منحت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام، الجمعة، جائزة عام 2025، إلى ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة الحركة الديمقراطية في فنزويلا. وقالت الأكاديمية، في بيان: «تذهب جائزة نوبل للسلام لعام 2025 إلى بطلة السلام الشجاعة والملتزمة، إلى المرأة التي تبقي شعلة الديمقراطية مشتعلة وسط ظلام متزايد، وهي واحدة من أكثر الأمثلة غير العادية للشجاعة المدنية في أميركا اللاتينية في الآونة الأخيرة». وأضافت: «ماتشادو شخصية رئيسية وموحدة في المعارضة السياسية التي كانت ذات يوم منقسمة بشدة، وهي المعارضة التي وجدت أرضية مشتركة في المطالبة بإجراء انتخابات حرة وحكومة تمثل الشعب». ورداً على الجدل الذي أثير قبل الجائزة، قال رئيس لجنة نوبل النرويجية يورجن واتني فريدنيس، بشأن عملية الترشيح: «الموعد النهائي للترشيح للجائزة 31 يناير من كل عام، وفي هذا اليوم نفتح قائمة المرشحين، كما لو كانت عشيّة عيد الميلاد؛ نبدأ العمل على جميع المرشحين لإعداد القائمة القصيرة، ولدينا باحثون في أنحاء العالم يساعدوننا في ما يتعلق بخلفية كل المرشحين». وأضاف: «داخل مجموعة الخمسة في لجنة جائزة السلام نناقش كلا منهم، حتى نتوصل إلى قرار يستند إلى إجماع ونعلنه للعالم». وأوضح فريدنيس، أن قائمة من يمكنهم ترشيح أحد للفوز بالجائزة محددة إلى حد كبير؛ إذ تضم أكاديميين وقادة دول وفائزين سابقين، مؤكدا أنه لا يمكن لأحد ترشيح نفسه، لافتا إلى أنه «ربما يعرف أحدا يمكنه ذلك»، في إشارة لا تخلو من دلالة. وسبق الإعلان عن الجائزة حالة ترقب حول العالم، بسبب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يستحق الجائزة، لأنه نجح في إنهاء ما سماه 8 حروب وصراعات، على حد تعبيره، موضحا أن الصراعات التي أنهاها تشمل الحرب بين إسرائيل وإيران، وبين الهند وباكستان، وأرمينيا وأذربيجان، والكونغو ورواندا، وكمبوديا وتايلندا، وبين مصر وإثيوبيا، وبين صربيا وكوسوفو، وأخيراً بين إسرائيل و»حماس». وكثّف ترامب في الأسابيع الأخيرة حملته للحصول على الجائزة، مقدّماً نفسه ك»مستحق» لها بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس»، وإمكانية إبرام اتفاق سلام، لكن هذا الأمر تحقق بعد نحو 10 أشهر من إغلاق باب الترشيح. وشملت جهوده تصريحات علنية، واتصالات بمسؤولين نرويجيين، وحتى دعوات عبر وسائل التواصل من نجله إريك، الذي حثّ متابعيه على دعم والده بوصفه «رئيس السلام». وأفادت «بلومبرغ» بأن النرويج تستعد للتعامل مع التداعيات الدبلوماسية والاقتصادية لإعلان الجائزة، بعدما واجهت ضغوطاً متزايدة من ترامب وإدارته لمنحه الجائزة. لكن أعضاء اللجنة أكدوا أن الضغوط الخارجية لن تؤثر على قرارهم، وأن القرار النهائي للجائزة، اتُخذ الاثنين الماضي، وقال رئيس اللجنة إن تطورات الشرق الأوسط ستؤخذ بالاعتبار فقط لجائزة العام المقبل. ولطالما سخر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جائزة نوبل للسلام وطريقة اختيار الفائزين بها، وكشف في إحدى المرات عن انزعاجه من منح الجائزة للرئيس الأسبق باراك أوباما، واعتبر أنه يستحق الفوز بالجائزة أكثر من سلفه، وقال خلال حديث مع الصحافيين في البيت الأبيض إن الجميع يعتقدون أنه (ترامب) يستحق الجائزة، ولكنه نفى في الوقت نفسه اهتمامه بالأمر. ويحصل الفائز أو الفائزون بجائزة نوبل للسلام على جائزة قيمتها 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.17 مليون دولار)، بالإضافة إلى ميدالية ذهبية مقدمة من ملك السويد.