كشفت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية، ومن بعدها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن الكاتب كمال داود، الحائز على جائزة غونكور لعام 2024، ألغى رحلة مقررة إلى إيطاليا للمشاركة في مهرجان Milanesiana الأدبي من المزمع تنظيمه في نهاية الشهر الجاري، بسبب مخاوف من اعتقاله عند وصوله إلى مطار ميلانو، ثم ترحيله إلى الجزائر حيث يُلاحق قضائيا. الكاتب الفرنسي- الجزائري دُعي إلى هذا المهرجان الثقافي الشهير للترويج لروايته الجديدة "حوريات"، الحائزة على جائزة غونكور الأدبية المرموقة لعام 2024، لكنه قرر في النهاية إلغاء رحلته المقررة في نهاية يونيو. فوفقا لصحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية، ومن بعدها صحيفة لوفيغارو الفرنسية، فإن قاضيا إيطاليا وافق بالفعل على اعتقال الكاتب البالغ من العمر 54 عاما وتسليمه إلى السلطات الجزائرية. فمنذ صدور روايته الأخيرة التي تسرد قصة شابة نجت من "العشرية السوداء" في الجزائر، أصبح الكاتب هدفا للنظام الجزائري، إذ يواجه عدة شكاوى، من بينها "انتهاك قانون المصالحة الوطنية"، وكذلك "انتهاك الخصوصية"، حيث تتهمه امرأة بأنه استلهم قصتها الشخصية دون موافقتها، وخرق سرية ملفها الطبي، وهو ما ينفيه الكاتب تماما.
وأثارت هذه التطورات الكثير من ردود الفعل، خصوصا في ظل استمرار احتجاز الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، من قِبل السلطات الجزائرية منذ شهر نونبر الماضي، بعد الحكم عليه بالسجن خمس سنوات.
وعلق أرنو بيديتي، عضو لجنة دعم بوعلام صنصال، البالغ من العمر 80 عاما، قائلا: "القضاء الإيطالي قد يسمح بتسليم كمال داود إلى الجزائر إذا ذهب إلى إيطاليا. إلى أين تتجه أوروبا التي لا تحمي الكُتاب المضطهدين؟".
تجدر الإشارة إلى أنا كمال داود يواجه مذكرة توقيف دولية أصدرها بحقه مؤخرا قاضٍ في محكمة وهرانالجزائرية. ومع ذلك، نقلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن مصادر مقربة من الملف، تأكيدها أن "الإنتربول رفض تنفيذ هاتين المذكرتين".
وأشارت المصادر إلى أن احتمال توقيف الكاتب جرى التفاوض بشأنه مباشرة بين الجزائروإيطاليا، وهما دولتان تربطهما علاقات جيدة، لا سيما بعد توقيع اتفاقية حديثة تتعلق باستغلال الغاز.