افتتح رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، صباح الأربعاء 10 دجنبر 2025 بالرباط، أشغال الدورة الثانية للمنتدى البرلماني السنوي للمساواة والمناصفة، المنعقدة تحت الرعاية الملكية السامية، مؤكدا أن قضايا النساء والتمكين لهن ظلّت في صلب الإصلاحات الكبرى التي عرفتها المملكة خلال 26 سنة من عهد الملك محمد السادس. وأوضح الطالبي العلمي أن المغرب حقق، في ظرف ربع قرن، تقدما كبيرا في مسار ترسيخ المساواة بين النساء والرجال، مشيرا إلى إصلاح مدونة الأسرة سنة 2004 وما تبعه من فتح ورش مراجعتها سنة 2023، إضافة إلى تشريعات حماية النساء من العنف، وتوسيع حضور النساء في مراكز القرار عبر آليات التمييز الإيجابي، والسياسات العمومية الهادفة إلى جعل المرأة محورا للتنمية. وكشف رئيس مجلس النواب أن نسب الولوج إلى التعليم الأولي لدى الفتيات بلغت 93% خلال سبع سنوات، كما تجاوز عدد النساء المعيلات للأسر والمستفيدات من الاقتصاد الاجتماعي 270 ألفاً، خصوصا في الوسط القروي. واعتبر أن هذه المكاسب، رغم أهميتها، غير كافية، داعيا إلى "تحويل المساواة إلى سلوك وثقافة مجتمعية" تقوم على تغيير العقليات وترسيخ قيم الإنصاف. واستعرض الطالبي العلمي تطور حضور النساء في المؤسسات التمثيلية، إذ انتقل عدد النائبات من اثنتين فقط سنة 1993 إلى 96 برلمانية حاليا بنسبة تفوق 24%، كما ارتفعت نسب النساء في المجالس الجهوية والإقليمية والمحلية إلى مستويات غير مسبوقة، مؤكدا أن هذه المؤشرات تعكس أثر السياسات الإرادية والتشريعات التي اعتمدتها المملكة. ودعا رئيس المجلس إلى تثمين التجارب التي راكمتها 318 برلمانية تعاقبن على مجلس النواب منذ 1993، واستثمار خبراتهن في تطوير العمل السياسي والمدني، معتبرا أن التمكين السياسي للنساء "حاجة وطنية وضرورة تنموية" تستفيد منها البلاد في سياق صعودها الاقتصادي والمؤسساتي. وختم الطالبي العلمي مؤكدا أن هذا المنتدى يشكل محطة جديدة لتعزيز التفكير الجماعي والتوافق حول آفاق أوسع للمساواة، بما ينسجم مع التوجيهات الملكية ويساهم في ترسيخ الإصلاحات الجارية.