وسط صمت رسمي مطبق وغموض يزداد قتامة يوما بعد آخر، يترقب مئات الطلبة بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم التطبيقية بأكادير مصيرهم المجهول، بعد "فضيحة" النتائج المثيرة للجدل التي هزت المؤسسة منذ يوليوز الماضي.
ورغم مرور أسابيع على وعود وزارة التعليم العالي بحل الأزمة خلال شهر شتنبر الجاري، ما زال القرار معلقا، فيما يعيش أولياء الأمور حالة من الغضب والاحتقان، معتبرين أن التأخر "غير مبرر ويهدد بضياع مستقبل أبنائهم الدراسي".
وفي بيان موجه للرأي العام، عبر آباء وأمهات الطلبة عن "استنكارهم العميق ورفضهم القاطع لما تعرض له أبناؤهم من ظلم وحيف بيداغوجي"، مؤكدين أن الإدارة تجاهلت مقتضيات الملف الوصفي الذي يُلزم باعتماد 50 في المائة من المراقبة المستمرة و50 في المائة من الامتحان النهائي، معتمدة فقط على نتائج الامتحان النهائي، في "خرق سافر للقوانين المؤطرة للعملية التعليمية وضرب صريح لمبدأ تكافؤ الفرص".
ووفق المعطيات الرسمية التي تضمنها البيان، فقد سجلت ENSA أكادير لوحدها 93 حالة رسوب و31 حالة فصل نهائي، في وقت لم يتجاوز فيه عدد المفصولين في باقي المدارس الوطنية العليا للعلوم التطبيقية عبر المغرب حالة أو حالتين في مدن مثل برشيد وآسفي، أو صفر حالة في مدن كالحسيمة وفاس، وهو ما وصفته الأسر ب"فضيحة تربوية بكل المقاييس" تستدعي فتح تحقيق وطني عاجل ومحاسبة المسؤولين.
وأشار البيان إلى أن حضور لجنة التفتيش الوزارية يوم 21 يوليوز 2025 بعث الأمل لدى الأسر، بعد وعود باعتماد "حلول جذرية" للمعضلة، مستدركا: لكن ذلك الأمل سرعان ما تلاشى مع استمرار الصمت الرسمي وتداول "تسريبات غامضة" بشأن إعادة المداولات بشكل جزئي وانتقائي، دون معالجة جوهر الخلل.
وأوضح البلاغ أن لقاءات عقدها أولياء الأمور مع مسؤولي جامعة ابن زهر في 8 و10 شتنبر الجاري لم تُسفر عن أي حلول عملية، معتبرين أنها "مجرد محاولات لامتصاص الغضب"، بعدما اكتفوا بلقاء نائب الرئيس والكاتب العام، دون تواصل مباشر مع رئيس الجامعة.
وأمام استمرار هذا التعتيم، أكدت الأسر استعدادها للجوء إلى "جميع القنوات والوسائل القانونية المشروعة" من أجل إنصاف أبنائها وضمان حقهم في تعليم عادل ومنصف، فيما حذر أولياء الأمور من أن ضياع المزيد من الوقت قد يترتب عنه ضياع عام دراسي كامل، محملين وزارة التعليم العالي ورئاسة الجامعة مسؤولية ما وصفوه ب"الارتباك البيداغوجي والإداري الخطير" الذي يهدد مستقبل الطلبة.