نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعدته سمر سعيد حول مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مصر السماح لسفن الولاياتالمتحدة وبوارجها الحربية بالمرور عبر قناة السويس مجانا، مقابل دفاع أمريكا عن حرية الملاحة في البحر الأحمر ومواجهة الحوثيين في اليمن الذين أبعدوا السفن التجارية عن المنطقة في حربهم التي قالوا إنها تضامنًا مع غزة. وقالت الصحيفة إن مصر تواجه تخفيضا محتملا لحزمة المساعدات وسط عمليات التخفيض التي أمرت بها إدارة الرئيس ترامب للمساعدات الخارجية، ما يضيف توترا جديدا في قناة السويس.
وأضافت أن الرئيس الأمريكي يدفع سرا وعلنا مصر لكي تعوّض الولاياتالمتحدة لقاء جهودها في الدفاع عن الممرات البحرية المتجهة نحو قناة السويس، بشكل يزيد من المصاعب السياسية على البلد الذي يعاني من مشاكل اقتصادية وتداعيات الحرب في غزة.
وتشبه التحركات الأمريكية جهودا مماثلة للإدارة للعثور على منافع مالية لسياستها الخارجية في أوكرانياوغزة، وتأتي بعد أسابيع من حملة غارات جوية ضد الحوثيين في اليمن، ومنعهم من استهداف الممرات البحرية الحيوية، مع أن سلطة قناة السويس تقول إن السفن التي ترفع العلم الأمريكي لا تمثل إلا نسبة قليلة من حركة الملاحة التي تمر عبر القناة. ويقول المحللون إن تكلفة هذه الخطوة ستكون متواضعة. وقال ترامب، يوم الأحد على حسابه على موقع "تروث سوشيال": "يجب السماح للسفن الأمريكية، العسكرية والتجارية، بالمرور مجانًا عبر قناتي بنماوالسويس! هاتان القناتان ما كانتا لتوجدا لولا الولاياتالمتحدةالأمريكية". ورغم مطالب الرئيس ترامب، حسب الصحيفة، إلا أن شركات الملاحة البحرية العملاقة تتجنب العبور عبر البحر الأحمر بسبب استهداف الحوثيين، وتفضل الآن المرور عبر الطريق الطويل الذي يمر حول أفريقيا بدلًا من عبور مضيق باب المندب. وطرح ترامب فكرة العبور المجاني للسفن الأمريكية هذا الشهر في مكالمة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك حسب أشخاص على معرفة بتفاصيل المحادثة. وأخبر ترامب الزعيم المصري أن الولاياتالمتحدة تتطلع لدعمه في العملية ضد الحوثيين، من خلال الدعم العسكري والتشارك الاستخباراتي والمساعدة في الاستهداف والتمويل، نظرًا لأن العملية ستحسن من حركة الملاحة في قناة السويس.
إلا أن الرئيس المصري اعترض، وقال إن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو الوسيلة لوقف هجمات الحوثيين"، حسبما قال الأشخاص.
واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن مطلب ترامب بالمرور المجاني من القناة يأتي إلى جانب ضغوطه على مصر لاستقبال سكان غزة، حيث يريد تفريغ القطاع من أجل تحقيق فكرته لبناء ما أسماها "ريفييرا الشرق الأوسط". وقد رفضت مصر الفكرة لأنها تمثل تهديدًا لأمنها القومي.
وتابعت أن مصر تواجه إمكانية تخفيض في المساعدة الأمريكية السنوية. وتقول الصحيفة إن المسؤولين المصريين الذين زاروا واشنطن هذا الربيع أُخبروا بأن مصر قد تواجه تخفيضا مهما في الدعم الاقتصادي والتنموي، وذلك حسب أشخاص على معرفة بالأمر. وأشار مايكل وحيد حنا، مدير برنامج الولاياتالمتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، والخبير في أمن وسياسة مصر، إلى أن الرئيس الأمريكي يصدر "تصريحات شاملة في قضايا حساسة لمصر بدون سياسة خارجية فعالة أو مشاورة مع الحكومة المصرية"، مضيفا أن مصر تُركت لكي تفكك ما تعنيه هذه التصريحات، والبحث عن خطة للدفاع عن مصالحها وبطريقة لا تثير غضب ترامب.
ورغم ما يدعيه ترامب من أن القناة لم تكن لتوجد لولا أمريكا، إلا أن الشركة التي حفرتها كانت فرنسية.