بعد أكثر من ثلاثة عقود من الغياب، تقترب القارة الإفريقية من العودة إلى روزنامة الفورمولا 1، والمغرب يبرز كمرشح قوي لاحتضان هذا الحدث العالمي من خلال مشروع ضخم يجرى الإعداد له على بعد 20 كيلومتراً جنوب مدينة طنجة. المشروع، الذي تقدر كلفته بنحو 1.2 مليار دولار، لا يقتصر على الجانب الرياضي، بل يقدم تصوراً متكاملاً يجمع بين السياحة، الاقتصاد، والترويج الدولي للمملكة.
يقود هذا المشروع الطموح المدير السابق لفريقي "مكلارين" و"لوتس"، الفرنسي إريك بولييه، ويقوم على إنشاء مجمع رياضي-سياحي متعدد الوظائف يتضمن حلبة سباق من الدرجة الأولى وفقاً لمعايير الاتحاد الدولي للسيارات (FIA Grade 1)، وهي الفئة الوحيدة المعتمدة لاستضافة سباقات الفورمولا 1. إلى جانب الحلبة، يضم المشروع منتزهًا ترفيهيًا، فنادق فاخرة، مركزًا تجاريًا، مرسى لليخوت، ومحطة لوجستية، في ما يشبه نموذجاً مصغراً لمدينة "أبو ظبي".
وقد تم بالفعل تأمين استثمارات خاصة تقدر ب800 مليون دولار، مع توقعات بأن يوفر المشروع نحو 10 آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، ما سيجعله أحد أكبر المشاريع الاستثمارية في شمال إفريقيا في مجال الرياضة والسياحة.
يرى خبراء أن تنظيم جائزة كبرى للفورمولا 1 في المغرب سيمثل نقلة نوعية لصورة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
يُذكر أن المغرب استضاف سباقاً واحداً في تاريخه ضمن بطولة الفورمولا 1، وكان ذلك عام 1958 في مدينة الدارالبيضاء. واليوم، وبعد أكثر من 65 عاماً، يعود الحديث بقوة عن احتضان المغرب مجدداً لهذا الحدث الكبير، في ظل رؤية طموحة تستند إلى الواقعية والتخطيط بعيد المدى.
إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فقد يشهد عام 2027 أو 2028 أول جائزة كبرى للفورمولا 1 تُنظم على أرض المملكة، في ما سيكون ليس فقط حدثاً رياضياً بارزاً، بل لحظة فارقة في تاريخ صناعة الرياضة في إفريقيا.