عرض فيلم "كوميديا إلهية- 98 دقيقة " للمخرج الإيراني علي أصغري بكتارا في إطار المسابقة الدولية لمهرجان الدوحة السينمائي، وهو كوميديا درامية ساخرة تُقدَّم ك "أخت فنية" لفيلمه السابق "الآيات الأرضية". يتبع الفيلم مخرجا إيرانيا يُدعى بهرام أرك (يلعب دورًا خياليًا مستوحى من نفسه الحقيقية)، ومنتجته صدف أصغري (التي تلعب أيضا نسخة خيالية من نفسها)، في محاولتهما لعرض فيلمهم الذي هو تكييف حر ل"الكوميديا الإلهية" لدانتي. ومع ذلك، ترفض وزارة الثقافة الإيرانية الإذن إلا بشرط رقابة شديدة وإعادة تصوير أجزاء كبيرة من العمل.
يتبع الثنائي خيوطًا غريبة تؤدي إلى لقاءات غير متوقعة، مثل الحصول على كوكايين من طائرة بدون طيار، أو مواجهة رجل يدَّعي أنه نبي، في سعيهما لإنجاز المهمة.
يبدأ الفيلم بموقف صوتي-بصري يذكِّر بكوميديا رومانسية، مصحوبًا بموسيقى جاز خفيفة الإيقاع تضفي طابعًا خفيفًا ومتمردًا. يقود الثنائي دراجة نارية وردية اللون في مشهد يشبه "عطلة في روما"، حيث يضع بهرام يده على كتفي صدف، وكأنها تقود أعمي إلى عالم مجهول.
يعتمد أصغري كثيرًا على هذا الموقف ليُشِير إلى أن "كل شيء سيكون بخير"، مما قد يُثير إحباط المتفرج في النهاية. يتكون الفيلم من سلسلة من المقاطع (أكثر ترابطًا من فيلم "الآيات الأرضية" السابق)، مصوَّرة كمشاهد طويلة ثابتة من منظور واحد. يُصوَّر الجانب البيروقراطي بشكل غير مباشر، مثل تركيز الكاميرا على وجه بهرام أثناء استجوابه الغريب، حيث يُقال له: "السينما خيال، ليست واقعًا". الرحلة هي الوجهة الرئيسية في الفيلم، لكنه يشعر كتمرين سابق، يقدِّم فكاهة ساخرة مع إمكانية لنسخة أكثر حدَّة لم تظهر بالكامل.
يغوص الفيلم في التناقضات الجوهرية داخل الأنظمة القمعية، مع التركيز على عالم صناعة السينما الإيرانية والرقابة عليها. يستكشف العبث المدفون في عملية الرقابة، مع إضافة طبقات ساخرة من خلال مشاركة شركاء سابقين في "الآيات الأرضية"، مما يعزز النقد للقيود الثقافية.
يعتمد أصغري أسلوبًا كوميديا ساخرا من الواقع، يمزج بين السخرية والفكاهة، مع مشاهد طويلة ثابتة من منظورات محددة، وبنية مقاطعية، ومواقف متكررة مثل الموسيقى الجازية والمشاهد على الدراجة لنقل الخفة والتمرد.
الفيلم كان قد شارك في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي (الدورة ال 82، 2025)، حيث عُرض لأول مرة عالميًا في قسم "أوريزونتي" (Orizzonti)، الذي يركز على الأعمال الجريئة والمبتكرة. وهو إنتاج مشترك بين إيران، إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، وتركيا. كُتب السيناريو بالتعاون مع علي رضا خطامي، بهرام أرك، وبَهْمان أرك. وشارك فيه كل من الممثلين بهرام أرك، صدف أصغري، حسين سليماني، محمد شورى، أمير رضا رنجباران، فائزة رض.
رغم أن الفيلم لم يحصل على أي جائزة في مهرجان فينيسيا، إلا أنه حصل على إشادة نقدية لجرأته، مع تعليقات تُشِيدُ بسخريته من "الكوميديا" في نظام الرقابة الإيراني. الشركة الفرنسية Goodfellas اشترت حقوق التوزيع العالمي قبل العرض، مما يضمن وصوله إلى دور السينما الدولية.
كما سيكون حاضرا في مهرجان مراكش الدولي للفيلم (28 نوفمبر - 6 ديسمبر 2025) ضمن قسم "عروض عالمية"، مع مخرجين مثل جعفر بناهي وجيم جارموش.