لم يكن الشاب يوسف، سليل مدينة تطوان يعلم أن حتفه سيكون بإحدى الشواطئ الجزائرية وأن جثثه ستقذفها الأمواج على تراب شاطئ جزائري بعد أن كان يحاول الهجرة نحو الديار الأوروبية تاركا وراءه أسرته في المغرب. محاولة يائسة للهرب من وضعه الاجتماعي وطمعه في تحسين ظروفه، دفعته إلى التفكير في عبور الضفة الأخرى بعد أن رسمت مخيلته تفاصيل وردية عن المهجر دون أن يعلم أن الموت سيكون مصيره وسيترك جروحا غائرة في قلوب أسرته المتحدرة من مدينة الحمامة البيضاء.
تفاصيل هذه الواقعة المؤلمة، تقاسمها مصدر محلي مع "الأيام 24" في إشارة منه إلى أن الضحية وُجدت جثته على جنبات الشاطئ ممددة ولم يكن في جيبه سوى 15 درهما وبعد تعميم صوره على مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، رفعت عائلته صوتها للمطالبة بتدخل عاجل من طرف الملك محمد السادس من أجل الحصول على جثة ابنها لدفنه في مسقط رأسه بعد أن غادر نحو المجهول.
وأوضح مصدرنا أن جثة أخرى عُثر عليها قبل أيام في المياه الجزائرية، تعود لشاب من تطوان يدعى عبد الإله، كان قيد حياته متزوجا وأبا لطفلين ويقطن بحي الصومال ويعمل سائقا لسيارة أجرة من الحجم الكبير، قبل أن يلقى حتفه على متن "قوارب الموت" وهو الذي كان ينوي الهجرة إلى أوروبا طمعا في تحسين ظروفه المعيشية والبحث عن آفاق جديدة في حضن بلد الاستقبال.