يُظهر المغرب، وفق أحدث معطيات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الصادرة في تقرير "لمحة عن بيانات المياه 2025" وضعاً مائياً يتسم بندرة هيكلية واضحة، إذ بلغت الموارد المائية المتجددة السنوية للفرد 776.87 متراً مكعباً، وهو رقم يعكس مستوى منخفضاً من الإتاحة المائية للفرد مقارنة بالعديد من بلدان العالم. وتفيد المعطيات نفسها بأن الزراعة تستحوذ في المغرب على الحصة الأكبر من سحب المياه العذبة، إذ تمثل 87.78 في المائة من إجمالي السحب المائي، مقابل 2.03 في المائة للصناعة و10.19 في المائة للاستخدامات البلدية، وهو توزيع قطاعي يعكس مركزية النشاط الزراعي في الطلب على الموارد المائية الوطنية.
ويبيّن التقرير أن إجمالي السحب السنوي للمياه العذبة في المغرب بلغ 10.57 مليارات متر مكعب، ويعكس الحجم الإجمالي للضغط المائي الناتج عن مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، كما ورد في جدول المؤشرات القطرية من التقرير، الذي يجمع مؤشرات رسمية ومعتمدة لسنة 2022، ويغطي سحب المياه العذبة، وتوزيعها القطاعي، وكذا مؤشري الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة المتعلقين بكفاءة استخدام المياه ومستوى الإجهاد المائي. وفيما يتعلق بالبنية الزراعية المائية، تشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إلى أن نسبة المساحة المزروعة المجهزة للري في المغرب تبلغ 16.36 في المائة، وهي نسبة مدرجة ضمن خانة "المساحة المزروعة المجهزة للري" في الجدول القطري، وتندرج ضمن المؤشرات التي تقيس مدى انتشار البنيات التحتية للري مقارنة بإجمالي الأراضي المزروعة، وذلك وفق التعاريف المنهجية المعتمدة في نظام "أكواستات" كما هو مذكور في التقرير نفسه. ويعرض التقرير، نتائج مؤشر الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة رقم 6.4.1 المتعلق بتغير كفاءة استخدام المياه خلال الفترة ما بين 2015 و2020، حيث سجل المغرب قيمة 26.10 في المائة. أما بخصوص مؤشر الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة رقم 6.4.2 المتعلق بمستوى الإجهاد المائي خلال الفترة الممتدة من 2015 إلى 2022، فتُظهر بيانات التقرير أن المغرب سجل مستوى إجهاد مائي بلغ 50.75 في المائة. كما يورد التقرير أن الزراعة تظل القطاع الأكبر استهلاكاً للمياه على الصعيد العالمي بنسبة 71 في المائة من إجمالي السحب المائي سنة 2022. ويُستخدم مؤشر الإجهاد المائي لقياس الضغط الذي تمارسه مختلف القطاعات على الموارد المائية المتجددة، ويُحسب كنسبة مئوية، مع اعتبار القيم التي تتجاوز 25 في المائة مؤشراً على ضغط مائي مرتفع.