لا تزال ساكنة جماعة أربعاء عياشة بإقليمالعرائش تترقب مصير مشروع السد المبرمج بالمنطقة، وسط حالة من الغموض والقلق المتزايد، وذلك بعد مرور عامين كاملين على تاريخ إحصاء الأراضي المملوكة للساكنة، الذي جرى بتاريخ 15 يونيو 2023. وحسب المعطيات التي توصلت بها "القناة.كوم"، فإنه "رغم انقضاء المهلة القانونية التي عادة ما تُعتمد بعد عملية الإحصاء، فإن الساكنة لم تتوصل بأي قرار رسمي بخصوص مصير المشروع، كما لم يُصرف أي تعويض للأسر المعنية، ولم تصدر أي توضيحات رسمية من الجهات المختصة حول مدى تقدم المشروع أو تعديله أو إلغائه". وأفادت مصادر محلية ل"القناة"، أن "فلاحي المنطقة يعيشون حالة من الارتباك والشك، إذ توقف عدد منهم عن استغلال أراضيه الزراعية خوفًا من المصادرة دون تعويض، فيما فقد آخرون مصدر رزقهم الوحيد، ما خلف حالة من الإحباط والاستياء وسط الأهالي". ويُطرح في صفوف الساكنة العديد من التساؤلات حول مستقبل المشروع، من قبيل ما إذا كان سيتم تنفيذ السد بصيغته الأصلية، أو أنه خضع لتقليص أو تعديل، أو حتى احتمال إلغائه. كما يتساءل المعنيون ما إذا كانت الأراضي ستُصادر بشكل نهائي، أم أن الفلاحين سيُسمح لهم بالعودة إلى استغلالها بعد طول انتظار. ودعت الساكنة السلطات المختصة، وعلى رأسها وزارة التجهيز والماء، إلى التواصل بشكل شفاف وتوضيح وضعية المشروع، سواء من حيث المآل أو التعويضات، لضمان حقوق المواطنين ووضع حد لحالة الانتظار والضبابية التي تعيشها المنطقة منذ سنتين. وكشفت معطيات رسمية أنه تم خلال سنة 2023 برمجة بناء سد "عياشة" بجماعة عياشة في إقليمالعرائش، حيث يدخل ذلك في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020 – 2027. وأشارت إلى أن الطاقة الاستيعابية لهذا المشروع المهيكل ستبلغ 118 مليون متر مكعب بواردات سنوية تناهز 54 مليون متر مكعب، وحوض مائي تبلغ مساحته 188 كيلومتر مربع، فيما سيبلغ علو السد فوق الأساس ما يناهز 37,6 متر. ويهدف هذا المشروع إلى تأمين تزويد طنجة الكبرى بالماء الصالح للشرب.