حمضي يكشف "للعلم" خطورة فيروس "ماربورغ" الفتاك والطرق والوسائل الممكنة للحد من انتشاره بعد أقل من شهرين من انتهاء تفشي فيروس إيبولا في غينيا، وموازاة مع تفاقم الوضع الوبائي بسبب فيروس كورونا، وظهور متحور دلتا سريع الانتشار، يتم الإعلان عن فيروس "ماربورغ" الأسرع انتشارا والأشد فتكا، وذلك بعد اكتشاف أول حالة تمت إصابتها بالفيروس غرب إفريقيا.
وحتى يتعرف الناس ما هو فيروس ماربورغ بالضبط؟ وكيف ينتقل؟ وما هي أعراضه؟ وطريقة الحد من انتشاره؟ يوضح الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، من خلال تصريح ل"العلم"، بأن "فيروس ماربورغ من الفيروسات الخطيرة، شأنه شأن إيبولا، أما نسبة الوفاة به تبقى كبيرة جداً، أي بنسبة 88 في المائة، لكن إذا ما تم إسعاف الشخص المصاب بشكل مستعجل في مراحل مبكرة، تتقلص نسبة وفاته إلى 30 في المائة".
وأردف المتحدث: "عندما نقول العلاج، فنحن لا نقصد أن هناك علاجا متوفرا لهذا الفيروس يجب تناوله، لكن المقصود هو أن يتم اتخاذ إجراءات إسعافية، على اعتبار، أنه لا يوجد علاج يقضي على أي نوع من أنواع الفيروسات، لكن هناك أدوية هي في طريق التجريب مضادة للفيروسات وغيرها..."
وتتمثل هذه الإسعافات التي بإمكانها الحد من خطر الإصابة بمضاعفات هذا الفيروس، دائما حسب المتحدث، في: "إعطاء جسم الإنسان المصاب الكثير من السوائل، وذلك بعد أن تظهر عليه أعراض تشبه إلى حد كبير أعراض الكوليرا، مثل: الإسهال والقيئ الحاد والحمى و حمى يصاحبها نزيف، عندها يجب أن يُسعف المصاب ويشرب الكثير من السوائل كي يستعيد عافيته".
كما استطرد القول، "إذا ما تم مد الشخص المصاب بسوائل، تكون نسبة وفاته بين 30 و40 في المائة، وإن لم تصل السوائل إلى جسده بسرعة تصل نسبة وفاته إلى 88 في المائة".
وعن اللقاحات التي يمكن اعتمادها ضد هذا الفيروس، أشار الباحث في السياسات والنظم الصحية، إلى أن "اللقاح المستخدم ضد إيبولا، من المحتمل أن يحتوي فعالية بسيطة ضد فيروس ماربورغ، بما أنه ينتمي لذات العائلة أو الفصيلة، وهو ما ذكره بعض الخبراء، لكن دون تأكيد للمعلومة".
وقد أضاف المتحدث، "المؤكد حاليا، هو أنه لا يوجد دواء أو تلقيح للوقاية من هذا الفيروس الجديد الذي ظهر أول مرة في أوروبا، وبالتحديد في ألمانيا، وذلك نتيجة أخذهم لحيوانات (قردة) مصابة بفيروسات من أفريقيا قصد إجراء بعض التجارب عليها، مضيفا أن هذا الفيروس ينتقل من الخفافيش إلى الإنسان، ومنه تنتقل العدوى بين الناس عن طريق جرح ينزف دما، أواللعاب، أوالسوائل عامة التي يفرزها جسم الإنسان، بمعنى أن حتى لمس أغراض شخص مصاب يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالفيروس".
وعن التدابير التي يمكن الالتزام بها من أجل الحد من انتشار فيروس ماربورغ، يوصي الدكتور حمضي بتطويق المناطق التي يتم فيها تسجيل حالات إصابات مؤكدة، وذلك بمنع الدخول إليها والخروج منها، كما يجب أن يحتاط زوار المغارات من التقاط أي نوع من أنواع الفيروسات، وعليهم بارتداء الكمامات والقفازات الواقية، لأن أغلب المغارات يسكنها خفافيش حاضنة بشكل طبيعي للفيروسات، حيث ينقلونها للبشر دون أن يتأثروا هم بخطورتها، أيضا يجب استبعاد الحيوانات الأليفة من المناطق التي ينتشر فيها الفيروس، لأنه من الممكن أن تكون هي الأخرى حاضنة ثانوية للفيروسات، وقد أثبتت الدراسات أن هذا الفيروس يتكاثر في جسم الخنزير، لذلك حثت منظمة الصحة العالمية من باب الاحتياط، ضرورة إبعاد الحيوانات الأليفة للتقليل من احتمالية نقل العدوى للإنسان.