منذ تقلد حزب العدالة والتنمية، بقيادة رجب طيب أردوغان، مقاليد الحكم بتركيا، تبنت الدولة مواقف عديدة تجاه القضية الفلسطينية، أدت في عدة مناسبات إلى طرد السفير الإسرائيلي، اخرها سنة 2018 بعد المجزرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني على حدود غزة. ومازالت إلى حدود اللحظة نفس المواقف رغم عودة العلاقات بين تركيا واسرائيل والتي تم تدشينها في لقاء جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في مارس 2022.
نفس الإستراتيجية تتبنها المملكة المغربية مع إسرائيل ملكا وشعبا، حيث نندت أكثر من مرة بالعدوان الاسرائيلي على فلسطين، لكن يرى مراقبون سياسيون بالمنطقة على أن كلا الدولتين ليست لديهما أدوارا فعالة في وقف النزاع، بل فقط الاكتفاء بمواقف متعارضة مع مواقف الإدارة الاسرائيلية المدعومة من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية.
فراس رضوان أوغلو، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بتركيا، يقول، إن "تركيا الآن لا تلعب أي دور وإنما تتخذ فقط مواقف من الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على فلسطين بقطاع غزة، وتركيا صعب أن يكون لها دور في هذه القضية"، مشيراً إلى أن "مصر وقطر يمكن أن يكون لهما تأثير قوي في الملف، على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية التي فضلت الاصطفاف جنب إسرائيل".
وأضاف فراس رضوان أوغلو، في تصريح ل"الأيام 24، أنه "يمكن لمصر وقطر أن تلعب دور الوساطة بين إسرائيل وفلسطين، وتركيا من المتوقع أن تدعم البلدين لفض النزاع القائم في شمال قطاع غزة"، مؤكدا أن "هذا الأمر سيجعل إسرائيل تلعب تحت الضغط لأن تركيا أكدت بأن حماس هي حركة تحريرية جهادية، وتناقض بشكل تام وواضح ما تم ترويجه من طرف اسرائيل باعتبار حماس جماعة إرهابية".
وتابع المتحدث عينه أن "لتركيا دور مهم في تثبيت الإستقرار في المنطقة، لأن لها مصالح في الشرق الأوسط، وأيضا هي جزء كبير من "الناتو"، وبهذه المواقف أصبح الجهاز غير مجتمع على قرار واحد أو على موقف موحد تجاه القضية الفلسطينية".
أما بخصوص دور المغرب في إنهاء النزاع، يرى المحلل السياسي التركي أن "المغرب ليس له دور قوي رغم أن الملك محمد السادس يعتبر رئيسا لمجلس القدس، حيث هناك دول لها أوراق قوية للضغط على إسرائيل، من بينها مصر باعتبارها دولة كبيرة ومجاورة لفلسطين، وأيضا قطر التي تعد شريكا استراتيجيا قويا للولايات المتحدةالأمريكية، وأيضا علاقاتها القوية مع حماس".