سفير إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة أمام الجمعية العمومية (فيديو)    القطاع السياحي يسجل رقما قياسيا بالمغرب    مزور تستقطب شركة عالمية رائدة للمغرب    اضطرابات في حركة سير القطارات ما بين 12 و26 ماي نتيجة أشغال تأهيل منشآت التشوير بين الدار البيضاء والقنيطرة    هكذا ساهمت دبلوماسية روسيا والصين في مقاومة "طالبان" للضغوط الغربية    143 دولة تدعم عضوية فلسطين بالأمم    حماس: إسرائيل تعيد الأمور للمربّع الأول    تصفيات كأس العالم لكرة القدم النسوية لأقل من 17 سنة .. المنتخب المغربي يفوز على نظيره الجزائري    "الطاس" ترفض الطلب الاستعجالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم    منتخب "لبؤات الأطلس" يكتسح الجزائريات    رسميا.. مبابي يعلن الرحيل عن سان جرمان    خبراء يناقشون حكامة منظومات التربية    اعتراض 133 مرشحا للهجرة في طانطان    اللعبي: القضية الفلسطينية وراء تشكل وعيي الإنساني.. ولم أكن يوما ضحية    لحجمري ينصب 3 أعضاء جدد في الأكاديمية    المغرب يسجل 26 إصابة جديدة ب"كورونا"    بعد إحداثها لطفرة في إصدارات الAI وطنيا.. الأمانة العامة للحكومة تُناقش آخر إصدارات الدكتورة رومات حول الذكاء الإصطناعي    تفاصيل قاعدة عسكرية مغربية جديدة لإيواء الدرونات والصواريخ    سماء المملكة غائمة وطقس حار بهذه المناطق!    بالصور.. اعتقال خمسة أشخاص بتهمة تنظيم الهجرة غير الشرعية والعثور على زوارق وسيارات وأموال    مدرب الجيش مطلوب في جنوب إفريقيا    صدمة جمهور الرجاء قبل مواجهة حسنية أكادير    جديد موسم الحج.. تاكسيات طائرة لنقل الحجاج من المطارات إلى الفنادق    الشركات الفرنسية تضع يدها على كهرباء المغرب    دكار توضح حقيقة وجود مهاجرين سنغاليين عالقين بالصحراء المغربية    الشبيبة التجمعية بطنجة تلامس منجزات وتحديات الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة    بهدف تأهيله لاستقبال 4.4 ملايين مسافر .. هذه تفاصيل مشروع توسيع مطار طنجة    "طاس" ترفض الطلب الاستعجالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم    هل تحتاج الجزائر إلى المغرب لتطوير اقتصادها؟    المغرب..بلد عريق لا يبالي بالاستفزازات الرخيصة    الدراسة الطبوغرافية لأنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا تترجم فلسفة إفريقيا للأفارقة    قرار أمريكي يستهدف صادرات المغرب    توقع تسجيل هبات رياح قوية نوعا ما فوق منطقة طنجة    الأمثال العامية بتطوان... (595)    ثنائية الكعبي تقود أولمبياكوس إلى نهائي "كونفرنس ليغ"    المغرب يعلن حزمة جديدة من مشاريع الترميم والإعمار في المدينة المقدسة    امرأة مسنة تضع حدا لحياتها شنقا بالجديدة    بعد أن أفرغت الحكومة 55 اجتماعا تنسيقيا ومحضر الاتفاق الموقع بين الوزارة والنقابات من محتواها    شفشاون على موعد مع النسخة الثانية من المهرجان الدولي لفن الطبخ المتوسطي    بتعليمات ملكية.. تنظيم حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية لحج موسم 1445 ه    نقابة "البيجيدي": آن الأوان لإيقاف التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط    غوتيريش يحذر من أن هجوما بريا إسرائيليا على رفح سيؤدي إلى "كارثة إنسانية"        تأشيرة الخليج الموحدة تدخل حيز التنفيذ مطلع 2025    نقابة تنبه لوجود شبهات فساد بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولات الجمعة على وقع الارتفاع    إحداث منصة رقمية لتلقي طلبات الحصول على "بطاقة شخص في وضعية إعاقة"    أخصائية التغذية ل"رسالة24″… أسباب عديدة يمكن أن تؤدي لتسمم الغذائي    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    خبير في النظم الصحية يحسم الجدل حول لقاح أسترازينيكا    الحسين حنين رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام: يتعهد بالدفاع عن المهنيين وتعزيز الإنتاج الوطني    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    الدمليج يقدم "بوريوس" في المهرجان الوطني الرابع لهواة المسرح بمراكش    سابقة بالمغرب .. حكم قضائي يلزم الدولة بتعويض متضررة من لقاح كورونا    النادي الثقافي ينظم ورشة في الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية/ عرباوة    ندوة دولية حول السيرة النبوية برحاب كلية الآداب ببنمسيك    أصالة نصري تنفي الشائعات    سبع دول من ضمنها المغرب تنخرط في مبادرة "طريق مكة" خدمة لضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مكتبتك صورتك الشخصية
لقاء مع ألبرتو مانغويل*
نشر في العلم يوم 04 - 02 - 2011

كيف يمكننا أن نفسّر هذه البديهية للذين يشكّكون فيها أو يجهلونها : القراءة متعة ؟
- لا ينتمي القارىء لأيّ موطن . كانت ل» سنيك « ( فيلسوف روماني من القرن الأول للميلاد ) عادة أن يُخصّص خزانة كتبه لزائريه بالقول إنّ كلّ واحد يملك الحق في اختيار أسلافه من بين : هوميروس ، سوفوكلس ، أفلاطون أو أيّ كاتب آخر : الموطن الحقيقي للقارىء هو بالفعل مواطن الكتّاب الذين يقرأ كتبهم . بالنسبة لي ، أنا المولود في الأرجنتين ، لم يكن بروست و ستيفنسون ( كاتب اسكتلندي 1850 1894 ) غريبين عنّي . كانا جزءا من عائلتي . هما جذوري و رفيقاي . القراءة هي الوسيلة المثلى للوصول إلى الآخر حيث في الإمكان أن نكون سعداء . في الواقع ، نقضي وقتنا في الاعتقاد أنّ المعيش و السياسة و الاقتصاد والدّين هي حقائق تحدّدنا . لكن هذه خديعة ! الحقيقة الواقعية الوحيدة التي في المستطاع لمس جذورها هي الحقيقة التي نكتشفها في الكتب . من خلال القراءة ، نرسو على ضفاف الآخر autre ، بمعنى ضفاف موطن ما زلنا بعدُ لا نعرفه ، و مع ذلك ، لا نعمل ، في الواقع ، باكتشافنا لهذا الموطن ، سوى العودة إلى مكان نعلمُه ، لكنّنا لم نذهب إليه أبدا . إعادة اكتشاف ما لم نكن نعرفه هو صلب متعة القراءة . أضيف ُ ، لمّا نقرأ ، نكون وحيدين غير أنّ العالم بأسره يلج الصّفحة و يمكننا عندئذ أن نتقاسم ما قرأناه .
كيف رأت النور « مفكرة قارىء « المدهشة حيث تعيدون قراءة اثني عشر مؤلفا أدبيا كلاسيكيا على امتداد عام كامل و بمقتضى كتاب في الشهر ؟
- كنتُ أريد أن أوضّح ما الذي يجري لمّا نقرأ . إنّها طريقة ، إن شئنا ، تمكنني من أن أفتح ذهني ، أن أحدث فيه نافذة صغيرة ، أن أبيّن أنّ لحظة القراءة ليست لحظة مقفلة و مغلقة ، بل على العكس ، لحظة مفتوحة على العالم دائما .
ماذا تريد أن تقول ؟ ما الذي يجري لمّا نقرأ ؟
- كلّ نص يُقرأ يُفسّر أوّلا بأوّل . نحن نفسّره انطلاقا ممّا يجري حولنا و في العالم : زيارة صديق ، خبر مذاع في نشرة الأخبار ، سؤال طفل ، تواجد حيوان من حولنا ، تغيّر في حال الجُنينة ، كلّ هذا يتسرّب إلى العمل الذي نقرأه و يلعب دورا حاسما . هذا الأمر يوضّح إلى أيّة درجة القراءة ، هذا الفعل المنفرد ، هي في الآن نفسه النشاط التفاعلي الوحيد حقا . اليوم ، ندّعي أنّ الحواسيب تقترح هذه التفاعلية ، لكن هذا غير صحيح ! حين تستخدم الحاسوب ، لا يمكنك أن تتواصل إلاّ تبعا لما هو مبرمج ، و لمّا تفعلْ ذلك ، عليك أن تتتبّع الأوامر المعطاة . القراءة ، بخلاف ذلك ، حرّة تماما . هناك في فعل القراءة فوضى مطلقة و مُنقذة . هذا ما أحاول تبيانه في هذه المفكرة التي تشمل سنة 2003 2002 حيث انتقيتُ ، بالاعتماد على الصّدفة ، كتابا يقودني كلّ شهر .
ماذا تفيد هذه « الفوضى « التي تطالبون بها للقراءة ؟
- لنكنْ صُرحاء : ليس هناك إلا الحمقى و أساتذة الأدب الذين يقرأون في انتظام ، يقرأون وفق الترتيب الكرونولوجي أو وفق الانتماء القومي أو كلّ أعمال كاتب ما في نفس الآن ، مانعين على أنفسهم الانتقال إلى كتاب آخر ما لم ينهوا هذا الأخير . لكنّ القارىء الحقيقي فوضوي بطبعه ، يسمح بأن يُغويه عنوان ، يُغريه غلاف ، ينتقل من نص إلى آخر ، ليس له أيّ التزام ، حتى التزام أن يُتمم الكتاب الذي يباشر قراءته . دانييل بيناك * حدّد بإحكام ، في كتاب صغير جميل Comme un roman حقوق القارىء العشرة غير القابلة للتقادم . لن أعود إذن إلى هذه النقطة إلاّ لأقول بأنّ هذه الانتقائية تمنح حرية بلا حدود . القراءة ، إنّها تمرين الحرية المطلقة .
غير أنكم تكتبون إنّ القراءة تنطوي على بعض الالتزامات حتى تكون المتعة تامّة . ما هي هذه الالتزامات ؟
- هذه الالتزامات موجودة بالفعل . إنّها تؤشر على مفارقة القراءة و هي مفارقة تمنع القارىء من أن يتماهى مع الفوضويّ المُطلق . يبدو لي أساسيا ، في البدء ، ترك العمل ينفتح على العالم حين نكون بصدد قراءته .
ماذا يعني هذا الأمر بشكل ملموس ؟
- كلّ قراءة لها قيمة لأنّنا أحياء و لأنّنا لا ننسى العالم من حولنا . على سبيل المثال ، في شهر ديسمبر 2001 كنتُ في خضمّ قراءة شاتوبريان ( كاتب فرنسي 1768 1848 ) لمّا هاتفتني ابنتي التي تعيش في أوتاوا لتخبرني بما حدث في نيويورك . كنّا في الحادي عشر من ديسمبر . أنا لا أملك تلفازا . ابنتي كانت باكية . انغمستُ ثانية في قراءة شاتوبريان . أ تعلمون ماذا اكتشفتُ ؟ اكتشفتُ أنّ شاتوبريان يحادثني . في الواقع ، هذا ما يفعله حين يشرح في « مذكّرات من وراء القبر ّ لماذا لم يرغب في الانضمام إلى الثورة الفرنسية حين رأى رأسا مغروزة فوق رمح مُدمّى : « أبدا ، يكتبُ ، لم يكن القتل في ناظري موضوع إعجاب ، برهان حريّة ، لا أعرف من هو أكثر دناءة ، أكثر حقارة ، أكثر بلادة من إرهابي « . شاتوبريان رجل القرن الثامن عشر يتكلّم إذن إلى كلّ إنسان من القرن الواحد والعشرين . إنّه يعبّر عن حكم حول ما نستشعره ، في لحظة شعورنا به . كيف ؟ بفضل نعمة القراءة . في هذه الصّفحات ، يعرّف شاتوبريان ، لأوّل مرّة في التاريخ ، كلمة « إرهابي « . بالطبع ، المعنى مختلف قليلا لأنّه استُخدم استنادا إلى هول الثورة الفرنسية ، لكنه لا يبتعد كثيرا عن المعنى الذي يُعطيه له اليوم مسؤولو القاعدة .
- هل ثمّة قواعد للقراءة الجيّدة ؟
- لا أحبّذ تقديم قواعد . ليست هناك بالأحرى قواعد . لا تُوجد طريقة جيّدة أو طريقة رديئة في القراءة . لكن ، من الأفضل بالفعل قبول الانفتاح على العالم و قد قدّمتُ مثالا بشاتوبريان و الحادي عشر من ديسمبر . يُمكننا مضاعفة هذه الأمثلة . فيما يخصّني و هذا موضوع جدّ شخصي و إن كنت أعتقد أنّي أقتسمه مع قرّاء عديدين أنتظر من القراءة أن تجعلني أنفتح على تجارب أخرى عدا تجربة القراءة .
قد يبدو هذا تفصيلا ، لكنّه يستحوذ على العديد من القرّاء : كيف ترتب الكتب التي تملكها ؟
- في مكتبة بالطبع ! عشت زمنا طويلا دون أن أمتلك واحدة . كتبي مكدّسة في علب كرتونية مهيّأة لفساد الزمن ؛ بل حتى مع وجود مكتبة ، فإنّ القارىء هو الذي له الاعتبار أكثر من الكتاب . أريد أن أقول من خلال هذا ، إذا ما كلّ واحد رتّب الكتب كما يرغب ، يبدو لي من الضروري أن يترك ذوقه يعبّر عن نفسه بدلا من أيّ نظام خارجي . ثمّة علاقة غريبة تنشأ ، مثلا ، بين كتب موضوعة على نفس الرفّ أو التي تتراكم عند قدم سرير : ننتقل من كتاب إلى آخر دون أن نهتم كثيرا بمعرفة السّبب ، غير أنّنا نعثر دائما تقريبا على مرايا تعكس صفحة هذا الكتاب في صفحة كتاب آخر . القارىء يملك سلطة إعادة تشكيل كتاب ما ، بمعنى أن يُقرّر شكله . و لأجل هذا ، لا يجب مطلقا الثقة بناشر : عندما يُقال لنا بأنّ هذه الرواية بوليسية أو هذا كتاب للأطفال ، يلزم دائما أن نرتاب و أن نقرّر بأنفسنا انتماءه لهذا النوع أو ذاك . على سبيل المثال ، واحد من الكتب التي أتحدّث عنها في هذه المفكّرة « الرّيح في الصّفصاف ّ ل « كنيث غراهام ( روائي بريطاني 1859 1932 ) كان يُعتبر كتاب أطفال ، يحكي قصة صداقة بين خلد و جرذ و ضفدع ، و قد حصل أنّي أعدتُ قراءة هذا الكتاب في الوقت الذي ملأتُ فيه رأسي بفكرة البحث عن منزل . كنتُ قد غادرت كندا قائلا مع نفسي إنّه حان الوقت للعثور على منزل ، و من الأفضل أن يكون في فرنسا ، حيث يمكنني أن أقيم المكتبة الضخمة التي كنتُ أحلمُ بها دائما . و أنا أبحث بكلّ اليأس الذي يعرفه من لا يعثر على ما يبتغي ، من يتردّد ، من يتخلّى ، أو من يجهل ما سيحدث ، كنتُ أعيدُ قراءة « الرّيح في الصّفصاف « . انتبهتُ إلى أنّ الأمر لا يتعلّق بكتاب أطفال أبدا ، بل برواية تدور حول فكرة « المسكن الخاص « ، حول البحث عن مكان يمكن تسميته أخيرا « بيتي و سُكناي « و حكاية الحيوان هذه استجابتْ باستمرار لتساؤلاتي و ليأسي طوال هذا الشهر من البحث .
اخترتم بيت كاهن في « بواتيي « حيث خزانات الكتب تحتل غرفا عديدة و الجدران ، تبدو ، أنّها ارتفعت من حول الكتب ...
- بالفعل ، برؤيتي لبيت الكاهن ، تخيّلتُ ما ستكون عليه هذه المكتبة ؛ بمعنى ما سيجعل من قراءاتي قراءات حيّة . هذه الأخيرة تشبه مكتبة مدرستي الثانوية لمّا كنتُ صبيّا في « بوينوس إيريس « : كلّها من خشب مع إضاءات خافتة حيث نستشعر صمتا مُلبّدا . لا أحبّ المكتبات المضاءة ، لأنّه يبدو لي مهمّا أن لا نرى كلّ شيء ، أن لا نتمكّن من أن نقبّل بالعين كلّ الكتب التي تمّ إسكانها فوق الرّفوف . أريد أن يكون في مستطاعي التركيزعلى الصّفحة التي اخترتها . و بالطبع ، مكتبي يوجد داخل هذه المكتبة : فيها أشتغل ، فيها أقرأ و أحيانا أحبس نفسي فيها ليلا ؛ لأنّه في الليل ، هناك بيئة جدّ خصوصية في المكتبات . لمّا يكون الوقت نهارا ، أنت هوالشخص الأهم ؛ أنت القارىء ، تدخل إلى القاعة و تختار الكتاب الذي تريد . في الليل ، يحدث العكس : الكتب هي التي تكلّمك و يطلب هذا الكتاب أو ذاك أن يتمّّ إخراجه من الرفّ ؛ إنّها هي التي تختارك و تصطفيك .
ماذا تريد أن تقول ؟
- إنّها تجربة مماثلة للتي يمكن أن تقوم بها حين تجد نفسك في حجرة بها أناس عديدون ، تحسّ نفسك على الفور منجذبا لشخص ، لشخص واحد : لأجل لا شيء ، لنظرة ، لطريقة في اللباس أو في الابتسام . يمضي الأمر نفسه مع الكتب . و كما أنّ القارىء ليس له أيّ موجب كي يكون ذا زواج أحادي monogame ، يمكن أن أنتقل من كتاب إلى آخر بكلّ سهولة . لكنّها ليست إرادتي التي تتدخّل : إنّها الكتب التي تعرض نفسها عليّ .
المكتبة ، أ هي شبيهة بمتاهة ؟
- إنّها فكرة رائعة ، لكن فيما يخصّني ، لا أقبلها . أملك أكثر من ثلاثين ألف كتاب . إنّه من الصّعب أن تهتدي ضمنها بدون قدر من المنطق ؛ منطق قد لا يوافق ، لاشكّ ، قرّاء آخرين . إنّني أرتب كتبي حسب اللغات : هناك قسم فرنسي ، قسم إنجليزي ، قسم ألماني ، قسم إيطالي ، قسم روسي ، قسم إسباني ... و ضمن هذه الأقسام ، ترتيب أبجدي للكتّاب دون مراعاة للنّوع . لكن عندي بعض الأقسام الموضوعاتية حول القرون الوسطى ، حول الجسد ، حول أسطورة فاوست ، حول الأدب البوليسي ... إنّها ، أي الكتب ، تتحرّك كثيرا من رفّ إلى آخر ، أحيانا أجد نفسي بينها ضائعا . المكتبة هي إذن متاهة بالنسبة للزائر ، لكن لا يجب أن تكون كذلك بالنسبة إليك . المكتبة هي انعكاس لطريقة تفكيرك ؛ إنّها صورتك الشخصيّة . يمكنني أن أروي لك حياتي من خلال مكتبتي و يحدث لي مرارا أن أتصوّر أنّي أحبّ زيارة شخص لا أعرفه و أن أخمّن حياته فقط برؤيتي و قراءتي للكتب الموضوعة على رفوف خزانته . حتى من بين الكتب التي نحتفظ بها و ليس لنا شغف كبير بها ، يمكننا أن نعثر على مادة لصورة شخصية ؛ لا نرسم صورة لأحد فقط بالاحتفاظ بما اختاره من كتب ، ما نُهملهُ أو ما ليس في الإمكان اقتناؤه يرسمُ كذلك صورتنا الشخصية .
هل الهوامش الموضوعة في الكتب تلعب دورا في الإحاطة بشخصية القارىء ؟
- الهوامش هي حيّز المُحادثة مع الكتاب . إنّه من خلال الهوامش ، نشرع في محاورة الكتاب . حتى ، و إن كنّا لاحقا ، غير قادرين على أن نعيد قراءة أو نتذكّرما كتبناه ، في الماضي ، في هذه الهوامش ، يبقى إلى الأبد أثر هذه المحادثة ، هذه المحاورة الصّامتة مع الكتاب المقروء . بالنسبة لي ، يبقى مؤثرا للغاية أن أجد في كتب الآخرين تعليقات قارىء ما . الهوامش تسمح بالتمثيل المادي لهذه العبارة الرائعة التي هي : « التحاور مع الكلمات « . لا نتحاور فقط مع الكاتب ، و لكن أيضا مع كلّ القرّاء الذين تناولوا هذا الكتاب بين أيديهم . هكذا ، لمّا أفتحْ نسختي من « كيم « ل « روديار كيبلنغ ( كاتب بريطاني 1865 1936 ) لا أسمع فقط صوت كيبلنغ ، بل أيضا أصوات « جيد «،» بورخيس « و « غراهام غرين « .
كيف لكم أن تُفسّروا أنّ كتابا ما يمسّنا و يؤثر فينا ؟
- كيف يمكن أن نفسّر أنّ أيّ شيء في هذا العالم يؤثر فينا ؟ لماذا منظر ما أو شخص ما يحرّك شعورنا ؟ أجاب بورخيس عن هذا السؤال بالقول إنّ ما يمسّنا هو قرب حدوث كشف لا يقع . أحبّ كثيرا هذا التعريف . و أنا أقرأ في كتاب ، لديّ دائما إحساس أنّ شيئا ما سيُقال ، شيئا لا يمكن أن تترجمه الكلمات التي وظفها الكاتب ( مهما كان عبقريا ) . هذا ما يضع القارىء في كمائن ، في هذه الحالة من التوتر جدّ المثير . ما قيل في الكتاب يشرحه و يفسّره الكتاب نفسه و يمكن أن يفلت منّا و يفوتنا . و إذا ما أمسكنا به ، فدائما من خلال الكلمات الموظفة من قبل الكاتب و المقروءة من لدن القارىء . هذا هو التفسير الوحيد المقبول الذي يمكن أن نعطيه لهذه اللحظة السحرية و العجيبة حيث بُقع الحبر على الصّفحة تُحوّلّنا فجأة ، تجعل منّا شخصا لا يعرف كيف سيصير .
لماذا إعادة قراءة كتاب بدلا من اكتشاف آخر جديد ؟
- قراءة جديدة هي مثل لقاء جديد : يجب القيام بمراسيم التعارف . هذا يفترض استيضاحا و تمرّنا على الآخر ( بالنظر إلى الكتاب ) . في المقابل ، لمّا يكون التعارف قد تمّ ، لحظة الدهشة قد انصرمت ، يمكننا الذهاب بعيدا جدّا . اكتشاف كتاب جديد هو أمر أخاذ ، لكن قراءة كتاب نعرفه و إذن أحببناه هي تجربة أكثر إثارة أيضا . ننغمس ثانية في الكتاب و نحن نقول :» أعرف الطريق ، لكن يمكنني أن أكتشف أشياء أخرى ، أن أنسج لقاءات أخرى في قلب التي سبق لي أن حققتها « .
هل حصل أن أعدتم قراءة كتاب لم تتعلّقوا به و فجأة شرعتم في حبّه ؟
- بالتأكيد . هنا يتعلّق الأمر بتجربة مُحيّرة ، لكنّها حيويّة . هذا حدث لي مع « جزيرة الكنز « ل « ستيفنسون « التي لم أُشغف بها إطلاقا حين قرأتها مُراهقا . أعدتُ اكتشافها بمتعة فائقة منذ بضع سنين . في تلك اللحظة ، كنتُ أرى نفسي أتعرّف من جديد على القارىء الذي كنتُه في شبابي المبكّر و أقول في داخلي :» أية تعاسة إذ لم ينجح هذا الألبرتو ذي الإثنتي عشرة سنة في إقامة حوار مع ستيفنسون ، في تلك المرحلة من حياته ! أية سعادة كانت ستكون ! « . هذا يعني أنّنا لا نستحق دائما الكتب التي نكتشفها . يجب أحيانا الانتظار طويلا حتى نكون القارىء لكتاب سيُبلبلُنا .
ماذا يعني « استحقاق « الملاقاة مع كتاب ؟
- الكتاب هو احتمال شيء ما . الكتاب في حدّ ذاته لا شيء بتاتا . لكن ، له إمكانية أن يصير شيئا ما في أعين و ذهن و عواطف قارئه . على أن تكون هذا القارىء ، فليس ممنوحا لأيّ أحد . القراءة نشاط نخبوي ، للأسف ! نحن عدد قليل من القراء في العالم و هذه الجماعة تضم ، هي نفسها ، القليل من كبار القراء . الامتياز الوحيد هوأنّ هذه الجماعة هي في الآن نخبوية و في وسع الجميع أن ينضمّ إليها .
يبدو أنّكم تنقادون لهذه النخبوية المنفتحة ؟
- للأسف ، نعم . كنت أفضّل ، بالطبع ، أن تكون القراءة أكثر شيوعا . يمكن أن نتحسّر على هذه النخبوية ، لكن يجب أن نعي أنّ المرء لا يصير قارئا بسهولة . ثمّة تدريب شاق يلزم القيام به و الطبيعة الإنسانية لا تحبّ دائما بذل الجهد ... القراءة ليست نشاطا يسيرا كما ألعاب الفيديو و مشاهدة التلفاز . القراءة تستلزم تمرين الفكر ، إرادة الذهاب فيما وراء الظاهر ، التوغل أعمق فأعمق في النص ، الذهاب خلف ما يبدو أنّه قيل على سطح الصّفحة ... كلّ هذا يمثل جهدا حقيقيا ، و الحال أنّ زمننا لم يعد يعتقد في سعادة المشقة : نريد أن يكون كلّ شيء أكثر سرعة و أكثر سهولة .
كيف الخروج من هذا المعضل ؟
- بالتذكير أوّلا بأنّ القراءة تمنح المتعة . نظن غالبا أنّ المتعة تقدّمها المُسلّيات ، في حين أنّ قمّة المتعة توجد في التعمّق ، في الفكر الوعر . إنّها متعة كبيرة ، بل أفضل : سعادة بالغة أن تشرع في حوار مع شخص ك « كيبلنغ « الذي يتركك غالب الوقت تعتقد أنّك أكثر ذكاء منه .
أ يلتقي القارىء دوما بالكاتب ؟
- نعم ، على طريقته . بورخيس كان يقول أيضا إنّ الفارق بين الكاتب و القارىء هو أنّ الكاتب يكتب ما يستطيع و يقدر عليه ، في حين أنّ القارىء يقرأ ما يُريد و ما يشاءُ . بين هذه « القدرة « و هذه « المشيئة « هناك اختلاف كبير . أنْ تكون كاتبا هو أن تقوم بمهمّة ؛ أنْ تكون قارئا هي صيغة في الحياة . القراءة هي ما يحدّدنا باعتبارنا كائنات إنسانية . نأتي إلى العالم كحيوانات ، لكن حيوانات يمكنها من خلال القراءة أن تفكّ رموز العالم الذي تعيش فيه . ثمّة ما يشبه لغة الأثر الأدبي في كلّ ما يحيط بنا الكون ، الطبيعة ، وجوه الآخرين ، المناظر ... لهذا يجب أن نتعلّم القراءة . يمكنني أن أستغني عن الكتابة ، و لكن أبدا ليس عن القراءة .
لمّا انتحر « مونترلانت» ( كاتب فرنسي 1869 1972 ) أعطى ، بين تعليلات أخرى ، كونه أصبح أعمى و لم يعد في إمكانه أن يقرأ ...
- نعم ، أنا أوافق على ما قام به . لن أقتل بالتأكيد نفسي لشتى الأسباب و على اختلافها ، لكن سأحسّ أنّي ميّت .
حين تتحدّثون عن الإثني عشر كتابا التي رافقتكم شهرا بشهر خلال تلك السنة ، تستحضرون العمل ، و لكن أيضا و بتوسّع ، السيرة الذاتية للكاتب . هل الإثنين غير منفصلين ؟
- هناك دائما لعبة بين القارىء ، العمل و المؤلف . هذا الأخير يتجلى في ذهن القارىء كما يتمّ تخيّله و ليس بالضرورة كما هو في الواقع . السيرة الذاتية تُبتدع من قبل النص نفسه . النص يطرح على القارىء أسئلة ، تسمح سيرة الكاتب بالإجابة عنها . لهذا في « مفكرة قارىء « أمزج انطباعاتي كقارىء بسيرة موجزة لكلّ كاتب . حين أقرأ شاتوبريان مثلا ، أحاول أن أتخيّل كيف كانت حالته الذهنية في اللحظة التي كان يكتب فيها المقطع الذي أكون بصدد قراءته . هذا ينطبق أيضا على كيبلنغ : في حالته ، يبدو لي ضروريا التفكير في صلاته بالأطفال . كيبلنغ عاش طفولة شقيّة جدّا ، حيث توالت على حياته الفصول الفظيعة حتى ليُمكننا أن نتساءل إذا ما استطاع التغلّب عليها أبدا . وُلد في الهند،غير أنّ أبويه أرادا أن يتربّى في إنجلترا ، أرسلاه إذن عند سيّدة تكشّفت عن امرأة سادية و قاسية القلب و لم يكن عمره سوى خمس سنوات ، برفقة أخته تريكسي ذات الأعوام الثلاثة . و لأنّ الأبوين كيبلنغ كانا خائفين من توديع طفليهما ، تركاهما دون أدنى كلمة توضيح عند هذه الأرملة الشنيعة . ظلّ الطفلان عندها خمس سنوات . كان الصّغير روديار يتعرّض للضّرب ، للإهمال و المرأة لم تلاحظ أنّه في الطريق ليصير أعمى . يبدو لي بالغ الأهمية معرفة هذه اللحظة من سيرة كيبلنغ لنُدرك كيف خلق أسمى أطفال الأدب : Kim et Mowgli .
بالموازاة مع « مفكرة قارىء « ، كتبتم سيرة شائقة و لكن مختصرة جدا عن كيبلنغ و الحال أنّ هذا الأخير كان يكره السيرة : كان قد اعتنى بإحراق مراسلات والديه عند وفاتهما و زوجته « كاري « ستُحرق بدورها أوراقه قبل أن تموت . سيرة كيبلنغ هي سيرة انتهاكية . أ ليس كذلك ؟
- بأحد المعاني ، نعم . كيبلنغ عمل بالفعل حتى لا تكون هناك أبدا سيرة عنه . هذا العمل في الأصل ( كيبلنغ : سيرة ذاتية موجزة 2004 ) جاء بناء على طلب من ناشر كان يريد توجيهه إلى جمهور من « الفتيان « كما يُقال بمفردات التسويق . غير أنّ المشروع لم ير النّور إطلاقا . مع ذلك ، كتبتُ هذا الكتاب و ناشر كندي مبتدىء نشره سنة 1998 في طبعة شنيعة مليئة بالأغلاط المطبعية .
كيبلنغ يدعو كتاب السيرة « بآكلي لحوم البشر « . هل ترتضون هذا الوضع ؟
- هذه التجربة تحدّد بشكل مناسب ، بالفعل ، عمل كاتب السيرة : يتعلّق الأمر بابتلاع الشخصية و إعادة لفظها . على كاتب السيرة أن يلبس جلد الشخصية التي يكتب عنها ، يستشعر نفس الانفعالات في خضم تقديم أجزاء من هوية هذه الشخصية . غير أنّ هذا المسعى يظل بلا جدوى : نُنشىء دائما شخصية متخيّلة . كيبلنغ»ي» ليس هو كيبلنغ»ك» . و إذا ماباشرت يوما كتابة سيرة عن كيبلنغ ، قد تكون سيرة ممتازة دون أن يكون كيبلنغ «ك» هو كيبلنغ قرّائك ... عدا هذا ، و فيما يخصّني ، فإنّ السيرة كنوع أدبي ، أعتقد من اللازم وضع ، بوضوح ، تمييز بين سيرة الثرثرة و السيرة التي تضيء العمل الأدبي : ليس كلّ الكتاب يستحقون أن تُكتب سيرهم . بالنسبة للبعض ، كبورخيس ، كلّ شيء موجود في الأثر الأدبي ، لن تضيف السيرة شيئا . لكن ، فيما يخصّ كيبلنغ ، الأمر مختلف : حياته تُغذي عمله بكيفية غير متوقعة .
كيف ذلك ؟
- تُظهره السيرة رجلا يذهب ، بدون تردّد ، إلى ملاقاة ما يُنتظر منه . عندنا صورة لكيبلنغ امبريالي تسلّطي . في حين أنّه يبقى خلاف ذلك تماما . لأجل هذا ، يجب إهمال كتب الأدغال و الإنغماس في قراءة أقاصيصه المكتوبة في سنواته الأولى و عند نهاية حياته . نكتشف عندئذ شخصية معقدة تفلت من أيّ تنميط .
كيبلنغ كان يحبّ القراءة ، لكنه كان يرتاب من النقاد الأدبيين ، هؤلاء « القراء المحترفين « . سيُؤلف قصيدة تستخف بالفعل النقدي : « لمّا الأشعة الحمراء الأولى لشمس وليدة تشع على خضرة و ذهب الفردوس الأرضي ، أبونا آدم ، جلس تحت الشجرة ، يُحرّك عصاه في الذبال ( تربة عضوية ) ، و أوّل رسم خشن يراه العالم يُبهج قلبه الجبّار إلى أن يهمس الشيطان من وراء ورق الشجر : جميل ، و لكن أ هذا من الفن ؟ « . كيف نُصالح بين القراءة و النقد ؟
- كلّ قارىء هو ناقد . لكن ، حين نمتهن القراءة ، نترك المتعة جانبا في أغلب الحالات . ثمّة بالطبع استثناءات تستحق الذكر . القارىء الذي ينتقد دون أن يسهو عن المتعة ، يبدو لي ، لم يفقد كلّ شيء . كيبلنغ كان يحذر من كتيبة المنظرين الذين يحلّلون و يُمحّصون عمله . القراءة لا تعني بالضرورة ممارسة التنظير على ما قرأناه . هناك العديد من الناس اليوم يكتبون عن الأدب دون أن يهووا الأدب ، مثلما هناك العديد من الحدّادين يطرقون الحديد دون أن يُحبّوا الحديد . نحن ندين ل» سانت طوماس « ابتكار ما يدعوه النقاد « قصد أو نيّة المؤلف « : ليكون في المستطاع التجادل حول إذا ما بلغ الكاتب قصده أو لا . غير أنّ الأمر ، على الدّوام ، أكذوبة . حين سُئل ت ، س ، إليوت ماذا كان يريد أن يقول حين كتب : « نمران ، تحت شجرة، يوم صيف « ، أجاب : « بهذه الصورة ، كنتُ أريد القول : نمران ، تحت شجرة ، يوم صيف « . هذا ما في مستطاع الكاتب أن يقوله . في المقابل ، يبدو لي ضروريا أن يكون النقاد الأدبيون موجودين مُذعنين للإنقياد للمتعة و ليس الميل إلى التألق من خلال نظرية من النظريات .
في الجملة ، نقد يشبه الشمس solaire أكثر منه نقد مدرسي scolaire ؟
- نعم ، تماما . لتدعْ شطحاتك تعبّر عن نفسها و ستكون لي الرّغبة في قراءة الكتاب الذي تُحدّثني عنه . لكن ، إذا ما طلبت مني قراءة كتاب كنموذج لنظريّاتك ، صراحة لن أفتحه .
هوامش : ( من وضع المترجم )
* ولد ألبرتو مانغويلAlberto Manguel بعاصمة الأرجنتين عام 1948 ، اكتشف مبكرا شغفه بالكتب و أثناء عمله بمكتبة أنغلو ألمانية تعرّف على الكاتب المعروف خورخي لويس بورخيس الذي سيطبع كيانه بأثر عميق . ما بين 1964 و 1968 كان يتردّد على منزل بورخيس حتى يقرأ له بعد أن أصبح هذا الأخير أعمى . بقربه تعلم أن يقرن فعل « القراءة « بفعل « المتعة « . غادر الأرجنتين و تنقل عبر بلدان عديدة ، منها كندا التي تجنّس بجنسيتها . نشاطاته كمترجم و ناشر و ناقد أدبي قادته إلى الالتفات إلى الكتابة ، فألّف العديد من الكتب و الروايات التي أضحت معروفة عالميا . منذ 2001 استقر بفرنسا و أنشأ في قرية « بواتيي « مكتبته الضخمة . من أهم إصداراته نذكر :
Une histoire de la lecture _ 1998
Dans la foret du miroir _ 2000
Chez Borges _ 2003
Journal d'un lecteur _ 2004
La bibliothèque , La nuit _ 2006
La cité des mots _ 2009
* دانيال بيناك Daniel Pennac من مواليد الدار البيضاء عام 1944 ، كاتب فرنسي ، أصدر العديد من الأعمال ، بعضها اتخذ طابعا بيداغوجيا منها : Comme un roman ( 1992 ) و فيه عالج حقوق القارىء العشرة ، نذكر منها : الحق في عدم إنهاء الكتاب / الحق في القفز على الصفحات / الحق في القراءة بصوت مرتفع / الحق في العزلة عند القراءة / الحق في القراءة في أيّ مكان ... و أيضا كتاب Chagrin d'école _ 2007
** Magazine LIRE , n? 330 , 2004 , P : 114 _ 120


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.