قال عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت بطنجة، إن "التاريخ والمستقبل هما من سينصفان الحكومة الحالية". وأكد أخنوش في كلمته خلال المحطة ال 12 والختامية من الجولة التواصلية "مسار الإنجازات" بجهة طنجةتطوانالحسيمة، أن "المواطنون سيحاسبوننا على التزاماتنا؛ لذلك نقدم بالأرقام والدليل ما حققناه على أرض الواقع وما بقي، ونتواصل معكم"، مشدداً على أن "هذا الأمر يزعج البعض لكن ذلك لن يوقفنا". وأشار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أمام أزيد من 3000 مشارك ومشاركة، إلى أن مسار اشتغال الحزب يقوم على الاستماع للمواطنين وتحويل انتظاراتهم إلى التزامات واضحة يتم العمل على تنزيلها على أرض الواقع. وأوضح أخنوش أن الحزب أطلق سنة 2018 نقاشاً وطنياً غير مسبوق استمع خلاله إلى 100 ألف مغربية ومغربي، أفضى إلى بلورة رؤية مجتمعية متكاملة حملت اسم "مسار الثقة"، قبل أن ينتقل إلى "مسار المدن" من خلال 100 مدينة، بمشاركة 35 ألف مواطنة ومواطن، شكلت اقتراحاتهم أساس البرنامج الانتخابي للحزب. وأضاف أنه بعد تحمل المسؤولية الحكومية، تم إطلاق "مسار التنمية" في أقل من خمسة أشهر، للانخراط الجماعي في تنزيل التزامات البرنامج، ليأتي "مسار الإنجازات" بعد أربع سنوات من العمل الحكومي من أجل تقييم ما تحقق وما تبقى. وشدد رئيس التجمع الوطني للأحرار على أن التوجيهات الملكية السامية منحت الحكومة خارطة طريق واضحة، مبرزاً أن العمل الحكومي انطلق في سياق صعب تميز بالتضخم والأزمة العالمية والجفاف، إضافة إلى زلزال الحوز، وهو ما استدعى اتخاذ قرارات وصفها بالشجاعة والصعبة أحياناً، مع الصمود أمام الأزمات. وفي الشق الاقتصادي، أبرز أخنوش أن الحفاظ على مناعة الاقتصاد الوطني ورفع الاستثمار كان خياراً استراتيجياً لتمويل البرامج الاجتماعية، مشيراً إلى أن المؤشرات الاقتصادية أصبحت إيجابية، حيث من المرتقب أن يبلغ النمو 5 في المائة، مع تراجع العجز والتضخم والمديونية. واعتبر أن هذه المؤشرات مكنت من تعميم الدعم الاجتماعي، خاصة الدعم المباشر لفائدة 4 ملايين أسرة، وتعميم التغطية الصحية عبر "أمو تضامن". وأبرز أخنوش أن النمو الاقتصادي ليس هدفاً في حد ذاته، بل وسيلة لتحسين حياة المواطنين وضمان كرامتهم، معتبراً أن التزامات الحزب تشكل تعاقداً أخلاقياً وسياسياً مع المغاربة، يتم تنزيله بالأرقام والنتائج. كما نوه بشركاء الأغلبية الحكومية، مشيداً بروح التنسيق والعمل الجماعي التي مكنت من تقوية العمل الحكومي المشترك. وفي سياق العلاقة مع المواطنين، شدد رئيس الحزب على أنها ليست موسمية، بل قائمة على الثقة والمحاسبة، مبرزاً أن جولة "مسار الإنجازات" شكلت فضاءً لتقييم السياسات العمومية والاستماع للنقد البناء. وأشار إلى أن أكثر من 15 ألف مواطن شاركوا عبر منصة "إنصات"، إضافة إلى تنظيم أكثر من 80 لقاءً جهوياً، و44 اجتماعاً في إطار "نقاش الأحرار"، بما مجموعه أكثر من 500 ساعة من الإنصات والنقاش. وأوضح أخنوش أن المشاركين عبروا عن تفاؤلهم بمسار البلاد وتحسن أوضاعهم اليومية، مع التأكيد على استمرار التحديات المرتبطة بتحسين الخدمات العمومية، خاصة في مجالي الصحة والتعليم، وتسريع وتيرة خلق فرص الشغل وحماية القدرة الشرائية. وفي ختام مداخلته، أعلن أخنوش عن إصدار الحزب كتاباً جديداً بعنوان "مسار الإنجازات"، يلخص مختلف خلاصات هذه الجولة، معتبراً إياه دعوة مفتوحة للمشاركة والانخراط الجماعي في مشروع وطني يهدف إلى مواصلة بناء المغرب الصاعد.