستقلال.
كما تمثل هذا البعد في إصدار جلالته لقوانين وتشريعات أسمى لحماية الحقوق المواطنة والحريات العامة وأسمى تلكم التشريعات الظهائر الشريفة – الظهير الشريف رقم 1.58.376 حول الحريات العامة بالمغرب،
وهو ظهير مرجعي في مجال منظومة الحريات بالمغرب.
البعد الديني ؛ والذي ركز على :
تحرير العقل والفكر المغربي من الشعوذة الناتجة عن مخلفات الاستعمار .
حماية المكونات الإثنية والدينية واللغوية في علاقة المغرب بدول الجوار الجغرافي أو الحضاري والثقافي
البعد الإنساني ؛ ويتجلى في :
حماية المشترك الآدمي رغم اختلاف الديانة وهنا نذكر اقتضاء وليس قضاء علاقة اليهود المغاربة بالسلطان وتوجسهم بعد صدور قوانين عنصرية أو ما يعرف بقانون فيشي .
وجوابا على رسالة وجهت لجنابه الشريف في شأن منح يهود مغاربة حريات عامة قائمة على ميثاق حقوق الإنسان الذي أعلنت عنه منظمة الأمم المتحدة 1948 …يرد بأن " جلالته يتمنى أن يتم تعميم ممارسة هذه الحريات كي تشمل كافة رعاياه بلا استثناء أو تمييز" لذلك وصفوا جلالته بالملك العادل والحليم.
وأتى دور العرض الخامس تحت عنوان : عيد الاستقلال بين أطماع الاستعمار وبين الكفاح الوطني من أجل الإعمار ؛ للدكتور الحسين أكروم – إمام مرشد- في محورين
الأول : جهود المغاربة لنيل الاستقلال
لا جرم أن المغاربةَ سجلوا بمداد عريض كفاحهم من أجل الاستقلال وناضلوا نضال الأبطال، بفضل شجاعة ملوكهم العظام عبر مسيرة طويلة من النضال المشترك وجهاد أبناء الشعب المتشبث بوطنه ووطنيته، والمطالبة باستقلاله.
كل هذه الجهود الجبارة كانت سببا في نيل المغرب استقلاله، والتي قضى فيها بصفة نهائية على أطماح الاستعمار التوسعية ونهب ثروات البلاد، والتفريق بين أبنائه.
ولم تكتف الحركة الوطنية بالكفاح المُسلح ضد المُستعمر، بل رافقها نضال سياسي لنشر الوعي في صفوف الشباب المغربي آنذاك ومُختلف الفئات المجتمعية، وتوعيتهم بضرورة الدفاع عن استقلال المغرب بشتى الطرق الشرعية المتاحة.
وهكذا ظل الشعب المغربي لسنين طوال يكافح من أجل استقلاله حتى حصل عليه سنة … لتصادف هذه السنة 2021 الذكرى السادسة والستين.
وتمثل ذكرى عيد الاستقلال إحدى الفترات الذهبية في تاريخ المغرب المعاصر؛ إذ هي مناسبة تذكرنا بانتصار الشعب والعرش في معركة نضال طويلة، مع المستعمر الفرنسي إحقاقا للحرية واسترجاعا للحق المغصوب.
وبعد القضاء على الاستعمار ونيل الاستقلال جاء دور الإعمار وهو ما سنحاول عرض خلاصةٍ عنه في الشق الثاني من هذا العرض المعنون ب : الإعمار بعد دحر الاستعمار ونيل الاستقلال
أما ما يتعلق بإعادة الإعمار فتعتبر هذه المناسبة تجسيدا لتنزيل الإصلاحات الجوهرية، وتذكيرا بالاعتناء بها، ولم تجعل المملكة المغربية من هذه المناسبة سببا في التغني بأمجاد الماضي وسرد بطولات وكفاح المجاهدين فقط، بل تجعلها محطة مهمة لتحقيق المزيد من الاستقرار والسير على درب التطور ليشمل جميع القطاعات العامة وعلى العديد من المستويات.
ومن مظاهر الإعمار كذلك إرساء أسس الأمن والاستقرار في كل ربوع البلاد مع مباشرة إصلاحات ثورية وجذرية في التشريع والقضاء والترسانة القانونية باعتبارها المحرك الأساسي لعجلة التنمية.
ومن مظاهر الإعمار كذلك بناء الجسور والطرقات والموانئ والسدود، والمرافق العامة للترفيه والمتنزهات والحدائق وامتدت جسور التنمية والإعمار إلى أقاليمنا الجنوبية بنفس المسار بباقي جهات وأقاليم المملكة.
وبالجملة فعيد الاستقلال عيد وطني مبارك نعزز فيه مظاهر حريتنا وأمننا وسلامة وطننا والتعلق بأهداب عرش ملكنا).
وفي ختام العروض ، تم فتح باب التدخلات للتعقيب والنقاش والإضافات والتي أغنت النقاش العلمي بعد اكتمال الصورة العلمية للندوة من خلال إلقاء عروضها والتي لامست مراحل الاستقلال في طولها وعرضها بما يربط تلكم العروض من خيط ناظم يصب في مفهومين مركزيين هما : الحرية والاستقلال وجهود السلطان محمد الخامس رحمه الله وولي عهده حينها الحسن الثاني رضوان الله عليه في سبيل إنعام الشعب المغربي بمنة الحرية والاستقلال في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره لله الذي يواصل ملحمة التشييد والبناء والجهاد الأكبر من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية والدينية .
ملحوظة : يذكر أن مجريات هذا اللقاء العلمي جرت في ظروف تضمن السلامة للجميع في احترام تام للتدابير الاحترازية من وباء كورونا المستجد – كوفيد-19.
وهكذا تم الختم بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده .
* محمد أكعبور باحث في الخطاب والإعلام الديني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.