الملك يشيد بشراكة المغرب وفرنسا        ويحمان يكشف خبابا نشر رسالة الفقيه البصري حول تورط الاتحاديين في المحاولةالانقلابية- فيديو    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    تنظيم حملة توعوية بمخاطر السباحة في حقينات السدود    "البتكوين" تتجاوز ال 120 ألف دولار    زلزال قوي يضرب الجنوب الإسباني    وفاة مؤثرة بعد جراحة إنقاص الوزن    الزلزال يخلف أضرارا خفيفة بألميريا    معهد الجيوفيزياء يكشف ترددات زلزال جنوب إسبانيا في شمال المغرب    "مهرجان الشواطئ" ينطلق بالمغرب    الرباط تحتضن "ليلة العيطة" بمشاركة حجيب والزرهوني    الاقتصاد ‬الوطني ‬يحافظ ‬على ‬زخمه.. ‬بنمو ‬بلغ ‬نسبة ‬4,‬8 %    ترامب يعلن أن واشنطن ستسلم أوكرانيا منظومات "باتريوت" للدفاع جوي    بعد ثلاث سنوات على إطلاقه.. نظام التأشيرة الإلكترونية المغربية يسجل نجاحًا لافتًا وتعزز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية    غارسيا هدافا لكأس العالم للأندية 2025    تشيلسي يحصد 125 مليون دولار بعد التتويج في كأس العالم للأندية    لويس انريكي بعد خسارة نهائي كأس العالم … !    ثقة مجموعة البنك الدولي في الاقتصاد الوطني متواصلة    تأهيل ‬المناطق ‬المتضررة ‬من ‬زلزال ‬الحوز ‬    عزلة ‬النظام ‬الجزائري ‬تكتمل ‬و ‬الخناق ‬يشتد ‬عليه    تواصل ‬موجات ‬الحر ‬الشديدة ‬يساهم ‬في ‬تضاعف ‬الأخطار ‬الصحية    كيوسك الإثنين | "كان 2025″ و"مونديال 2030".. المغرب يمر إلى السرعة القصوى    وفاة الإعلامي الفرنسي تييري أرديسون عن عمر ناهز 76 عاما    خطة أمنية جديدة لمواجهة تصاعد الاعتداءات في الشوارع المغربية                مونديال الأندية.. الإنجليزي كول بالمر يتوج بجائزة أفضل لاعب    لو يي شياو تبهر الجمهور بإطلالة تحاكي نساء هويآن في حقبة الجمهورية الصينية: سحر الماضي يلتقي بجمال الحاضر        أيت بوكَماز.. حين تصرخ الهضبة السعيدة في وجه التهميش    من أكادير.. انطلاق دينامية شبابية جديدة لترسيخ ثقافة القرب والتواصل السياسي    فيفا يعلن إجراءات جديدة لحماية صحة اللاعبين وتنظيم فترات الراحة    صاروخ يقتل أطفالا يجلبون الماء في غزة وإسرائيل تعزو السبب لعطل    طنجة.. مكبرات صوت وDJ في الهواء الطلق تثيران استياء المصلين وسكان كورنيش مالاباطا    "السيبة" في أصيلة.. فوضى في الشوارع وغياب للسلطات    تشلسي يصعق باريس سان جيرمان ويتوج بلقب مونديال الأندية الموسع بثلاثية تاريخية    "كان" السيدات .. تأهل نيجيريا والجزائر    رفاق حكيمي يسقطون بثلاثية أمام تشيلسي في نهائي كأس العالم للأندية        اشتباكات عنيفة بين يمينيين متطرفين ومهاجرين مغاربة جنوب شرق إسبانيا    منظمة الصحة العالمية تحذر: تلوث الهواء يهدد أدمغة الأطفال ويعيق نموهم    نشرة إنذارية: موجة حر من الثلاثاء إلى الجمعة بعدد من مناطق المغرب    عودة العيطة إلى مسرح محمد الخامس.. حجيب نجم النسخة الثالثة    « البسطيلة بالدجاج» تحصد المركز الثالث في مسابقة «تحدي طهاة السفارات» بواشنطن    الشاعرة نبيلة بيادي تجمع بتطوان الأدباء بالقراء في برنامج "ضوء على القصيدة"    "نوستالجيا 2025": مسرح يحفر في الذاكرة... ويستشرف الغد    دلالات خفقان القلب بعد تناول المشروبات المثلجة    "بوحمرون" يسلب حياة طفل في مدينة ليفربول    تقرير: المغرب ضمن 3 دول أطلقت سياسات جديدة لدعم الزراعة الشمسية خلال 2024    أقدم مكتبة في دولة المجر تكافح "غزو الخنافس"    نحو طب دقيق للتوحد .. اكتشاف أنماط جينية مختلفة يغيّر مسار العلاج    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    طريقة صوفية تستنكر التهجم على "دلائل الخيرات" وتحذّر من "الإفتاء الرقمي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما معنى أن نواجه منتخب فرنسا في نصف نهاية كأس العالم؟
نشر في الدار يوم 12 - 12 - 2022

المواجهة التي ستجري بين المنتخب الوطني لكرة القدم ونظيره الفرنسي يوم الأربعاء المقبل بمناسبة نصف نهائي كأس العالم الجارية بقطر حدث قد لا يتكرر أبدا في المستقبل. إنه يمثّل لحظة تاريخية استثنائية بكل المقاييس، ليس فقط على لأن المغرب أول بلد عربي وأفريقي يصل إلى المربّع الذهبي، وإنما أيضا نظرا لطبيعة الخصم الذي سنواجهه. إنه منتخب الديكة، الحائز على كأس العالم الأخيرة المقامة في روسيا سنة 2018، ويمثّل أيضا بالنسبة لنا كمغاربة خصما من نوع خاص، لا تجتمع فيه فقط الخصومة الكروية، بل يحمل أيضا معه جذور مواجهات ثقافية وتاريخية قديمة ومتجددة.
بعبارة أخرى هذه المباراة ستدور أيضا خارج الملعب في الأذهان والنفسيات وعلى شبكات التواصل الاجتماعي وفي اللاوعي الجمعي المشترك للمغاربة. فرنسا والمغرب بلدان تجمعهما علاقات تاريخية راسخة بحكم التجربة التي مثلها فرض نظام الحماية على المغرب في النصف الأول من القرن العشرين. هناك تراكم تاريخي خلّفته هذه التجربة الاستعمارية في ثقافة وذهنية المغاربة، ومن ثمّة فإن الوقوف في مواجهة منتخب فرنسا بتاريخها الكروي الكبير يبدو من جهة أخرى تحديا لا يخلو من شذرات السياسة وعوالق الثقافة ورواسب التاريخ، خصوصا أن للفرنسيين دور كبير في إرساء أسس رياضة كرة القدم ببلادنا، وكانوا إلى عهد قريب قبيل تعيين الإطار الوطني وليد الركراكي المصدر الرئيس للأطر والمدرّبين المشرفين على كرة القدم الوطنية.
وصول أسود الأطلس إذن إلى هذه المباراة دليل على أن التقدّم الذي حققته كرة القدم الوطنية أضحى يتيح لها قدرا كبيرا من الاستقلالية عن الإرث الإداري التقني الفرنسي للكرة المغربية، بفضل هذا الجيل الكبير من اللاعبين والمدربين والأطر الذين استفادوا فعلا من الخبرات الفرنسية في الماضي، لكنهم أصبحوا اليوم بمثابة التلميذ الذي سيتجاوز أستاذه ويبرع ويتفوق عليه. ولذلك فإن هذه المباراة تحمل حساسية كبيرة باعتبارها الفرصة الأظهر من أجل إثبات هذه الندّية والاستقلالية والقدرة على فرض النموذج الكروي المغربي الخاص، بعد أن ظلت منتخباتنا الوطنية ولعقود طويلة مرتبطة بالمدرسة الكروية الفرنسية وأطرها وفلسفتها.
نحن اليوم على مشارف ميلاد مدرسة كروية مغربية خالصة يقودها هذا المدرّب الشاب وتحت إمرته هؤلاء الأشبال الذين تخرّج عدد كبير منهم من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ومن البطولة الوطنية، وتم تعزيزهم بعناصر من أبناء الجالية المغربية الوفية للراية الوطنية والانتماء لهذه الأرض على الرغم من المغريات الكبيرة التي تتعرّض لها في دول الاستقبال. الانتصار على فرنسا والتأهل لمباراة النهاية سيكون إذن إيذانا بميلاد هذه المدرسة بشكل رسمي. وإذا كانت أكاديمية محمد السادس لكرة القدم قد نجحت في تخريج جيل واسع وصل منه إلى المنتخب خمسة أو ستة عناصر من مستوى احترافي عالي، فإن مستقبل هذا التكوين ببلادنا يبشّر بتطور نوعي وكمّي بفضل هذا الانتصار الباهر الذي سيغير العقلية السائدة في ثقافة كرة القدم ببلادنا.
لا يجب أن ننسى أيضا أن انتصار المنتخب سيكون أيضا انتصارا لروح الانتماء الكبيرة التي يتمتع بها اللاعبون المغاربة المغتربون. بين صفوف النخبة الوطنية هناك عناصر ولدت أو نشأت في الديار الفرنسية كسفيان بوفال وغانم سايس، وفي الماضي لعب الكثير من النجوم المغاربة المزدادين بفرنسا للمنتخب الوطني وكان من أشهرهم مصطفى ويوسف حجي، ولعلّ هذا الانتماء المزدوج بين الجذور المغربية والمنشأ الفرنسي سيمثل حافزا قويا لهؤلاء اللاعبين الذين اختاروا اللعب لبلدهم الأم والقيام برهان كان من الممكن أن يكون خاسرا. عندما اختار اللاعب حكيم زيّاش على سبيل المثال اللعب للمنتخب المغربي تعرّض لنقد شديد من الصحافة الهولندية لكنه كان مصرّا على اختياره لأنه لم يكن من منطلق طموح شخصي سعيا وراء الألقاب والإنجازات بقدر ما كان تحقيقا للذات ورغبة في تعزيز هذا الانتماء الذي لا يموت حتى ولو طالت المسافة أو تباعد الزمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.