برأ المدير العام لوكالة المياه والغابات عبد الرحيم الهومي، الثلاثاء أمام لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن، بمجلس النواب، مافيا العقار من افتعال الحرائق بمدن الشمال من أجل الاستيلاء على الملك الغابوي إقامة مشاريع استثمارية. الهومي وخلال تفاعله مع مداخلات أعضاء اللجنة، استبعد أن تكون حرائق الغابات بطنجة راجعت لمحاولات الاستيلاء على الملك الغابوي، مضيفا أن هذا الإشكال كان مطروحا في "الرميلات"، غير أنه نفس المساحة بهذه الغابة لازالت كما هي ولم تسجل أية مشاريع فوقها. وأكد المسؤول ذاته، أنه لا يوجد لحد إلى اليوم أي مشروع بالغابات المتضررة من الحرائق، مضيفا أن "لا أحد من الخواص استولى على أي أرض، وحتى الخواص الذي يمتكلون أراضي مغطاة بالغابة لازالت كما هي". وفي كل مرة تندلع فيها الحرائق خلال فصل الصيف بعدد من الغابات، توجه أصابع الاتهام إلى مافيا العقار، بالتورط في اندلاعها، خصوصا في المناطق التي تمتاز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي ومؤهلاتها الطبيعية المتنوعة كما هو الحال بغابات الشمال. وسبق أن أشار الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، في سؤال موجه لوزير الفلاحة إلى أن أسباب الحرائق لاتزال مجهولة، غير أن أصابع الاتهام موجهة إلى العامل البشري، سواء بسبب الإهمال، أو بتدبير من الراغبين في الاستيلاء على العقارات الغابوية لاستغلالها في البناء، كما حدث مع مجالات غابوية متعددة في عدد من المناطق. في سياق متصل، بلغت حصيلة حرائق الغابات المسجلة بالمملكة منذ بداية 2023 وإلى غاية اليوم، 222 حريقا التهمت 3900 هكتار، أغلبها في مدن الشمال، بحسب أرقام قدمها المدير العام لوكالة المياه والغابات عبد الرحيم هومي، الثلاثاء أمام لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن. وبحسب الهومي، فإن الأصناف المتضررة من هذه الحرائق تتوزع، بين 30 بالمائة من صنوبريات (أرز – عرعار – صنوبر)، و35 بالمائة ورقيات (بلوط أخضر – بلوط فليني -أوكاليبتوس)، و35 بالمائة غير مشجرة (أصناف ثانوية – حلفاء – أعشاب). وسجل المدير العام لوكالة المياه والغابات، أن سنة 2022 كانت استثنائية في عدد الحراق بندلاع 500 حريق، أتى على 22 ألف و800 هكتار من الغابات، بينما بلغ المعدل العشري 450 حريق بمتوسط 3350 هكتار في السنة. وأوضح أن الضغط الأكبر سجل على مستوى جهة طنجةتطوانالحسيمة والتي سجلت 188 حريقا بنسبة 38 بالمائة، حيث أتى على 18 ألف و700 هكتار، أي 82 بالمائة من المساحة الإجمالية المتضررة.