كشف أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن الوضعية المطرية في المملكة شهدت تحسنا ملحوظا منذ شهر مارس الماضي، بفضل التساقطات المطرية والثلجية التي عرفتها عدة مناطق، ما انعكس بشكل إيجابي على الحالة الفلاحية. وأوضح البواري، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أول أمس الثلاثاء، أن المعدل التراكمي للأمطار بلغ إلى حدود 5 يونيو الجاري حوالي 302 مليمتر، مسجلا بذلك انخفاضا بنسبة 23 في المائة مقارنة مع موسم فلاحي عادي، لكنه في المقابل يمثل ارتفاعا ب15 في المائة مقارنة مع الموسم الفلاحي السابق.
وفي ظل هذه التساقطات المهمة التي أنعشت حقينة السدود والفرشاة المائية، فهل يعني هذا أن المغرب تجاوز مرحلة الخصاص والندرة المائية؟ أم أن شبح ندرة المياه مازال يطل برأسه خاصة أننا نعيش زمن التغيرات والمخاطر المناخية والظواهر القصوى وإرهاصاتها الفعلية والجدية والموسومة باللايقين بشأن الأمن المائي وتوفير الحاجيات المائية الضرورية.
وفي هذا الصدد، اعتبر متتبعون أنه رغم التساقطات المهمة التي شهدها المغرب خلال هذه السنة فلا ينبغي أن يعطينا ذلك الانطباع أننا تجاوزنا مرحلة الخصاص والندرة المائية، وأن نعود إلى الإسراف وتبديد الماء، بل ينبغي الحرص أكثر في التعامل والتعاطي مع الموضوع المائي.
كما أنه ينبغي القطع مع الممارسات والأنماط الفلاحية والزراعية المبددة لهذا المورد الحيوي خصوصا من خلال المخططات والبرامج التي لا تأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى بفعل طغيان هاجس الربح ولو على حساب استنزاف هذه الثروة الوطنية باعتماد خيارات إنتاج موجهة للتصدير ولا تضمن الاكتفاء الذاتي الوطني ولا حتى مستوى أسعار يناسب قدرة عموم المواطنين.