دق المرصد الإسباني لمناهضة العنصرية التابع لوزارة الشغل مؤخرا، من خلال التقرير الذي أصدره، ناقوس الخطر من تنامي وتزايد التيارات المعادية للأجانب والمهاجرين بإسبانيا، والذي قامت بنشره وتعميمه وسائل الإعلام الإسبانية. وجاء هذا التقرير، بعد التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين بالحكومة الاسبانية، الذين عبروا مؤخرا لوسائل إعلام بلادهم عن قلقهم إزاء تزايد القوى السياسية المعادية للأجانب ، خصوصا بعد الأحداث التي وقعت في مدينتي سالط (خيرونة) وإيل بندريل (طاراغونا) بين الإسبان والمهاجرين في الحالة الأولى وبين الشرطة الكاطالانية والمهاجرين في الحالة الثانية ، وهي الأحداث التي استغلها الحزب المتطرف المعادي للأجانب "المنبر من أجل كاطالونيا" للمطالبة بطرد المهاجرين في محاولة لربح أصوات الناخبين خلال الانتخابات المحلية القادمة. وكان المرصد الاسباني لمناهضة العنصرية التابع لوزارة الشغل قد أشار في تقريره الأخير إلى ارتفاع الشعور برفض المهاجرين في إسبانيا بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر منها البلاد. وأبرز التقرير ذاته، أن الوضعية الحالية التي تتسم بالظرفية الاقتصادية الصعبة أدت إلى تفاقم مظاهر العنصرية تجاه المهاجرين في المجتمع الإسباني الذي يطالب بتشديد السياسات المرتبطة بالهجرة، موضحا أن ثلاثة إسبان من أصل أربعة يؤيدون تشديد قوانين الهجرة التي يصفونها ب"المتساهلة" خاصة في ما يتعلق بدخول وإقامة الأجانب في البلاد. وفي هذا الإطار، حث بعض المسؤولين الإسبان على ضرورة تغليب الحكمة والمنطق ضد هذه الحركات السياسية العنصرية، مبرزين أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في مجال التعايش. كما أكدوا على الدور الذي يتعين أن تضطلع به مؤسسات المجتمع في إسبانيا وخاصة في سياق الظرفية الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الجميع وخاصة بالنسبة للمهاجرين. وأضافوا أن مواقف الاسبان تجاه مسألة الهجرة لا تزال إيجابية وذلك في محاولة للتقليل من نتائج التقرير الذي نشره المرصد الإسباني لمناهضة العنصرية .