أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، خلال الندوة الصحفية التي عقدها اليوم الجمعة بالرباط، أن الوزارة تواصل جهودها في تكريس التنوع اللغوي وتعزيز مكانة اللغة الأمازيغية داخل المنظومة التربوية الوطنية، في إطار تنزيل مضامين خارطة الطريق 2022-2026. وأوضح الوزير أن تدريس الأمازيغية قد شمل، إلى حدود هذا الموسم الدراسي، 4.450 مؤسسة تعليمية ابتدائية، بنسبة تغطية بلغت 52,5%، مشيرا إلى أن هذا التوسع يعكس التزام الوزارة بجعل الأمازيغية لغة حاضرة في الحياة المدرسية اليومية. كما أعلن عن تفعيل منصة رقمية خاصة بتعلم اللغة الأمازيغية عن بعد، في خطوة تهدف إلى توسيع قاعدة الاستفادة وتوفير موارد بيداغوجية رقمية تفاعلية، تدعم المتعلمين والمعلمين على حد سواء. وفي سياق متصل، تحدث الوزير عن مواصلة تعميم تدريس اللغة الإنجليزية في سلك التعليم الإعدادي، وصولا إلى تغطية جميع المستويات، وذلك في إطار تعزيز التعددية اللغوية وفتح آفاق جديدة أمام المتعلمين. كما تم الانتهاء من إعداد وطبع وتوزيع العدة البيداغوجية الخاصة بالمستوى الثالث من هذا السلك، مرفقة بوسائط ديداكتيكية رقمية. وفي ما يتعلق بحكامة المنظومة التربوية، أبرز برادة أن الموسم الدراسي الحالي سيشهد استكمال تنزيل الهيكلة التنظيمية الجديدة للوزارة، وترسيخ آلية التعاقد من خلال تفعيل وتقييم عقود نجاعة الأداء بين المستويات الإدارية المختلفة (مركزية، جهوية، إقليمية). وأشار إلى مواصلة تعميم مشروع "المؤسسة المندمج"، الذي يروم تحسين الأداء التربوي والإداري داخل المؤسسات، إلى جانب تنفيذ المخطط التشريعي والتنظيمي، وإرساء آليات وطنية لقياس جودة التعليم، عبر مراكز متخصصة مثل المركز الوطني للأستاذية، والمركز الوطني للامتحانات المدرسية وتقييم التعلمات، والمركز الوطني لعلامة جودة مؤسسات التربية والتعليم. وأكد الوزير على أن هذه الإجراءات والمستجدات تندرج في إطار التفعيل التدريجي لخارطة الطريق 2022-2026، الرامية إلى تحسين جودة التعلمات، وتوسيع العرض التربوي، وتعزيز الإنصاف وتكافؤ الفرص، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية للملك محمد السادس.