"مليلية وسبتة: جزر المالوين القادمة؟ إسبانيا تواجه احتمال أزمة مع المغرب"، عنوان مقال نشرته صحيفة إسبانية، تناولت فيه طبيعة العلاقات المغربية الإسبانية ونسقها المرتبط بمهادنة في ملف سبتة ومليلية المحتلة، لكنها لم تستبعد ما وصفته بالصراع القادم بين الجانبين في الملف الحارق في سياق تحولات جيواستراتيجية وعسكرية إقليمية ودولية متسارعة.
التقرير أبرز أن تنامي القوة المغربية على المستوى العسكري، باتت تهدد "اسبانية المدينتين"، والتي تعززت بموقع المغرب على الخارطة الدولية حيث بات يكتسب نفوذا وتأثيرا قد تمكنه من تحقيق مكاسب استراتيجية دون الانجرار إلى مواجهة شاملة.
واعتبر التقرير أن المغرب ضاعف من حجم إنفاقه العسكري في السنوات الأخيرة، متجهًا نحو تنويع مصادر تسليحه، من خلال صفقات ضخمة مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل والصين، شملت بالأساس أنظمة دفاع جوي، وطائرات مسيرة هجومية، وصواريخ دقيقة التوجيه. ويرى التقرير أن هذا التطور يهدف إلى بناء قدرة ردع فعالة تجعل أي تحرك مغربي نحو استرجاع المدينتين يبدو مبررًا ومحمياً بمنطق القوة.
وتعاني مدريد من "إنهاك استراتيجي"، نتيجة انخراطها العميق في دعم الجبهة الأوكرانية ضد روسيا، ما أضعف من قدرتها على تخصيص موارد كافية لتعزيز دفاعاتها في المناطق الخاضعة لها في شمال إفريقيا، وعلى رأسها سبتة ومليلية.
التقرير لا يستبعد لجوء المغرب إلى عمل عسكري صريح على المدى القريب، لكنه يحذر من إمكانية تبني الرباط لاستراتيجية "الحرب الهجينة"، التي تجمع بين الضغط الاقتصادي، وتوجيه موجات الهجرة غير النظامية، وتكثيف التحركات الدبلوماسية في المنتديات الدولية لتدويل قضية المدينتين، وربما نزع الشرعية السياسية عن الوجود الإسباني بهما.