علاقة ميكري بالموسيقى سينمائيا ظلت دائما حاضرة، سواء على مستوى إنجاز الموسيقى التصويرية للعديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، أو في ما يخص تقمصه لأدوار تحضر فيها الموسيقى بامتياز. كدوره في الفيلم السينمائي" السمفونية المغربية" لمخرجه كمال كمال ذي التكوين الموسيقي، والعاشق أيضا لاقتفاء السير الذاتية لأسماء فنية كان سباقا لتحويلها إلى السينما والتلفزيون. كان أولها فيلم" الركراكية" التلفزيوني الذي عرض سنة واحدة قبل موت الفنانة التشكيلية بنحيلة الركراكية التي حقق لها كمال حلم أن تشاهد حياتها داخل فيلم قبل أن ترحل، وثاني أعماله التي تصب في هذا الاتجاه السير ذاتي سلسلة" الحياني" الخاصة بحياة عندليب المغرب الراحل محمد الحياني. حضور الموسيقى في أدوار ميكري سيحملنا هذه المرة إلى دور سيكون تجربة جديدة في حياة ميكري الموسيقية والسينمائية معا، بحيث سينتقل هذا الفنان المقتدر الذي سرقه التمثيل مجبرا من عالمه الغنائي إلى التعامل مع آلة موسيقية أخرى غير قيثارته التي ظلت رفيقته الأبدية، ويتعلق الأمر بآلة الكمان التي تدرب على العزف عليها على غرار عزف فناني الأغنية الشعبية وكذلك مع إيقاعات موسيقية بعيدة عن الأسلوب الغنائي الذي اشتهر به عموما الإخوان ميكري. لقد حول المخرج محمد مفتكر في فيلمه السينمائي الجديد" جوق العميين" يونس ميكري إلى "شيخ للعيطة" بعد أن تمكن ميكري من التمرن على أداء مجموعة من أغاني العيطة، التي تعيدنا إلى فترة السبعينيات التي تدور فيها أحداث الفيلم، حيث يجمع هذا العمل بين مجموعة من الأسماء المميزة، من بينها محمد بسطاوي الذي لطالما أتحف المشاهدين بقفشاته وهو يؤدي بعضا من مقاطع فن العيطة في سلسلة" ياك حنا جيران"، كما تشارك في فيلم" جوق العميين" كذلك منى فتو التي كانت لها أيضا تجربة في هذا النوع من الموسيقى الشعبية من خلال أدائها لدور الشيخة خربوشة في سلسلة" جنان الكرمة" لفريدة بورقية. محمد مفتكر صاحب" البراق"، فيلمه الطويل الأول، من طينة المخرجين السينمائيين الذين يفاجئون الجمهور دائماً في أعمالهم، وهذا ما حدث مع عمله السينمائي حين حصد عدة جوائز خلال مشاركته في مهرجان طنجة للفيلم الوطني، ليستمر في حصد التتويجات، ومنها حصوله على الجائزة الكبرى في مهرجان " واگادوگو".