أثارت نتائج الاجتماع الأخير بين إسبانيا والمغرب ردود فعل حادة، خاصة من جانب حزب فوكس في سبتةالمحتلة، حيث اعتبر رئيس فرع الحزب، خوان سيرجيو ريدوندو، أن الحكومة الإسبانية تتبع سياسة "الصمت المتواطئ" تجاه القضايا الحيوية التي تمس المدينتين.
واعتبر ريدوندو أن اللقاء الثنائي يؤكد "الاستسلام المخجل لإسبانيا" أمام الرباط، التي، بحسب قوله، "حققت بالضبط ما كانت تصبو إليه". وأضاف أن غياب أي ذكر صريح لسبتة ومليلية في الوثائق الرسمية الصادرة عن الاجتماع يمثل دليلاً على هذا الاستسلام، مشيرًا إلى أن ذلك ليس خطأً أو إغفالًا، بل "قرار سياسي متعمد".
وفي بيان صحفي، قال ريدوندو: "لقد قبلت الحكومة إطار عمل لا يذكر حتى مدننا ذاتية الحكم، كما لو كانت مجرد تفصيل مزعج يجدر إخفاؤه تحت السجادة". وأوضح أن المغرب نجح في فرض أولوياته بينما تتجنب إسبانيا معالجة "المشاكل الحقيقية" التي تواجه المدينتين، مثل الهجرة غير النظامية، ونقص الموارد والكوادر عند الحدود، وضعف فعالية الإجراءات الجمركية رغم سنوات من الإعلانات الرسمية.
واتهم ريدوندو الحكومة الإسبانية بتبني موقف متساهل يفيد الرباط فقط، موضحًا: "إسبانيا تتجاهل عمدًا احتياجات ومخاوف سبتة ومليلية. الرباط تواصل الضغط دون تقديم أي ضمان، وحكومة سانشيز تكتفي بالموافقة". وأضاف أن هذه السياسة لا تعزز العلاقات الثنائية، بل تضعف موقف إسبانيا، "من خلال استراتيجية الصمت المتواطئ، التي ترسل رسالة واضحة للمغرب بأنه يمكنه الاستمرار في شد الحبل دون أي عواقب".
ووصف رئيس فوكس الوضع ب"الإذلال المؤسسي" للمدينتين، محذرًا من أن سبتة ومليلية لا يمكن أن تتحولا إلى ورقة مساومة في أي مفاوضات دبلوماسية. وأكد أن تجاهل المشاكل الهيكلية على المدى المتوسط سيؤدي إلى تفاقم الأزمة، مشددًا على أن "إدارة حدود معقدة لا يمكن أن تتم بالدعاية والصمت، بل تحتاج إلى حلول عملية وحقيقية".