قال عن نفسه إنه أكمل انتقاله بالكامل إلى "أول إنسان آلي كامل في العالم"، مطلقا على نفسه اسم "بيتر 2.0" .. ورحل بعد صراع مع مرض العصبون الحركي الذي قاومه دون استسلام بأن جعل جسمه أكثر جسم إنساني يدمج "قطع عيار" إلكترونية وروبوتية أعطته لقب "أول سايبورغ" في التاريخ. عالم الروبوتات الدكتور بيتر سكوت مورغان، الذي أصر على تغيير الصورة التي ينظر بها الناس إلى الإعاقة، وواصل تطلعه لحياة أطول دون تأثر بالسنتين التي حددهما له الأطباء كباغي عيشه، انتهى بأن أسلم روحه لبارئها. رحيل أول "سايبورغ" في العالم توفي العالم البريطاني، بيتر سكوت مورغان، عن عمر ناهز 64 عاما، بعد معركة استمرت خمس سنوات مع مرض عصبي نادر، بعدما استطاع التحول إلى أول "سايبورغ" في العالم. وحسب قناة الحرة، يشير مصطلح "سايبورغ"، إلى كائن نصف بشري ونصفه الأخر "آلي"، ويتكون من مزيج من مكونات عضوية وأخرى حيوية وثالثة إلكترونية وميكانيكية. ويتحدر مورغان من بلدة "توركي" الواقعة في مقاطعة "ديفون" بجنوب إنجلترا. وحسب نفس المصدر، أعلن المتحدث باسم العالم البريطاني، وفاته عبر تغريدة على موقع "تويتر"، قال فيها "إلى الأنصار المذهلين لبيت، بقلب مكسور، أعلمكم جميعا أن بيتر توفي بسلام محاطا بأسرته والأقرباء منه". وأضاف في التغريدة التي نشرت على الحساب الرسمي للعالم الراحل، "كان فخورا للغاية بكل من دعمه، ورؤيته لتغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى الإعاقة". إصرار على الحياة وفي عام 2017، حسب المصدر السابق، أصيب العالم البريطاني المتخصص في الروبوتات، بمرض "العصبون الحركي"، وكان أمامه عامين فقط للعيش، وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية. لكن العالم البريطاني كان عازما على تخطي حدود العلم، لذلك قرر "تمديد حياته" من خلال أن يصبح آليا بالكامل، حسب الصحيفة. وخضع لسلسلة من العمليات المعقدة، بما في ذلك "إدخال أنبوب تغذية مباشرة في بطنه"، و"قسطرة في المثانة"، وغيرها من الإجراءات التي تساعده على الاستمرار في الحياة دون مضاعفات ناجمة عن مرضه العضال. وأجرى العالم الراحل "عملية استئصال الحنجرة لفصل المريء والقصبة الهوائية لتقليل خطر إصابته بالتهاب رئوي مميت"، ما يعني أنه لن يتحدث مرة أخرى. ومع ذلك، قبل أن يخضع لعملية جراحية، سجل بيتر "عشرات الآلاف من الكلمات والجمل التي يمكن أن يطلقها باستخدام عينيه"، حسب الصحيفة البريطانية. وخضع أيضا لعملية جراحية في العين بالليزر لتحسين بصره عند 70 سم، وهي المسافة من وجهه إلى شاشة الكمبيوتر، التي ستتيح له التحكم عن بعد بالكمبيوتر باستخدام تقنية تتبع العين. وطور صورة رمزية "أفتار"، تشبه وجهه في الحياة الحقيقية، وكانت مصممة للرد باستخدام "لغة جسد ذكية اصطناعية". وحسب الجزيرة نت، أعلن مورغان أنه أكمل انتقاله ليصبح أول إنسان آلي كامل في العالم، مطلقا على نفسه اسم (بيتر 2.0) عام 2019. وحسب نفس المصدر، تتبع فيلم وثائقي بعنوان "بيتر: الإنسان السايبورغ" رحلة العالم الرائدة في استخدام معرفته للنضال من أجل حياته وحياة ذوي الإعاقات عموما. وحينئذ قال مورغان "أردت أن أعيد ابتكار ما يعنيه أن تكون محاصرا في جسدك". وأضاف "أنا محظوظ بما يكفي لأن أكون نموذجا أوليا وإنسانا جديدا وتجربة مبكرة في كيفية قيام البشرية بقفزة هائلة في مستقبلنا". وكان الهدف النهائي لبيتر مورغان هو المساعدة على إحداث ثورة في معنى أن تكون إنسانا باستخدام الذكاء الاصطناعي للحصول على واقع مرن بلا حدود أو قيود. هل يُسمَع صوتُه بِموته؟ حسب اندبندنت عربية، أنشأ العالم الراحل مؤسسة مع شريك حياته، وقام بالضغط على أعضاء في البرلمان لدعم حملته "الحق في الازدهار" Right to Thrive، التي تطالب بمزيد من التمويل للرعاية الصحية في بريطانيا وتغيير المبادىء التوجيهية في هذا المجال. ولفت إلى أن أقل من واحد في المئة من الأفراد المصابين ب"داء العصبون الحركي"، يحصلون على "تركيبة منقذة للحياة"، مؤلفة من عمليتي شق القصبة الهوائية لتخفيف انسداد التنفس، وزرع آلة تساعد على السعال بهدف تطهير الرئتين من البلغم. وفي كلمات أخيرة، أوضح مورغان، "نحن في حاجة إلى رفع الصوت في هذا المجال، وإلى أن يعلو صداه فوق ضجيج عالم الأعمال، ومشكلات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي. إن صوت المصابين بمرض "العصبون الحركي" ظل لفترة طويلة للغاية، غير مسموع إلى حد كبير".