خبير أمني من غزة ل"الأيام 24″: "إسرائيل" تنتقم من الفلسطينيين وتصريحات "عباس" حول "حماس" تمت تحت الضغط

منذ السابع من أكتوبر الجاري تشن القوات الإسرائيلية حربا دموية غير مسبوقة على الشعب الفلسطيني، بعدما قامت عناصر حركة حماس بهجومات خاطفة للأراضي المحتلة، في إطار ما أطلق عليه عملية "طوفان الأقصى"، ردا على الانتهاكات الإسرائيلية اليومية في حق الفلسطينيين والمسجد الأقصى، واستمرار بناء المستوطنات غير القانونية واستمرار حصار قطاع غزة.

ولمعرفة الأوضاع الإنسانية عن كثب بغزة، وتقريب الصورة أكثر من القارئ والمشاهد المغربي المتتبع للقضية الفلسطينية، تواصلت "الأيام 24" مع أيمن الرفاتي، أحد الخبراء السياسيين والأمنيين بغزة، رغم صعوبة التواصل بتلك المناطق نظرا لانخفاض نسبة صبيب الانترنت وللانقطاع المتكرر لشبكة الهاتف.


في هذا الصدد، قال أيمن الرفاتي، في حديثه ل"الأيام 24″، إن "الوضع داخل قطاع غزة سيء للغاية، نتيجة القصف المستمر للإحتلال وأيضا الإعتداء على المدنيين وارتكاب جرائم شنيعة على الشعب الفلسطيني، وأن القوات الإسرائيلية ألقت قنابل وصلت قوتها الإجمالية إلى قوة قنبلة هيروشيما اليابانية".

وأضاف الرفاتي أنه " في كل يوم يسقط في غزة مئات الشهداء جراء القصف الإسرائيلي والعدواني على المنطقة"، مؤكدا أن "دولة الاحتلال منذ البداية وهي تقوم بخرق مقتضيات القانون الدولي، بما في ذلك منع إدخال الوقود إلى قطاع غزة، ومنع المياه عن الفلسطينيين بالقطاع وقصف المستشفيات، وأيضا ارتكاب مجازر وإبادة جماعية بالإضافة إلى حجز على المستلزمات الطبية التي تساعد على تقطيب الجراح".

وتابع المتحدث عينه: "هناك خروقات كبيرة للمواثيق الدولية والقانون الدولي فيما يتعلق بالحرب، والتعامل مع المدانيين بغزة"، مشيرا أن دولة الاحتلال تتذرع بأن المقاومة تختبئ وراء المدنيين، ولكن هذا الأمر يطرح تساؤلات عديدة من بينها، هل يجوز لإسرائيل أن تقتل ما تعتبره "دروعا بشرية"؟".

وأردف الخبير السياسي والأمني الفلسطيني أن ما تقوم به "إسرائيل بقطاع غزة هي جرائم وحشية، وأن نسبة كبيرة من الشهداء هم نساء وأطفال وأن 50 في المائة من الشهداء هم أطفال، وبالتالي أن هذه الجرائم هي انتقام من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة".

وحول تصريحات محمود عباس الذي اعتبر من خلالها أن "حركة حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني"، قال أيمن الرفاتي: "للأسف أن تصريحات محمود عباس تجاه حركة "حماس" هي تصريحات شاذة، وحركة حماس هي جزء من النسيج الفلسطيني ليس على مستوى الفصائل وإنما على المستوى الاجتماعي والداخلي للدولة".

وأكد الخبير السياسي والأمني أن "محمود عباس كانت عليه ضغوطات كبيرة من الإدارة الأمريكية، لإعطاء مثل هذه التصريحات التي تدين حركة حماس، وأن الرئيس استجابة لهذه الضغوط حتى لا يتم اتهامه كذلك من طرف الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني الظالم".

وخلص المتحدث ذاته إلى أن "محمود عباس لا يؤمن بالمقاومة المسلحة وإنما يؤمن بالمقاومة الشعبية، وبالتالي فإن هذه التصريحات تعبر عن البرنامج السياسي الذي يتبناه منذ 30 سنة.

وأكد الرفاتي أن الاتفاقيات التي أبرمتها السلطة الفلسطينية وعلى رأسها اتفاق أوسلو فاشلة، ولم تحقق أي إضافة للشعب الفلسطيني.