وسط أجواء احتفالية دافئة، تتداخل فيها صدى الضحكات مع نغمات الأناشيد، أسدل الستار على المرحلة الثانية من المنتدى الصيفي الترفيهي، الذي نظمته جمعية «أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية» بالمخيم الحضري الأميرة لالة مريم بعين الذياب في الدارالبيضاء، يوم الخميس 17 يوليوز 2025. الحفل الختامي لم يكن مجرد مناسبة رسمية، بل لوحة إنسانية نابضة بالحياة. وقد افتتح الأطفال المناسبة بأداء النشيد الوطني وأناشيد تربوية تفاعلوا معها بحماس، قبل أن يتحول فضاء المخيم إلى ساحة من البهجة والمرح، حيث تنوعت الفقرات بين لوحات راقصة وألعاب جماعية أبدع فيها الأطفال، تاركين بصمتهم الخاصة على لحظة الوداع. لم يكن هذا المخيم مجرّد فسحة صيفية، بل تجربة حياتية غنية لأزيد من 400 طفل، من بينهم أطفال العاملين بالمراكز الخمسة التابعة للجمعية، المنتشرة عبر ثلاث عمالات. هؤلاء الأطفال عاشوا خلال أسبوعين من الزمن أياما مليئة بالتعلم واللعب والاندماج، في بيئة آمنة ومشجعة، ولعل من أبرز الداعمين لهذا النجاح، عائلة الحاج عمر الحديبي، التي لم تتردد منذ عام 2004 في فتح أبوابها وقلوبها لهؤلاء الأطفال، من خلال شركتها «إيفنتو ماركو أرابو»، حي تكفلت بتوفير الوجبات اليومية للأطفال بالمجان طيلة فترة المخيم، في مبادرة تجسّد أسمى معاني التضامن المجتمعي. وتحت إشراف المدير عبد الغني أزفاد، وبمواكبة طاقم إداري، تربوي، طبي وشبه طبي محترف، استفاد الأطفال من أنشطة متنوعة ومتكاملة، دمجت بين الترفيه والتربية، وبين الرياضة والرسم والغناء، مما جعل التجربة غنية بالمعنى والأثر الإيجابي، كما تم بالمناسبة الاحتفاء بالتلاميذ المتفوقين دراسيا. ولم يخف أولياء الأمور ارتياحهم وامتنانهم العميقين لهذا البرنامج، حيث عبّروا عن سعادتهم بما لمسه أطفالهم من رعاية وتفاعل، وهو ما عزز ثقتهم في الجمعية وأطرها. وفي تصريح خاص، قالت ثورية مبروك رئيسة الجمعية: «حين نرى تلك البسمة على وجوه أطفالنا، نعلم أننا سلكنا الطريق الصحيح. شكري الكبير لعائلة الحاج الحديبي، ولكل الأطر والداعمين، على هذا العمل النبيل». وأثنت مبروك كذلك على دعم السلطات المحلية، والمندوبية الإقليمية للصحة التي وضعت رهن إشارة الأطفال طاقما طبيا يضم طبيبا وأربع ممرضات، بالإضافة إلى تعاون رجال الوقاية المدنية.