أثارت تصريحات وزير التربية الوطنية شكيب برادة، في إحدى التجمعات الحزبية التي ينظمها حزب التجمع الوطني للأحرار، والتي قال فيها: "اللي بغا يقري ولدو يديه لأبعد مدرسة"، ردود فعل قوية داخل الأوساط السياسية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. ومن جهتها اعتبرت النائبة البرلمانية فاطمة الزهراء التامني أن هذا التصور يلخص بشكل "مرعب" فلسفة حكومية تتعامل مع المدرسة العمومية كعبء وليس كحق دستوري واستثمار في مستقبل البلاد. وقالت التامني في تدوينة نشرتها في حسابها على "فايسبوك"، إن "تصريح الوزير يكشف عن ثلاث حقائق خطيرة: أولها فشل الحكومة في توفير تعليم عمومي قريب ومنصف وذي جودة، وثانيها تحويل المدرسة إلى امتياز طبقي يُفرق بين من يملك وسائل التنقل والمال ومن لا يملك، وثالثها ضرب مبدأ العدالة المجالية بعدما أصبح المواطن مطالباً بالبحث عن حقه في مكان آخر بدل أن يجده حيث يقطن". وخاطبت النائبة الوزير بالقول إن "المدرسة ليست مسافة تُقطع، بل مستقبل يُصنع"، مضيفة أن "مطالبة المواطنين بقطع عشرات الكيلومترات للوصول إلى مدرسة هو اعتراف ضمني بعجز السياسات الحكومية عن بناء مؤسسات تعليمية قريبة من السكان".
ودعت "المسؤولين إلى احترام ذكاء المغاربة قبل مخاطبتهم بمثل هذه التصريحات التي تُعمق أزمة الثقة".