في لحظة لا تتكرر كثيرًا في عمر الأندية، تنبثق من أعماق الجماهير رغبة صادقة في العودة إلى الجذور. في مدينة بني ملال، لا يُمكن المرور مرور الكرام على ما يعيشه أنصار رجاء بني ملال من احتقان، من غليان، ومن رغبة جارفة في التغيير، لكن التغيير هذه المرة ليس مجرد استبدال أسماء، بل هو عودة إلى الأصل، إلى القيم، إلى رجل واحد تراه الجماهير تجسيدًا حيًا لانتماء المدينة لفريقها.. حسن فاضل. ليست هذه أول مرة تطالب فيها جماهير بني ملال بحضور فاضل، لكنها ربما المرة الأشد صدقًا وتأثيرًا، لأن السياق مختلف. الفريق خرج للتو من موسم خيب فيه الآمال، فشل في الصعود، ضيّع فرصًا كانت متاحة، وأصاب الجماهير بخيبة لم تعد قابلة للتحمّل. من هنا، لم يعد الحديث عن فاضل مجرد أمنية، بل أصبح نداءً، صوتًا عاليًا يصعد من الأزقة والمقاهي والملاعب الشعبية، ويقول بلغة صريحة: نريد مدربًا منّا، نريد من يفهم ما معنى أن تخسر مباراة في "عين أسردون" وتخرج مكسور الخاطر. حسن فاضل ليس مدربًا تقليديًا، هو رجل يحمل في صوته وفي ملامحه وفي تاريخه صورة مدينة بأكملها. قد لا يكون مدربًا مرّ من فرق كبيرة، وقد لا يحمل في خزانته ألقابًا تُلمّع صورته، لكنه يملك ما هو أعمق: الاحترام، النزاهة، الصدق، وذاكرة الانتماء التي باتت نادرة في كرة القدم الحديثة. إنه ابن الفريق، ورفيق المدرجات، والمدرب الذي لا يحتاج إلى مترجم ليفهم مزاج الجمهور، ولا إلى دراسات لتقدير ما يعنيه اللعب على ملعب المركب الشرفي أمام جمهور جريح لكنه وفي.