باسمك يُدان الزمان.. ويجثو على رُكبتيه المكان، وتُنصب للساعات المقصلة . باسمك يجري الماء ضد التيّار.. وتشرق الشمس غربا، وباسمك تسير الغيمات مُشبعة بروح المطر.. يا فريد كل زمان،أنت يا قمر! يا عطاء كل الأمم، أنت يا بشر ! ! دعني أصنع لك اسما من بقايا النجوم، وأرسم لك وجها من ثنايا الهموم . مُرني أفرش لك الأرض بساطا سرمديا ، يضاهي مُنتهى العارفين .. مُرني أزين لك السماء غطاء قرمزيا، يُؤثث ليل العاشقين .. مُرني – وأمرك مطاع – أُنبتُ لك الأقحوان في صحراءنا المُجذبة ! وأُجري على يديك الجداول، وأحيي لك عيون الماء .. يا اسما بلا مسمى .. ويا شغفا يأسرني ، ويحيط بي من كل الجهات .. ويا قدرا يخُطّ صفحاتي بحبر من دم لا ينمحي .. ويؤجل مراسيم جنازتي، ويغير عُنواني كل حين ، كيلا أُوثِّق شهادة مماتي ! ! أ كلما جَنّ الليل ،جُن عاشقي ، وأغدق علي من كل حبٍّ، وأمدّ في عُمر الحكاية ، لتحوي كل الوقائع وكل الأزمنة،وكل الأمكنة . فيا أملا صرت أخشاه ويغشاني قسرا ، ويُطيحُ بكل كبريائي.. في سبيلك أصبو كل حين إلى التجرد من ذاتي ، وألقي بكل أفكاري أرضا، لأسحقها بكعب حذائي .. لعل الصَّبابة تتفتق من ثقوب الذات ، وتسري عبر الحروف الموات، لتعيد إلى القول الحياة .. ولعل الخافق يهفو ساعة إلى ماضي العهود .. ويرسم للذكرى مسارا جديدا ، يجتاز المدى ويتنكر للحدود، ولعل ذات الأمل المُخيف، ينفُخُ فينا روحا بهية ، تقهرُ الخوف ذاته، وتمرِرَ إلينا دروسا في الصمود . أو لعل الصمود ذاته ،ينتصبُ فينا حلولا، و يتقمصنا النّزقُ الآتي من سالف العهود .. ليمضي بنا سعيا كما لم يمضي من قبل ، ويسحبَ الأفق إلى أحضاننا ، ويجعل للنجوم موعدا في عيوننا ! ! حين يرتَدُّ الوجع عن ساحاتنا، وتُزهر الأعراسُ في دمنا ، لنزُفَّك عريسا بلا مسمى ، إلى عروس بلا مسمى .. وتتهاوى الأحلام بين راحتيك كما الفراشات ، وتنثر في وجوهنا ورودا يملأُ أريجها الأبدي الفضاء ، وتجعل لنا هامة تسامق السماء .