بدا واضحا من الاجتماع الذي عقده منخرطو فريق الرجاء البيضاوي، مساء الاثنين الماضي، بأحد فنادق الدارالبيضاء، أن حزب "التجمع الوطني للأحرار" يستعد لبسط هيمنته على أكبر ناد كروي في المغرب، من خلال حضور بعض رموزه. وكان من اللافت في الاجتماع الذي ترأسه رئيس الفريق سابقا محمد أوزال، حضور الأمين العام السابق ل "الأحرار" صلاح الدين مزوار، إضافة إلى الرئيس السابق للاتحاد العام لمقاولات المغرب محمد حوراني، المقرب بدوره من "الأحرار"، إضافة إلى محمد بودريقة المنضم حديثا للحزب ورجل الأعمال الثري مصطفى مشارك، حيث فسر البعض الحضور الوازن لهذا الرباعي برغبة حزب "الحمامة" في الإبقاء على الفريق البيضاوي تحت جناحيه، مستغلين الظرفية الصعبة التي يعيشها بعدما بات غارقا في الديون ومهددا بالإفلاس، تمهيدا لهيمنة بعض رجال الأعمال المحسوبين على "الأحرار" على أسهم الشركة الرياضية المرتقبة للرجاء البيضاوي، وعلى رأسهم عزيز أخنوش نفسه.
وبالنسبة للبعض فقد بدا واضحا أن حزب "الأحرار" من خلال هذا الإنزال الذي قام به في الاجتماع الذي زكى محمد أوزال وأعطاه صلاحية تكوين لجنة من الرؤساء السابقين لتسيير الفريق، وتكليفه بمخاطبة الجامعة بخصوص الجمع العام الاستثنائي، يريد الإطاحة بالرئيس السابق سعيد حسبان. لكن المثير أن المنخرطين والحاضرين المحسوبين على حزب "الأحرار" حينما أخذوا الكلمة وبالغوا في الحديث، تحدثوا عن كل شيء، إلا عن السيولة المادية التي يحتاجها الفريق حتى يخرج من أزمته الخانقة، علما أن واحدا منهم، وكان من الحاضرين، هو الذي أغرق الفريق في ديون بالملايير، بعدما كان الفريق قبل أربع سنوات فقط وصيفا لبطل العالم ويعيش في بحبوحة مالية.
خلاصات الاجتماع الذي ترأسه محمد أوزال أكدت أن سعيد حسبان سيرحل طواعية قبل منتصف أبريل، ورحيله لن يكون هذه المرة "كذبة أبريل"، وسيجتمع "الحكماء"، لكن ماذا عن التركة القديمة ومن سيتكفل بضخ الملايير في خزينة النادي حتى يعود إلى عافيته، ومن سيتكفل برواتب اللاعبين والإداريين، ومن سيتكفل بغرامات الاتحاد الدولي ومن سيتكفل بمليار يوسف القديوي ومن سيتكفل ب "مالين الكريدي"؟ هذه هي الأسئلة التي لم يجب عنها لا أوزال ولا المنخرطون ولا مبعوثو "الأحرار". لك الله يا رجاء!