الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
جمعية المحامين الشباب بطنجة تُطالب بالإفراج عن معتقلي احتجاجات "جيل زد"
الأمن الوطني ينفي إشاعة إضرام النار في سيارة شرطة
نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية وأمطار غزيرة بعدد من مناطق المملكة
تقرير يتوقع تحقيق الاقتصاد الوطني معدل نمو بنسبة 4,5% سنة 2026
الجزائر على صفيح ساخن: شباب غاضب يتحدى قبضة النظام العسكري
الغضب لا يُقمع: كيف يواجه المغرب احتجاجات جيل Z؟
اجتماع الأغلبية الحكومية.. طمأنة الشارع وتأكيد الانخراط في الإصلاحات الكبرى
بورصة البيضاء تنهي التداولات بالأخضر
متابعة 3 شبان من جيل Z رهن الاعتقال و30 آخرين في حالة سراح مع أداء كفالة
تعاون إسباني مغربي.. حجز أكثر من 11 طنا من مخدر الحشيش في مالقة والجزيرة الخضراء
المغاربة المشاركون في أسطول الصمود العالمي يقتربون من ساحل غزة
ترامب يمهل "حماس" أربعة أيام للرد
ولي العهد الأمير مولاي الحسن يترأس افتتاح الدورة ال 16 لمعرض الفرس للجديدة
الأغلبية الحكومية برئاسة أخنوش: نتفهّم مطالب المحتجين الاجتماعية
بنعلي: 45% من كهرباء المغرب مصدرها متجدد ونستهدف 52%
"مراسيم الصحة" تقدم بمجلس الحكومة
منظمة التحرير الفلسطينية تراهن على دور المغرب في تنزيل "خطة ترامب"
حول الدورة 18 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا
تشكيليون عرب يعرضون لوحاتهم بأصيلة
الشعر والتشكيل في أعمال عبد الله بلعباس
حموشي يزور منزل أسرة شهيد الواجب مقدم الشرطة محسن صادق الذي توفي في حادث سير أثناء مزاولة مهامه
السلطات تعلن إيقاف 24 شخصا من جيل "Z" وتحيل 18 منهم على التحقيق بتهم جنائية
اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية: رحلة محمد بن عيسى مع التنوير الفكري والتحديث الثقافي
الرجاء والوداد يوقعان على الصحوة على حساب الدفاع الجديدي ونهضة الزمامرة
حين تساءل المؤسسات عن الحصيلة!
تجميد مشروع شعبة الإعلام والاتصال بجامعة ابن طفيل يثير خيبة أمل الطلبة والأساتذة
الإصابات وعدم الجاهزية تؤرق بال الركراكي قبل الإعلان عن قائمة المنتخب لمباراتي البحرين والكونغو
كأس العالم لأقل من 20 سنة.. النرويج تفوز على نيجيريا وفرنسا تهزم جنوب إفريقيا
"فيفا" يعاقب جنوب إفريقيا ويعتبره خاسراً أمام ليسوتو بسبب إشراك لاعب غير مؤهل
نيكول كيدمان وكيث أوربان يصلان إلى الانفصال
أطباء يحذرون من أخطار بسبب اتساع محيط العنق
مباراة المغرب والبحرين.. بيع أزيد من 42 ألف تذكرة إلى غاية السادسة مساء
إيقاف شخص يحرض على الخروج للشارع من أجل الاحتجاج
بلدية ميلانو تمنح الضوء الأخضر لبيع سان سيرو لميلان وإنتر
رشاوى واختلاسات لمسؤولين جزائريين كبار أمام القضاء الإسباني
القوات العمومية تتدخل لمنع تجمهرات مجهولة المصدر دون تسجيل أي إصابات أو خسائر
الصحراء المغربية.. هلال يرد "دون جدال أو عدائية" على تصريح وزير الخارجية الجزائري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
اتفاق جديد بين المغرب والاتحاد الأوروبي لتعزيز تسويق منتجات الأقاليم الجنوبية
وكالة "فيتش" تؤكد تصنيف المغرب عند "بي بي+" مع نظرة مستقبلية مستقرة
ممثلة مطورة بالذكاء الاصطناعي تغضب هوليوود
أسعار الذهب تسجل ذروة قياسية جديدة
فريال الزياري: العيون.. مدينة الكرم والجمال الصحراوي الأصيل
طنجة.. السلطة تُنهي جدل تسعيرة "الطاكسي الصغير" وتُحدد الحد الأدنى في 7 دراهم
القانون 272 يدفع المصابين بألأمراض المزمنة إلى الهشاشة الاجتماعية
علماء روس يبتكرون أدوية "ذكية" يتحول شكلها داخل الجسم
"طريقة الكنغر" تعزز نمو أدمغة الأطفال المبتسرين
دراسة: الموسيقيون يتحملون الألم بشكل أفضل من غيرهم
بوريطة: تخليد ذكرى 15 قرنا على ميلاد الرسول الأكرم في العالم الإسلامي له وقع خاص بالنسبة للمملكة المغربية
الجدل حول الإرث في المغرب: بين مطالب المجتمع المدني بالمساواة وتمسك المؤسسة الدينية ب"الثوابت"
الرسالة الملكية في المولد النبوي
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
أَنْتَ الْيَتِيمُ إِلَيْكَ
مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة
نشر في
طنجة الأدبية
يوم 19 - 04 - 2008
مَاتَ عَلاَءُ الدِّينِ كَاتِبَة!
كُلَّمَا هَمَمْتُ بِكِتَابَةِ هذَا ال"تَّقْدِيمَ" الَّذِي لاَ أُحِبُّهُ، بَلْ لاَ أُتْقِنُهُ عُمُومًا، وَأَيْضًا؛ لإِيمَانِي بِأَنْ أَجِدَنِي مَأْخُوذًا إِلَى أَيِّ عَمَلٍ إِبْدَاعِيٍّ دُونَ وَسَاطَةٍ مَهْمَا كَانَتْ، هَمَّتْ بِي الْعِبَارَةُ الصَّاعِقَةُ أَعْلاَهُ إِلَى حَتَّى أَخْمَصِي، فَأَصْمِتُ وَقَدْ عَبَرَتْنِي مَوْجَةُ عَبَرَاتٍ صَلْبَةٍ وَجَافَّةٍ؛ هَمَتْ قَطْرًا مِنَ الأَفْكَارِ مُرًّا، وَيَأْسًا مِنَ الْجَدْوَى الضَّائِعَةِ لِلْحَيَاةِ وَالْكِتَابَةِ، فِي هذَا الْوَطَنِ الْيُخَانُ كُلَّ آنٍ.
•
مَاتَ عَلاَءُ الدِّينِ كَاتِبَة؛ الصَّدِيقُ الْحَمِيمُ، وَالشَّاعِرُ الْيَتِيمُ، والْكَاتِبُ الْغَرِيمُ، كَهْلاً فِي أَوَائِلِ الأَرْبَعِينِيَّاتِ مِنَ الْعُمْرِ الضِّلِّيلِ.. مَاتَ كَفُجْأَةِ الإِبْدَاعِ وَفَجِيعَتِهِ حِينَ لاَ مَأْوَى لَهُ فِينَا.. مَاتَ وَحِيدًا فِي غُرْفَةٍ وَحِيدَةٍ فِي (غَزَّة)، بَعِيدَةٍ عَنْ كُلِّ هذَا الْعَالَمِ الَّذِي كَأَنَّها لَيْسَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهِ وَفِيهِ، وَكَأَنَّهُ كُلَّمَا صَغُرُ الْعَالَمُ اقْتِرَابًا، كَبُرَتْ عَنْهُ ابْتِعَادًا وَاغْتِرَابًا.
•
مَاتَ عَلاَءُ الدِّينِ كَاتِبَة.. هكَذَا، فَقَطْ،كَتَبَ لِي صَدِيقُنَا بَاسِمُ النَّبْرِيص؛ الشَّاعِرُ الْفِكْرِيُّ الْمُتَشَائِمُ، وَالَّذِي حِينَ أَقْرَؤُهُ أَشْعُرُنِي أَتَظَلَّلُ بِأَوْرَاقِ الشَّمْسِ اللاَّهِبَةِ، لأَبِينَا الشَّاعِرِ الرَّهِينِ أَبِي الْعَلاَءِ الْمُعَرِّي:
"تَعَبٌ كُلُّهَا الْحَيَاةُ فَمَا أَعْجَبُ إِلاَّ مِنْ رَاغِبٍ بِازْدِيَادِ".
أَوِ الشَّاعِرِ، الرَّاحِلِ الْمُبَكِّرِ كَذلِكَ، نَجِيبِ سُرُور:
"لاَ تُصَدِّقْ مَنْ يُجِيدُ الْفَلْسَفَة/ لَيْسَتِ الْعُقْدَةُ أَنَّا سَنَمُوتُ بَعْدَ أَنْ نَحْيَا/ وَلكِنْ/ أَنْ نَعِيش/ قَبْلَ أَنْ نُصْبِحَ مَوْتَى".
أَوْ الشَّاعِرِ، الرَّاحِلِ الْمُبَكِّرِ أَيْضًا، لُوتَر يَامُون صَاحِبِ "أَنَاشِيدِ مَالْدُورُور"... رُبَّمَا لأَنَّهَا (لَهُمَا عَلاَء وَبَاسِم) الْبُقْعَةَ (الْغَزِّيَّةَ) نَفْسَهَا.
أَحْزَنْتُكُم؟ سَامِحُونِي وَاعْذُرُونِي؛ فَقَدْ يُرْهَقُ الدَّمُ حِينَ تُصَارِعُهُ الْكَآبَةُ، فَتَصْرَعُ كُرَيَاتِهِ الْحَمْرَاءَ وَالْبَيْضَاءَ، وَقَدْ صَرَعَتْ بَقَاءَ عَلاَء.
•
مَاتَ عَلاَءُ الدِّينِ كَاتِبَة..
لَنْ أَكْتُبَ هُنَا شَيْئًا عَنْ سِيرَتِهِ الْمُتْعَبَةِ الَّتِي أَعْرِفُ عَنْهَا الْكَثِيرَ جِدًّا، رَغْمَ أَنَّهَا تَسْتَحِقُّ الذِّكْرَ وَالتَّثْبِيتَ، وَرَغْمَ أَنَّهَا سَتُسْعِفُنِي مِنْ عَدَمِ قُدْرَتِي عَلَى فِعْلِ التَّقْدِيمِ عُمُومًا، وَهذَا السِّفْرِ خُصُوصًا، فَهُوَ مُغَايِرٌ جِدًّا؛ مُغَايِرٌ لِكُلِّ مَا كُنْتُ قَرَأْتُهُ لَهُ، وَكَانَ، فِي بِدَايَاتِ كِتَابَتِهِ، أَسْمَعَنِي بَعْضَ الْمَقَاطِعِ، وَكُنْتُ طَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يُرْسِلَهُ لِي بَعْدَ انْتِهَائِهِ، لكِنَّهُ وَصَلَنِي بَعْدَ اخْتِفَائِهِ.
•
مَاتَ صَاحِبُ "جَاهِلِيَّاتِ"هِ..
الْعُنْوَانُ، وَحْدَهُ، مُثِيرٌ لِدَهْشَةٍ لَهَا طَعْمُ ذَرَّاتِ رَمْلٍ اخْتَلَطَ نَدَاهَا الْفَجْرِيُّ بِ"الْمُورِيَاتِ قَدْحًا".. إِنَّهُ يُمَشِّطُ الْمُخَيَّلَةَ عَمِيقًا حَيْثُ الْجُذُورُ الْمُطْمَئِنَّةُ، وَالْمُشْرَئِبَّةُ بِالْكَائِنَاتِ اللُّغَوِيَّةِ الْمَهْمُوزَةِ بِالأَلَقِ، وَبِالتَّأْصِيلِ الْجَاهِلِيِّ الْمُزْدَحِمِ وَالْمَزْحُومِ بِالإِبْدَاعِ الْجَمَالِيِّ اللاَّيَنْتَهِي أَبَدًا.. (يَعْبُرُ خَاطِرِي، الآنَ، الشَّاعِرُ الْمُفَكِّرُ، وَالرَّاحِلُ الْمُبَكِّرُ حُسَيْنُ الْبَرْغُوثِي.. وَلاَ تَعْلِيق).
•
مَاتَ عَلاَءُ الدِّينِ كَاتِبَة..
حِينَ كُنْتُ أَشْتَغِلُ عَلَى إِخْرَاجِ هذَا الْكِتَابِ/ السِّفْرِ، بَعْدَ آنٍ قَصِيرٍ مِنَ السَّفَرِ الْمُفْجِعِ وَاللاَّمُتَوَقَّعِ لِكَاتِبِهِ، كُنْتُ أَتَوَقَّفُ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الْمُذَهَّبَاتِ الْمُذْهِلَةِ الْمَنْقُوشَةِ فِيهِ، وَصِدْقًا؛ كَمْ وَجَدْتُنِي، لاَ إِرَادِيًّا أَوْ دُونَ وَعْيٍ، أَهِمُّ بِالاتِّصَالِ بِهِ، كَعَادَتِنَا كُلَّ نَصٍّ جَدِيدٍ، لِ"أَلْعَنَهُ" بِكُلِّ مَحَبَّةٍ وَدَهْشَةٍ وَانْبِهَارٍ، عَلَى كَثِيرٍ مِمَّا أَقْرَؤُهُ، وَأَتَذَكَّرُ أَنَّنِي طَلَبْتُهُ عَلَى الْهَاتِفِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَأَغْلَقْتُهُ سَرِيعًا بَعْدَ رَنَّتَيْنِ، إِذْ صَحَوْتُ مِمَّا أَنَا فِيهِ، فَكَتَبْتُ بِحُرُوفٍ كَبِيرَةٍ عَلَى قُصَاصَةِ وَرَقٍ ثَبَّتُّهَا أَمَامَ عَيْنَيَّ: "مَاتَ عَلاَء، اتَّصَلْ بِنَفْسِكَ مُنْذُ الآنَ وَأَبَدَكَ"، كَيْ تَهْزِمَ هذِهِ الْعِبَارَةُ عَدَمَ تَصْدِيقِي لِمَوْتِ صَدِيقِي، كُلَّمَا غَيَّبَتْنِي "جَاهِلِيَاتُهُ" الَّتِي لَنْ يَرَاهَا، كَمَا نَرَاهَا الآنَ؛ كِتَابًا بَيْنَ ضِفَّتَيْ يَدَيْنَا، فَكَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي كَانَ يَتَسَلَّقُ شَجَرَةَ الْحُلُمِ، وَنَحْنُ الَّذِينَ نَقْطِفُ ثِمَارَهَا.
وَحِينَ كُنْتُ كَمَا قُلْتُ، وَقَدْ تَعَلَّقْتُ بِسِلْسِلَةِ قَلاَئِدِهِ الَّتِي انْتَظَمَ شُرُودُهَا اللُّغَوِيُّ فِي هذَا الْكِتَابِ، لَمْ أَجِدْ سِوَى أَنْ أَذْكُرَ مَقُولَةَ الشَّاعِرِ الرَّجِيمِ بُودْلِير:
"لَيْسَتْ لِلشِّعْرِ أَيَّةُ غَايَةٍ فِي حَدِّ ذَاتِهِ، وَلَنْ تَكُونَ قَصِيدَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا، إلاَّ الَّتِي كُتِبَتْ مِنْ أَجْلِ مِتْعَةِ الْقَصِيدَةِ"!
فَهَلْ كُتِبَتْ هذِهِ الْ"جَاهِلِيَّاتُ" لِلْمِتْعَةِ اللُّغَوِيَّةِ، كَمَا نَرَاهَا فِي نُصُوصِهِ، أَمْ لِ...؟ لاَ.. لَنْ أَضَعَ افْتِرَاضًا تَسَاؤُلِيًّا آخَرَ، فَلِلْبُكُورَةِ لَذَّتُهَا، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ مِنَّا عُرْسُهُ الْقِرَائِيُّ كَمَا يَشَاؤُهُ وَيَشْتَهِيهِ.
•
مَاتَ صَاحِبُ الْمِصْبَاحِ السِّرِّيِّ عَلاَءُ الدِّينِ دُونَ سِحْرِهِمَا..
كَانَ كَأَنَّهُ يَصِفُ تَكْوِينَهُ كَيْ لاَ نَحَارَ فِي افْتْرَاعِ مَحَارَتِهِ:
"فِي الْبِدْءِ كَانَ صَيَّادًا، أَوْ طَرِيدًا. كَانَ لُؤْلُؤَةً فِي بَحْرٍ.. جَاءَ بَحْرٌ. لَمْ يَكُ إِلاَّ مَا ظَنَّهُ، فَصَارَ نَهْدًا عَلَى سَفْحِ جَبَلٍ، طِفْلاً يَتُوقُ إِلَى خَلْقِهِ، لَمْ يَضَعْ بَيْنَهُ وَخَيْطِ الْوَهْمِ مَسَافَةً، لَمْ يَسَلْ إِنْ كَانَ لَهُ أَصْلٌ".
وَكَانَ كَأَنَّهُ أَرَادَ إِعْفَاءَنَا/ إِعْفَائِيَ عَنْ تَقْدِيمِ عَمَلِهِ الْ"جَاهِلِيِّ" هذَا، فَقَدَّمَهُ بِأَسْهَلَ مِمَّا لَمْ أَزَلْ أَدُوخُ فِيهِ:
"هذِي الْقَلاَئِدُ رَسْمٌ مُعَلَّقٌ عَلَى الرَّسْمِ. الرَّسْمُ نُقْطَةٌ وَالنُّقْطَةُ رَسْمٌ. عِلْمُ النُّقْطَةِ قَبْلَ حَرْفٍ مَضَى؛ رَفِيفُ هَمْسٍ فِي الضَّوْءِ يَلْهُو، بِصَاحِبِهِ قَدْ سَرَى".
وَكَانَ كَأَنَّهُ يَمُدُّ لِسَانَهُ لِمِرْآةِ مَاءِ الْحَيَاةِ مُعْتَرِفًا بِفَرْدَانِيَّتِهِ الْمُسْتَوْحِشَةِ، وَنَرْجِسِيَّتِهِ النَّاعِمَةِ الَّتِي تَتَخَلَّقُ فِي كُلِّ مُبْدِعٍ حَقِيقِيٍّ:
"هُنَا فِي الْخَلْقِ أَطَلَّ رَسْمٌ لِذَاتِ لَذَّةٍ، لَهَا الرُّوحُ تُنَادِي. نَدَهْتُ وَجْدًا، فَاضَ عَلَى صَدْرِهَا، وَحْشًا عَادَ، نَدَّ عَنِّي أَوْتَادِي.. وَلِي فِي الشِّعْرِ نَدْهَةٌ أَعْرِفُهَا، عَلَتْ عَرْشًا، عَنْهُ غَابَ أَنْدَادِي".
وَكُنْتُ كَأَنَّنِي بَلَغْتُ غَابَةَ غَايَةِ الْعَمَاءِ، حَيْثُ "الْبَصَرُ عَتْمَةٌ زَائِلَةٌ تَرْقُدُ فِي الضَّوْءِ"، وَحَيْثُ الإِبْدَاعُ، مِنْ لُغَتِهِ مَدْخَلاً، إِلَى غَايَتِهِ مُذْهِلاً، هُوَ هكَذَا، وَلاَ بُدَّ.
•
مَاتَ وَأَخِيرًا لَيْسَ آخِرًا..
الْحَقِيقَةُ، وَاجِبَةُ الذِّكْرِ، أَنَّنِي كَتَبْتُ هذَا "الْمَدْعُوَّ- "التَّقْدِيمَ"، تَحْتَ طَائِلَةِ الصَّدَاقَةِ الْحَمِيمَةِ لاَ أَكْثَرَ، (أُحِيلُكُم إِلَى الْفَقْرَةِ الأُولَى مِنْ شَجَاعَتِي الْيَائِسَةِ هذِهِ)، وَالْحَقِيقَةُ، أَوْجَبُ الذِّكْرِ، أَنَّنِي، بَعْدَ أَنْ عُدْتُ لِقِرَاءَةِ مَا كَتَبْتُ، وَجَدْتُنِي لَمْ أَكْتُبْ شَيْئًا؛ إِذْ شَعَرْتُنِي أَنَّنِي فِي دُوَارِ غُبَارٍ، وَلَمْ أُمَكِّنِ الْعَيْنَيْنِ سِوَى مِنَ التَّثَبُّتِ فِي مَحْجَرَيْهِمَا، عَلَى دُمُوعِهِمَا الْحَجَرِيَّةِ الْفَائِضَةِ عَنْ حَاجَتِي لِلرِّثَاءِ، وَقَدْ كُنْتُ لَمْ أَفْعَلْهُ وَلَنْ، فَاقْفِزُوا عَنْهَا وَعَنِّي إِلَى "جَاهِلِيَّاتِ" عُلاَكُم وَعَلاَئِكُم الْكَاتِبَةِ.. أَلاَ تَرَوْنَ مَعِي أَنَّ التَّأْنِيثَ يَلِيقُ بِهِ، أَيْضًا، كَمَا رَآنِي؟!
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
نشيد خيالي ومرثية قديمة.. تأويلات مدهشة لحياة أخرى
نوبل، الغرب، ونحن ..
أرفض أن أبيع تاريخ أمي وأحذر من تقديم سيرتها في عمل فني
زكي فطين عبد الوهاب ابن الفنانة الراحلة ليلى مراد ل «العلم»:
حوار مع الشاعر الألماني كريستوف لايستن : الشعر كالسفر لا نعرف إلى أين يأخذنا الاتجاه
بروفايل
ثريا إقبال.. الشاعرة المتصوفة على خطى ابن عربي
أبلغ عن إشهار غير لائق