حزب الشاي» هو أكثر الحركات السياسية تأثيرا في الحياة السياسية الأميركية حاليا. لكن ما الذي يدعو إليه حقيقة؟ وكيف سيؤثر في المجتمع والحياة السياسية الأميركية؟ يتحدث زعماء «حزب الشاي» أنفسهم عن إعادة أميركا إلى الرؤية التي أوجدها الآباء المؤسسون، لكن ذلك لا يكشف الكثير. فكل الحركات السياسية تقريبا تزعم أنها تعمل في هدي تراث الآباء المؤسسين. ولكننا يمكن أن نعرف أكثر عن هذا الحزب من خلال النظر إلى أبطاله. خلال مسيرات وتجمعات «حزب الشاي»، تظهر اللافتات وعبارات المديح التي تكال لأهم هؤلاء الأشخاص. ومن بينهم توماس جيفرسون، وسارة بالين، وغلين بيك. لكن هناك شخصا آخر يظهر بقوة خلال تلك المسيرات في الآونة الأخيرة، وينافس اسمه هؤلاء وهو، آين راند، الكاتبة الأميركية الراحلة (1905 1982)، التي تبدو كتاباتها المرجع الفكري للحزب، وهو ما يجب أن يحترس منه كل الأميركيين، لأن ذلك يظهر تناقضا خطيرا داخل الحزب. ف«حزب الشاي»، الذي يناهض النخب، ويعتنق فكرا مشابها للفكر البلشفي، الذي يقول إن: االطباخ إذا تلقى تعليما جيدا يمكنه حكم المجتمعب، يمتدح التوجه الرأسمالي المحض، الذي تتبناه آين راند. وهو يتجاهل وجهات نظرها النخبوية، التي تعادي في صميمها المثل الأميركية، وتناقض قضية «حزب الشاي» بعمق. وتظهر القراءة المتعمقة لرواياتها ومقالاتها أن دعوتها إلى حماية الحرية الفردية وحرية التصرف، تنصرف فقط إلى فائدة النخب والصفوة. وأنها تتجاهل في تلك الروايات العمال، الذين تصفهم بأنهم كائنات بدائية ومتوحشون. ومن بين جميع المؤلفين الأميركيين في القرنين الماضيين، لم يحدث أن أشاد أي منهم بالنخب بالطريقة التي تظهرها راند، التي تظهر في الوقت نفسه احتقارا كبيرا إزاء الناس البسطاء. فلاديمير شلابنتوخ