تساءل القيادي الجزائري عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، عن خلفيات امتناع روسياوالصين عن استخدام "الفيتو" ضد القرار الأممي الذي يدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي المقدم عام 2007، معتبرًا أن هذه الخطوة تعبّر عن براغماتية سياسية تعكس مصالح العاصمتين لا مبادئ ثابتة.
وقال إن موسكو وبكين تتعاملان وفق حسابات دقيقة تراعي توازناتهما الجيوسياسية مع الغرب، وتسعيان لتفادي أي صدام جديد في ظل التوترات العالمية المتصاعدة، مشيرًا إلى أن الرباط باتت شريكًا أكثر موثوقية واستقرارًا في نظر القوتين الكبيرتين.
مقري وهو يحلل موقف القوى الكبرى في تعاطيها مع ملف الصحراء المغربية أشار إلى فتور العلاقات بين الجزائروروسيا، خاصة بعد رفض الأخيرة انضمام الجزائر إلى تكتل "بريكس"، واصفًا زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الجزائر بأنها حملت رسائل "غير ودية" تكشف تغيّر ميزان القوة في المنطقة المغاربية.
كما لفت إلى أن الصين تنظر إلى المغرب بوصفه بوابة اقتصادية نحو إفريقيا وأوروبا، وأن هذا البعد الاقتصادي جعلها تميل أكثر إلى تطوير علاقاتها مع الرباط على حساب الجزائر.
وختم مقري تصريحاته بالتأكيد على أن امتلاك الجزائر للأسلحة الروسية لا يعني بالضرورة وجود تحالف استراتيجي، معتبرًا أن العلاقات المبنية على صفقات التسلح تظل محدودة التأثير سياسيًا. وخلص إلى أن مواقف موسكو وبكين الأخيرة كشفت العزلة الدبلوماسية التي تواجهها الجزائر في ملف الصحراء، مقابل تنامي التأييد الدولي للمقترح المغربي كحل "واقعي ونهائي" للنزاع