عبّرت الشبكة المغربية لصحافيي الهجرات عن قلقها إزاء تصاعد حملات الكراهية والتمييز العنصري على منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، التي تستهدف الأشخاص ذوي البشرة السوداء من الأجانب المقيمين بالمملكة. ودعت الشبكة، في بلاغ توصل به "الأول"، مختلف الفاعلين في الحقل الإعلامي إلى تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والمهنية في التصدي لهذه الظاهرة. وقالت الشبكة إن هذه الحملات يقودها عدد من الصفحات على "فيسبوك" و"إكس" (تويتر سابقًا)، وتستغل خطابات هامشية ونزاعات معزولة لتبرير سلوكيات عنصرية، مع محاولة إسقاط مفاهيم مستوردة من الغرب مثل "الاستبدال الكبير" و"الغزو الديمغرافي" على السياق المغربي. وأضافت أن مثل هذه الحملات تتزامن مع صعود خطاب إقصائي وعنصري على المستوى الدولي، يتم الترويج له في كل من الشمال والجنوب، وسط تراجع واضح لالتزام المنصات الرقمية الكبرى، مثل "ميتا" و"إكس"، بضبط المحتوى ومكافحة التحريض على الكراهية. في هذا السياق، وجّهت الشبكة ثلاث دعوات أساسية لوسائل الإعلام والصحافيين، حيث حثتهم على تغطية قضايا الهجرة واللجوء بمسؤولية، والالتزام بالمواثيق الأخلاقية، وتفكيك الخطاب العنصري بدل إعادة إنتاجه، مع منح الكلمة للمهاجرين والمهاجرات بمختلف فئاتهم، في إطار يحترم كرامتهم وحقهم في الصورة. كما طالبت الإعلام العمومي بتخصيص تغطية منتظمة لقضايا الهجرة في المغرب والمغاربة بالخارج، مع التركيز على التوعية والانفتاح على نقاشات تعزز التعايش المشترك، انسجامًا مع التزامات المملكة في هذا المجال. وناشدت هيئات التنظيم الذاتي، كلًّا من المجلس الوطني للصحافة والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) بالقيام بدورهم الرقابي والتأطيري، خاصة فيما يتعلق بتكوين الصحافيين، وإنتاج دراسات متخصصة حول حضور قضايا الهجرة في الإعلام الوطني. وأكدت الشبكة أن وسائل الإعلام، اليوم أكثر من أي وقت مضى، مدعوة إلى الالتزام بالمبادئ الجوهرية للمهنة، وفي مقدمتها الاستقلالية والبحث عن الحقيقة والبُعد الإنساني، معتبرة أن قضايا الهجرة تشكل فرصة لتعزيز صحافة مسؤولة ودقيقة مبنية على المعاينة الميدانية. وفي ختام بلاغها، دعت الشبكة المغربية لصحافيي الهجرات مختلف العاملين في الحقل الإعلامي إلى الاطلاع على دراستها المتعلقة بتغطية قضايا الهجرة الأجنبية في الصحافة المغربية، والتي اعتبرتها أداة للمرافعة والتوعية، موجهة للإعلام والمجتمع المدني والجمهور العام.